”إغراء”.. قصة أول ممثلة عربية تتعرى بالكامل على شاشة السينما.. وهذه قصتها مع تحية كاريوكا.. ولهذا السبب رفضت الاعتذار عن أدوارها الجريئة
أكثر من 40 فيلماً هي حصيلة المشوار الفني للممثلة السورية نهاد علاء الدين، والمعروفة أيضاً بـ"إغراء"، نظراً لشهرتها بأدوار الإغراء في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
لكن الغريب أن مشوار "إغراء" لم يقتصر فقط على التمثيل، فقد كتبت سيناريوهات الكثير من الأفلام التي قامت ببطولتها وعملت في الإنتاج السينمائي، وعملت لسنوات طويلة في القطاع السينمائي الخاص في سوريا، ولها بصمة واضحة في السينما السورية.
ومن أشهر أفلامها كممثلة "إمرأة لا تبيع الحب"، و"أموت مرتين وأحبك"، و"نزوات امرأة"، و"عقد اللولو"، و"الدولاب"، و"حب وكاراتيه"، و"رحلة حب"، و"عروس من دمشق"، و"المطلوب رجل واحد"، و"الحسناء وقاهر الفضاء"، و"الصحفية الحسناء"، و"فتيات حائرات"، و"مأساة فتاة شرقية".
في القاهرة
انتقلت إغراء إلى القاهرة مع شقيقتها، وهي في عمر الثالثة عشر، وقد تعلمت الرقص الشرقي على يد الراقصة المصرية الشهيرة تحية كاريوكا، وشكّلت مع أختها سحر ثنائياً راقصاً جاب أوروبا بأكملها، لتقديم العروض هناك، غير أن سحر قررت لاحقاً الإعتزال وإرتداء الحجاب، وقالت فيما بعد أنها لا تحب أبداً الخوض في ماضيها، الذي تصفه بـ"المشين".
مشهد عارٍ
شاركت إغراء في عام 1972 بفيلم "الفهد"، الذي كان يحكي قصة أبو علي شاهين، وهو مناضل سوري ضد الاستعمار الفرنسي، ومن إخراج نبيل المالح.
وتضمن الفيلم مشاهد عري، أبرزها المشهد الذي كانت تستحم فيه عارية تماماً قرب أحد شلالات الماء في منطقة الربوة بدمشق، مع الممثل أديب قدورة، وتمدد فوق جسدها وهي عارية، وهو المشهد الذي وصفه النقاد بأنه الأكثر إثارة في تاريخ السينما السورية.
وبعد عرض الفيلم، قالت "إغراء" إنها قبلت بتصوير هذا المشهد إنقاذاً للفيلم، وذلك بناءً على طلب المخرج، وجملتها الشهيرة: "ليكن جسدي جسراً تعبر عليه السينما السورية إلى التقدم".
ولهذا السبب تعد "إغراء" أول ممثلة عربية تتعرى بشكل كامل في أفلامها، وكثيراً ما تضمنت أفلامها العديد من مشاهد التعري والجنس والقبل السينمائية الطويلة، وتلقت بسبب ذلك انتقادات عديدة من قبل المحافظين.
وقد دافعت عن أدوارها العارية، وقالت إنها خلعت ملابسها في التمثيل، إيماناً بمبادئها وليس من أجل المال.
وعكس كثير من ممثلات جيلها، رفضت إغراء الاعتذار عن أي دور غير لائق، ودافعت عن حريتها الجنسية بطريقة غير مسبوقة في بلدها التي تعد بلدا محافظا إلى حد كبير.
وعن أول مشهد تعرٍ لها، قالت إغراء إن المنتج والمخرج شعرا أن قصة الفيلم لن تكون جذابة، لذلك طلبا منها وهي تؤدي دور زوجة البطل، تصوير مشهد وهي عارية.
وأضافت: "شعرت وكأنه هجوم انتحاري عندما أديت هذا المشهد"، مؤكدة أنها كانت تعلم أن القيام بذلك في سوريا سيعرضها لانتقادات كبيرة.
ورغم فشل الفيلم والانتقادات التي تعرضت لها بسبب هذا الدور، رفضت إغراء توجيه اللوم للمخرج والمنتج، مؤكدة أنها أدت هذا المشهد برضاها التام.
ويعود آخر ظهور لـ"إغراء" إلى عام 1992، وتحديداً في فيلم "المكوك"، وعُرض عليها العديد من الأدوار في التلفزيون، كان آخرها مسلسل "عناية مشددة" عام 2015 مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد، لكنها اعتذرت لأن الدور لم يناسبها، لا من حيث الشكل ولا طبيعة الشخصية.
خوف من الموت
اعترفت "إغراء" بأنها تخاف من الموت، وبأن السنوات تسرق الصحة والشباب والأحبة، ولكنها لم تنل منها حتى الآن، ورغم إنها كبرت من دون والديها، إلا أنها لم تشعر بعقدة اليتم، ولا تزال تستحضر روح والدتها بشكل دائم، وتجري حوارات ونقاشات معها كأنها حقيقية.
وقد تزوّجت من المخرج محمد حلمي، ولم تنجب.