”قبلة” عكرت صفو علاقتها مع إسماعيل ياسين وأنفصلت عن محمد الموجي بسبب وداد حمدي وعانت من تهميش الوسط الفني.. أحزان واجهت ملكة المونولوج سعاد مكاوي
تعد واحدة من أبرز النجوم في الوطن العربي، وبخفة ظلها وموهبتها الفريدة أستطاعت أن تدخل قلوب الجمهور، حيث تربعت علي عرش أفلام الزمن الجميل بأغانيها المبهجة، لقبها الجمهور والنقاد بملكة المونولوج، وإلى يومنا هذا تعتبر الفنانة الراحلة أيقونة الكوميديا والمونولوج، أنها الفنانة سعاد مكاوي.
ولدت الفنانة سعاد محمد سيد مكاوي في ١٩ نوفمبر عام ١٩٢٨، بمدينة كفر الزيات، ثم أنتقلت لإقامة في حي باب الخلق بالقاهرة، مع والدها الملحن محمد مكاوي، والذي ورثت عنه الجينات الفنية التي دفعتها لدخول عالم التمثيل والغناء من بوابة "المونولوجات".
بدأت أولي خطواتها الفنية من خلال أغنية "سلم علي" التي قدمتها في فيلم "ليلى بنت الأغنياء"، مع ليلى مراد، ثم قدمها والدها لفرقة علي الكسار، وأعجب بها وبصوتها وشجعها علي الغناء وأعطاها الفرصة لتغني بين فصول مسرحيته، ثم انضمت لفرقة بديعة مصابني، ومن هنا توالت أعمالها الفنية.
شاركت في الكثير من الأعمال الفنية كممثلة ومطربة ووصل عدد أعمالها إلي ٣٥ فيلمًا منهم: "
"منديل الحلو، أسمر وجميل، جزيرة الأحلام، لسانك حصناك، نهارك سعيد، المليونير المزيف، غازية من سنباط، صاحب بالين وبنت المعلم، وشمشون الجبار، البوسطجي وحدوة الحصان، كلام الناس، وأسمر وجميل، عيني بترف، المليونير وجزيرة الأحلام، القدر والمكتوب، أنا ذنبي إيه، ونهارك سعيد".
وفي رصيد سعاد مكاوي الكثير من الأغاني التي تركت بصمة فنية لا تزال متواجدة حتي الأن، كما أنها اشتهرت بتقديم الثنائيات الغنائية بالسينما مع إسماعيل ياسين، وحققت سعاد نجاحًا كبيرًا في تقديم أغاني المونولوج، ومن أشهر أغنياتها "لما رمتنا العين، قالوا البياض أحلى"، كما غنت الأوبريت الإذاعي الشهير "عواد باع أرضه".
وتعاونت خلال مشوارها الفني مع كبار الملحنين في مصر، بإستثناء رياض السنباطي، كما أنها كانت تشارك في البرنامج الإذاعي الشهير "بابا شارو"، وكانت تغني الأوبريتات بصوتها، ومع نقل العمل إلى التليفزيون فوجئت باستبدالها بالفنانة مشيرة إسماعيل، مما سبب لها صدمة كبيرة.
خلال مسيرتها الفنية تعرضت سعاد مكاوي لعدة مواقف وأزمات ولعل أبرزها، رفض نجم الكوميديا الراحل إسماعيل يس تقبيلها، في أحد الأفلام التي شاركته فيها، وعندما سألته عن السبب قال: "مزاجي كدا"، وأدى ذلك إلى غضبها الشديد منه، ولكن سرعان ماعادت علاقة الصداقة بينهما.
تزوجت ملكة المونولوج ثلاث مرات الأولي كانت من المخرج عباس كامل، والذي منحها الفرصة للظهور في عدد كبير من الأفلام، منهم: "صاحب وبالين، وبنت المعلم، وحدوة الحصان، ومنديل الحلو، والكثير"، والزيجة الثانية كانت من الملحن محمد الموجي والذي أعجب بشكل كبير ولكنها قررت الإنفصال عنه بعدما اكتشفت علاقته بالفنانة الراحلة وداد حمدي، وتزوجت من بعده من المخرج عباس كامل.
اعتزلت الفنانة سعاد مكاوي الفن وانقطعت عن الطرب لسنوات طويلة، ولكن سرعان ما عادت في التسعينات إلى الساحة الغنائية في بعض الحفلات، ولكن لم تجد أي نوع من الإقبال الذي يشجعها على الإستمرار فقررت أن تنسحب تمامًا من الساحة الغنائية، وعانت من الوحدة وتجاهل الوسط الفني لها حتى رحيلها إثر تعرضها لهبوط حاد في الدورة الدموية.
