عبد الناصر وصفه بـ«الأداة».. صورة عارية لخطيبة «بهلوي» تثير أزمة سياسية بين مصر وإيران.. وكيف استغلها الشاه في تبرير التطبيع مع إسرائيل

الشاه وفرح ديبا
الشاه وفرح ديبا

في عام 1960 فاجأت إيران العالمين العربي والإسلامي بتطبيع علاقتها مع إسرائيل، وأبى الشاه محمد رضا بهلوي وقتها أن يتراجع عن قراره، الذي صاحبه عدة أحداث ارتبط جزء منها بخطيبته "فرح".

في 10 يوليو 1960، ذهب السفير السعودى فى إيران إلى وزير الخارجية الإيرانى، ليثير معه موضوع اعتراف بلاده بـ«إسرائيل»، فنظر إليه «الوزير» محتداً وهو يشرح وجهة نظر بلاده فى الموضوع، الذى كان نقطة تحول وقتها فى العلاقات العربية مع إيران، وفى القلب منها مصر.

تطبيع رسمي

كان السفير السعودى هو عميد السلك السياسى الأجنبى فى طهران، وحسب محمد حسنين هيكل فى كتابه «الغليان»، فإن مفاوضات كانت تدور فى قصر «المرمر» بين إسرائيل وإيران بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وكانت تتم بين الإمبراطور الشاه محمد رضا بهلوى وعدد من الشخصيات الإسرائيلية، فى مقدمتها رئيس الوزراء «بن جوريون» والجنرال «موشى ديان» و«شيمون بيريز» المدير العام لوزارة الدفاع.

تلقى جمال عبد الناصر تقريرا حول هذه المفاوضات عن طريق الرئيس اليوغسلافى «تيتو»، بالإضافة إلى تقارير من مصادر أخرى تؤكد أن قرارا اتخذ بالفعل لإقامة علاقات رسمية بين البلدين.

وحسب «هيكل» فإن سفير الجمهورية العربية المتحدة «مصر وسوريا» محمود محرم حماد تلقى رسالة من القاهرة تطالبه بإرسال تقرير تفصيلى حول ذلك، وبالفعل تلقت وزارة الخارجية المصرية تقريرا منه عبارة عن برقية.

شمل التقرير توضيح الجهد المشترك بين السفراء العرب بـ«طهران» للتصدى للخطوة الإيرانية، وأن السفير السعودى قابل وزير الخارجية الإيرانى صباح يوم الأربعاء 10 يوليو 1960، وفى مساء نفس اليوم دعا السفير السعودى زملاءه السفراء العرب فى طهران إلى اجتماع معه ليروى لهم ما دار بينه وبين وزير الخارجية.

صورة عارية

ووفقاً لما يذكره «هيكل» نقلاً عن التقرير المرسل من السفير المصرى محمود محرم حماد، فإنه فور أن تحدث السفير السعودى لوزير الخارجية عن اعتراف إيران بإسرائيل وعواقب ذلك، رد وزير الخارجية بأن لفت نظر السفير محتدا إلى تعرض صحف الجمهورية العربية المتحدة وصحف لبنان والعراق لشخص «صاحب الجلالة الإمبراطورية الشاهانية»، وأشار إلى خبر ظهر فى جريدة الأهرام عن سيدة أجنبية أعطت حديثا لإحدى الصحف الفرنسية، قالت فيه إنها كانت عشيقة للشاه نفسه، ثم إن جريدة الجمهورية نشرت صورة عارية للآنسة «فرح ديبا» خطيبة الشاه وهو «أى وزير خارجية إيران» يسلم بأن السفارة المصرية قدمت للخارجية الإيرانية اعتذارا عن نشر هذه الصورة، ولكن هذا الاعتذار لم ينشر فى الجريدة التى نشرت الصورة، وحسب هيكل: «كانت الصورة التى نشرتها جريدة الجمهورية لـ«فرح ديبا» بالمايوه منقولة عن مجلة «بارى ماتش» الفرنسية التى اشترتها من إحدى وكالات الأنباء التى باعتها فى العالم كله.

فى نهاية اللقاء، قال السفير السعودى لوزير الخارجية الإيرانى: «إن الدول العربية لا تستطيع قبول وجهة النظر الإيرانية كما سمعها، وأن ما سمعه لا يوحى بالخير، ولا يتصور إن إيران تفضل إسرائيل على مائة مليون عربى»، وطبقا لـ«هيكل»: «أعلن رسميا فى طهران عن إعادة العلاقات مع إسرائيل، وفى القاهرة وقف جمال عبد الناصر فى خطاب عام، وتحدث عن خطورة اعتراف الشاه بإسرائيل، وأنه بهذا الاعتراف يؤكد للعالم كله ولشعبه أنه ألعوبة فى يد المخابرات المركزية الأمريكية التى أعادته إلى العرش بعد الانقلاب المضاد على ثورة مصدق، وأن نهايته سوف تكون نهاية غيره من العملاء».

تصريحات مجنونة

وردت وزارة الخارجية الإيرانية ببيان رسمى جاء فيه بالنص: «إن وكالات الأنباء الأجنبية نقلت مساء اليوم تصريحات مجنونة لجمال عبدالناصر تعرض فيها للمؤسسات المقدسة فى إيران، ولكن هذا الفرعون المصرى الأحمق يشوه حقائق موقف الحكومة الإمبراطورية الشاهانية، إن تصريحات جمال عبد الناصر الغبية والشريرة والرخيصة لا تليق برئيس دولة، ولكن هذا لا يدهش جلالة الإمبراطور الذى يعلم أن ذلك الرجل قفز إلى السلطة على أساس غير شرعى».

ردت وزارة الخارجية المصرية بأن أمرت السفير المصرى فى إيران بمغادرة طهران فى ظرف 24 ساعة، ويعلق هيكل: «كان خطاب جمال عبدالناصر عنيفا، وجاء رد الشاه بذيئا، والواقع أن العلاقات بين الرجلين لم يقدر لها أن تكون طيبة فى يوم من الأيام».

تم نسخ الرابط