ما الحكم لمن ادعى الإسلام ويؤمن بتناسخ الأرواح؟

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

ورد لدار الغفتاء المصرية سؤال ما الحكم لمن ادعى الإسلام ويؤمن بتناسخ الأرواح؟

وأجاب علي السؤال الشيخ عبد اللطيف عبد الغني حمزة، أن الروح جسم نوراني علوي يسري في الجسد المحسوس بإذن الله وأمره، وقد استأثر في علمه بكنهها وحقيقتها، ولم يميز بذلك أحدًا من خلقه، ولم يعط علمه لأحد منهم؛ قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 85]، ومتى فارقت الروح البدن بموته كان مستقرها مختلفًا.

فأرواح الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في أعلى عليين؛ فقد صح أن آخر ما قاله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى» أخرجه الشيخان في "صحيحيهما"، وغيرهما.

ومستقر أرواح الشهداء في الجنة وأرواح أطفال المؤمنين ما هو قريب من ذلك، وأرواح غير المسلمين وغير المؤمنين في سِجِّين كما هو ثابت من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقد جاء في "شرح السيوطي على مسلم" (1/ 131، ط1. دار ابن عفان، المملكة العربية السعودية): [روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْنَا فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا وَرِقًا، غَنِمْنَا الْمَتَاعَ وَالطَّعَامَ وَالثِّيَابَ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الْوَادِي، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَبْدٌ لَهُ، وَهَبَهُ لَهُ رَجُلٌ مِنْ جُذَامٍ يُدْعَى رِفَاعَةَ بْنَ زَيْدٍ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ، فَلَمَّا نَزَلْنَا الْوَادِيَ، قَامَ عَبْدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَحُلُّ رَحْلَهُ، فَرُمِيَ بِسَهْمٍ، فَكَانَ فِيهِ حَتْفُهُ، فَقُلْنَا: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «كَلَّا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الشِّمْلَةَ لَتَلْتَهِبُ عَلَيْهِ نَارًا أَخَذَهَا مِنَ الْغَنَائِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ»] اهـ. رواه الشيخان وغيرهما.

وجاء في "مسند الإمام أحمد" عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لِي إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: «الْجَنَّةُ»، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ: «إِلَّا الدَّيْنَ سَارَّنِي بِهِ جِبْرِيلُ آنِفًا».

ويقول بعض الخارجين عن الإسلام والذين لا يعترفون باليوم الآخر إن الأرواح تنتقل بعد مفارقتها للأجسام بالموت إلى أجسام أخرى كالطيور والحيوانات التي تناسبها وتنعم فيها أو تعذب، وتفارقها فتحلّ في أبدان أخرى تناسب أخلاقها وأعمالها، وهكذا أبدًا بطريق التناسخ، ولا شك أن هذا مخالف لما اتفق عليه الرسل والأنبياء، وهو كفر بالله واليوم الآخر، ولا ينبغي لمسلم الاشتغال فيما استأثر الله بعلمه، وأن يؤمن به كما جاء بالقرآن والسنة؛ لأن البحث فيما وراء المغيبات يوقعه في الضلال ويبعده عن الإيمان.

تم نسخ الرابط