طلقها الملك فاروق وطلب فتوى لتحريم زواجها من بعده..استولت زوجة أحد قيادات ثورة 52 علي مجوهراتها وطاردها جمال سالم ..أسرار لا تعرفها عن الملكة فريدة
الملكة فريدة..هي زوجة الملك فاروق الأولى، وأم بناته كان يطلق عليها محبوبة الشعب، وتميزت بإطلالاتها الكلاسيكية الأنيقة، التي تلفت الأنظار إليها أينما سارت.
صافيناز ذو الفقار هو الاسم الحقيقي للملكة"فريدة" التي ولدت في الأسكندرية لعائلة ذو الفقار الشركسية المعروفة وإشتركت في الرحلة الملكية إلى أوروبا عام 1937 وأعلنت الخطوبة الرسمية بعد العودة وتم الزواج في أوائل 1938 وسط إحتفالات شعبية كبيرة وأنجبت من الملك 3 بنات هن فريال وفوزية وفادية وكانت محبوبة من الشعب المصري وطلقها الملك فاروق عام 1948 .
وكان سبب الطلاق مبهما وحوله أقوال كثيرة ، فمنها احتياجه لصبي يكون ولي العهد ومنها أيضا أنها لم تحتمل حياة القصر بحاشية الملك وتصرفات الملكة الأم وعبث العابثين به.
وقد دعا مجلس البلاط الملكي وقتها، إلى اجتماع عاجل لبحث مسألة طرأت للملك فاروق وهي ضرورة اصدار فتوى أو قرار شرعي يمنع الملكة فريدة من الزواج مرة أخرى في حياتها، ويجعل مثل هذا الزواج باطلاً مهما كانت ظروفه. وكان داعي الملك إلى هذا الطلب أنه سمع خبراًعن احتمال أن تتزوج فريدة من وحيد يسري (باشا)، وقد أراد أن يسبق احتمالات مثل هذا الزواج ويحول دونه.
وحاول فاروق استصدار فتوى من شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي بتحريم الزواج على فريدة من بعده، لكن المراغي رفض الأمر لمخالفته الشريعة الإسلامية، ومع ذلك لم تتزوج فريدة من بعده بلا فتاوى.
بعد الطلاق، أخرجت فريدة طاقتها في الرسم بعد أن حُرِمَت من رؤية بناتها. وقد امتد ذلك الحرمان بعد الثورة حين رحلن مع أبيهن إلى المنفى.
وبعد سنواتٍ طويلة أرسلت خطاباً إلى جمال عبد الناصر تستأذنه في السفر لرؤية بناتها، ووافق بخطاب يحمل توقيعه، لكن الخطابين حرقهما فيما بعد ميشيل أورلوف وهو نجل ابنتها فادية التي تزوجت من الروسي بيير أورلوف.. كما حرق جزءاً من مذكراتها وحمل ما تبقى منها إلى موسكو ليخفيها.
وقد كتبت المذكرات باللغة الفرنسية وكشفت فيها عن رغبة عضو مجلس قيادة الثورة جمال سالم في الزواج منها، وعندما رفضت وضع ما تبقى من ممتلكاتها تحت الحراسة، و لم تعد تملك شئ فأجرت شقه صغيره فى حلوان، ولم يتوقف الأمر على مصادرة اموالها وممتلكاتها فقط بل تحول الموضوع الى مطارده و مما روته أنها عاشت أسوأ ايام حياتها بسبب رفضها له، منعت من السفر لمده خمس سنين و كم الشائعات التي كانت تطلق عليها و تشويه سمعتها، وعاشت الملكة حياتها من بيع لوحاتها ومن نفحات المحسنين.
رهن مجوهراتها
فى عام 1984 عثر فى إحدى خزائن بنك مصر على مجوهرات للعائله المالكه كانت قد رهنتهم زوجه أحد رجال حركة 52 مقابل قرض ب 15 مليون دولار و لم تسدد قيمه القرض و بعد وفاتها فتح البنك الخزنه ليكشف الغطاء عن محتوياتها و هى مجوهرات للعائله المالكه بما فى ذلك تاج الملكه فريده .
هذه ليست الحادثه الوحيده و لكنها حادثه مسجله .
تروي الدكتورة الفنانة لوتس عبدالكريم و هى صديقه مقربه للملكه فريده ومؤلفة كتاب "فريدة مصر.. أسرار ملكة وسيرة فنانة": أن ما احزن الملكه السابقه ليس أنهم صادروا مجوهراتها و لكن لأن مصر لم تستفد بها ، فقد باعوا جزء كبير منها فى سويسرا بسعر بخس لطمعهم و جهلهم بقيمتها التاريخية و الجزء المتبقي اخدوه هم لدرجه انها فى إحدى المناسبات فوجئت بأن زوجه أحدهم كانت ترتدي عقد من الماس كان ملك للملكه و صادروه منها.
عندما حدث حركه يوليو 52 كان قد مر على طلاق الملكه فريده أو صافيناز ذو الفقار من الملك فاروق أكثر من ثلاثة أعوام ، و كانت تعيش في قصرها الذي بناه لها والدها في الهرم .
لكن مجلس قيادة الثورة عندما قرر مصادرة أملاك العائلة المالكة قرر مصادره أملاك الملكه السابقه أيضا و منها الخاصة الفريديه التى تبلغ 1700فدان و قصر الطاهره الذي أهداه فاروق لها ، و كان يمكن أن يكتفوا بهذا و لكنهم صادروا قصر الهرم و أموالها فى البنوك و جميع مجوهراتها و عندما اكتشفت أن هناك بروش ناقص احضرته و أعطته لهم و قد صور هذا فى مشهد من فيلم رد قلبى .
ما أنقذها من هذه الحياة البائسه هو الفن. الموسيقى و لوحاتها التى كانت عندما ترسمها تخرجها من هذا الواقع الأليم و التي كانت تبيعها و تنفق على حياتها المتواضعة من ثمنها .
الرجوع لعصمة الملك فاروق
كشفت لوتس عبد الكريم في كتابها عن حقيقة عودة فريدة للملك فاروق قبل وفاته وقالت : إن آخر وأهم أسرار ملكة مصر التي كانت تربطها بها حتى وفاتها علاقة صداقة وطيدة أنها عادت إلى عصمة الملك فاروق بعقد زواج رسمي قبل وفاته ببضع سنوات.
وتابعت:هذا الخبر لا يعتبر سرا إنما الملكة فريدة التي لم تشأ إذاعته عند حدوثه وأثناء إقامتها بمصر خشية أن يعرقل ذلك وجودها في البلد الذي عشقته طوال حياتها لكنها والملك فاروق كانا يلتقيان وهذا يدل على أن الحب القديم بينهما لم تطفئ جذوته الأيام وأنها ظلت الأثيرة لديه وهو الأثير لديها وهذا يفسر رفضها الإرتباط بأي شخص كما يفسر بكاءها الشديد حينما تزور مقبرته".
وتضيف عبد الكريم في كتابها "هذا الخبر لم يعرف به سواي وابنتها الكبرى فريال ولما رأيت أنه لم يعد سرا وإنما أصبح خبرا مهما يجب أن يعلم الكل به أردت كتابته لأنه يستحق أن ينشر حيث كانت تحتفظ في إصبعها بخاتم الملك ودبلة الزواج حتى وفاتها".
وقبل أن ترحل بسنواتٍ قليلة أصبحت لها شقة صغيرة في حي المعادي منحتها لها الدولة، لكنها لم تعش فيها طويلاً، فقد ماتت بسرطان الدم.