أعلن إلحاده وشارك في المشروع النووي النازي وانتحر في ظروف غامضة .. قصة عالم الذرة المصري إسماعيل أدهم
إنه الدكتور إسماعيل أحمد أدهم أحد علمائنا العباقرة الذين اغتالتهم يد الغدر ولم يذكرهم التاريخ كثيرا.
" الموجز " يسلط الضوء علي أهم محطات حياته والطريقة التى أغتيل بها .
ولد إسماعيل أدهم عام 1911 من أب مصري ذي أصول تركية وأم ألمانية و حاز عام 1931 وهو في العشرين من عمره الدكتوراه في الفيزياء الذرية من موسكو وقام بالتدريس في جامعاتها وكان عضوا في مجمع علومها ثم مدرسا في جامعة أتاتورك التركية قبل أن يستقر في مصر منتصف الثلاثينيات ويعرفه الناس عبر العديد من مؤلفاته الأدبية والعلمية.
عرف أدهم بإلحاده وقد ألف كتابا فى ذلك أسماه" لماذا أنا ملحد".
وفي عام 1940 بدأ جمع كبار علماء الذرة في العالم للبدء في مشروع "منهاتن" الأميركي لصنع القنبلة النووية وفي نفس العام كانت طائرات هتلر تغزو بريطانيا وقوات رومل تكتسح شمال افريقيا وتدق أبواب الاسكندرية التي هجرها أهلها وانتقل اليها بالمقابل الدكتور الشاب إسماعيل أدهم ليستقبل كما قيل الجنرال رومل حال وصوله وينتقل من هناك إلى برلين التي كان على تواصل معها للمشاركة في المشروع النووي النازي.
وفي العدد 366 من مجلة «الرسالة» المصرية الشهيرة الصادر في 8/7/1940 ينتقل أدهم من الكتابة الأدبية المعتادة الى مقال احتل 4 صفحات مليء بالمعادلات الفيزيائية المعقدة والمعلومات العلمية أسماه "الذرة وبناؤها الكهربائي" وقد كتبه بالإنجليزية كذلك THE ELECTRICAL STRACTURE OF THE ATOM ذكر ضمنه أن ما وصل إليه العالم الألماني «هينزنبرغ» قد أثبته هو في معامل البحث العلمي في موسكو قبله بسنوات، وأن ما أعلنه البروفيسور الروسي «سكوبلزن» عام 1938 ينسجم مع مبادئ الفيزياء الحديثة التي أثبتها أدهم عام 1933.
لم يمر على ذلك المقال إلا أيام قليلة حتى أعلن عن وفاة الدكتور إسماعيل أحمد أدهم غرقا على ساحل «جليم» بالاسكندرية وهو لم يبلغ 29 عاما، وقيل انه وجدت في جيبه رسالة يعلن فيها انتحاره ويطلب حرق جثته وتشريح مخه.
ومن المعروف أن دعوى الانتحار هي أقدم وأشهر وسائل الاغتيال المخابراتي وكان الغريب أن الرسالة لم يبللها ماء البحر وهي في جيب معطفه كما أن من يريد حرق جسده وتشريح دماغه لا يلقي نفسه في البحر حيث قد تختفي الجثة أو تأكلها الأسماك
وقد أعلن شقيقه إبراهيم أدهم أن جميع أوراق وكتب وأبحاث إسماعيل ومنها 3 كتب في الفيزياء والذرة قد اختفت في ظروف غامضة ولا يعرف مكانها أحد.