لم يحضر ولادته وقضى حياته بعيدا عنه وأجبره ليكون مثله وكان سببا في إصابته بالمرض.. أسرار عن علاقة الأمير فيليب المعقدة بابنه تشارلز

الأمير فيليب-الامير
الأمير فيليب-الامير تشارلز

بالتزامن مع اقترابه من عمر الـ100، ظهر على الساحة كتاب مثير للجدل، كشف سر العلاقة المعقدة التى جمعت بين الأمير فيليب، دوق إدنبرة، وابنه الأكبر، الأمير تشارلز، أمير ويلز وولي عهد المملكة المتحدة وأبنائه الـ3 الآخرين.

جاء الجزء الأخير لكتاب السيرة الذاتية "Prince Philip Revealed" بقلم الخبيرة الملكية وكاتبة السير الذاتية ورئيسة تحرير مجلة ماجيستي Majesty، إنجريد سيوارد، ليدعي بأن الأمير تشارلز لم يُقبل أو يُحتَضن من قبل والديه عندما كان طفلا وغالبا ما كان يقضي فترات طويلة بعيدا عنهما.

هذا ما كشفته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، التى أشارت إلى أنه في الساحة الأمامية بقصر باكنجهام، عزف الحرس جرينادير (فوج المشاة في الجيش البريطاني) مجموعة مختارة من أغاني الأطفال، منتهية بعرض خاص لأغنية نزهة تيدي بيرز "The Teddy Bears'Picnic"، داخل القصر، كان الأمير تشارلز يحتفل بعيد ميلاده الـ4 في غرفة الموسيقى ذات الألوان البيضاء والذهبية مع 14 صديقا له، كانت هذه المرة الأولى التي يحضر فيها الأمير فيليب أحد حفلات عيد ميلاد ابنه.

وضمت تفاصيل الكتاب المثير للجدل، والتى مشفتها الكاتبة في السيرة الذاتية، أنه على الرغم من حبه للأطفال، فإن دوق إدنبرة لم يحضر ولادة الأمير تشارلز في 14 نوفمبر عام 1948، لانشغاله بلعب الإسكواش في ذاك الوقت، وعند رؤية ابنه حديث الولادة أعلن أنه يشبه بودينج البرقوق.
لم يقض الأب فيليب الكثير من الوقت مع ابنه الأكبر تشارلز بعد ذلك، إذ حضر اثنين فقط من أعياد ميلاده في الأعوام الـ8 الأولى، وبالنسبة للطفل الصغير، كان حب والدته وأبيه ورؤيته لهما، مثل الطعام والملابس في سنوات ما بعد الحرب القاسية، مقننا بشدة.

هذا وكشفت السيرة الذاتية التى تحوى علاقة الأمير فيليب المعقدة بابنه تشارلز، أيضا: "ان الأميرة إليزابيث امضت آنذاك عيد ميلادها الـ24 في أبريل 1950، عندما كان تشارلز يبلغ من العمر 18 شهرا فقط، في مالطا تشاهد زوجها يلعب البولو قبل أن يعود إلى إنجلترا في انتظار ولادة طفلتها الأميرة آن، في أغسطس.

وفي أواخر الصيف امضت في بالمورال قبل أن تنضم إلى فيليب في مالطا مرة أخرى لقضاء عطلة، تاركة ابنتهما البالغة من العمر 4 أشهر وابنها البالغ من العمر عامين لقضاء عيد الميلاد بدونهما في ساندرينجهام، ما يعني أن فيليب وإليزابيث لم يريا أطفالهما سوى مرات قليلة بسبب ارتباطاتهما الرسمية.

ورغم الغياب المتكرر لفيليب في البحر، كان هو صاحب القول الفصل والقرار النهائي في تربية أطفاله، الأمر الذي أدى إلى تحول تشارلز إلى طفل خجول، حتى صمم فيليب على جعل ابنه رجلا ونظم له الذهاب 3 مرات أسبوعيا إلى صالة ألعاب رياضية خاصة في تشيلسي، حيث تتعلم فئة صغيرة من الأولاد التدريب البدني والملاكمة.

وليس هذا فحسب بل أن طريقة الأمير فيليب في تعليم تشارلز السباحة، على سبيل المثال، كانت تعتمد على جره، أو أحيانا رميه في مسبح قصر باكنجهام.

الغريب في الأمر، أن معاناة تشارلز بأت منذ طفولته التى لم تنتهي عند هذا الحد، فمثله مثل جده، جورج السادس، وجده الأكبر، جورج الخامس، عانى تشارلز "طرق على الركبتين"، واضطر إلى ارتداء أحذية تقويم العظام لتصحيح قدمه المسطحة، بالإضافة إلى أنه كان مثل والدته الملكة إليزابيث الثانية، مريض صدر ويعاني نزلات البرد دون سبب.

وعندما تعلق الأمر بتعليم تشارلز، كان فيليب مصرا على أن يسير ابنه على خطاه بالالتحاق بجوردونستون (مدرسة مستقلة مختلطة للتعليم الداخلي) في شمال اسكتلندا.
ولكن اختلف الوضع كثيرا مع ولادة طفلي فيليب وإليزابيث، الثالث والرابع، أندرو وإدوارد، إذ اتخذا نهجا مختلفا، الوقت الذي كان فيه فيليب هو الأكبر سنا في ذاك الوقت وأقل دافعا لطلب تعويض عن خيبات أمله، وبالطبع أقل تطلبا من شقيقيه الأصغر.

وكانت الملكة تمضى وقتا مع إدوارد أكثر مما قضته مع طفليها الأكبر تشارلز وآن، واتسمت طفولته بحياة غير رسمية.

هذا ما جاء على لسان مابل أندرسون، المربية السابقة لأبناء الملكة إليزابيث الـ4، كان الأمير فيليب أبا رائعا، إذ كان دائما ما يخصص وقتا للقراءة لهم أو مساعدتهم في تجميع تلك الألعاب النموذجية الصغيرة، وكان يساعد إدوارد في بناء سفن بلاستيكية، والتي كانت تزين غرفة نومه في قصر باكنجهام.

وبحسب ما ورد أيضا في هذا الكتاب المثير للجدل، قالت الراحلة الأميرة ديانا إنه بسبب نشأته، لم يعبر الأمير تشارلز عن مشاعره جسديا، قائلة: "الشيء الوحيد الذي تعلمه عن الحب من والديه هو المصافحة".

وذكرت ديانا وقتها إن "مشاعره بدت وكأنها اختنقت عند الولادة"، بحسب السيرة الذاتية.

ومن ناحية أخرى، كانت علاقة فيليب مع ابنته الثانية الأميرة آن، مختلفة تماما، إذ أولى اهتماما لها أكثر من ابنه الأكبر لمجرد أنها كانت أكثر استجابة وطاعة له، وكان يضحك معها بطريقة لم يفعلها مع تشارلز.

أما طفله الرابع، الأمير إدوارد، فكانت علاقته به على الرغم من اختلافات شخصياتهما، فإن علاقة فيليب مع ابنه الأصغر تقوم على الاحترام الحقيقي من جانب إدوارد وعلى المودة والعاطفة من فيليب، إذ كان يسميه "إد" ويقبله، ولهذا كان فيليب، وليس والدته الملكة، هو من ذهب لرؤية إدوارد وهو يتلقى شهادته بعد التخرج من كلية يسوع Jesus College، بكامبريدج.

تم نسخ الرابط