بأوامر من ترامب .. قطر تعلن التطبيع الرسمي مع إسرائيل.. و هذه هي تفاصيل العلاقات السرية مع العائلة الحاكمة

ترامب وتميم
ترامب وتميم

قالت تقارير أمريكية أنه من المنتظر أن تعلن قطر خلال الأيام المقبلة توقيع اتفاقية تطبيع و سلام مع إسرائيل وأشارت إلي أن النظام في قطر استجاب لضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

من جانبه كشف نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج العربي، الخميس، أن قطر استجابت بشأن توقيع اتفاق مع إسرائيل، مؤكداً أنها منفتحة جدا للتعامل معها.

وقال ثيموثي لندركينج في إيجاز صحفي عبر الهاتف: «قطر لديها تاريخ من التفاهم مع دولة إسرائيل، وتعاملت معها بشكل متكرر وعلني».

ونقلت وسائل إعلام قطرية عن لاندركينج قوله «نأمل من جميع الدول الخليجية وبلدان المنطقة أن تطبع علاقاتها مع إسرائيل».

كانت المتحدثة باسم وزارة الخارجة القطرية قد زعمت أن بلادها لن تنضم إلى دول الخليج المجاورة في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، حتى يتم حل النزاع مع الفلسطينيين.
وزعمت في حديث لوكالة "بلومبيرج" : "لا نعتقد أن التطبيع كان جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وأضافت: "لا يمكن أن يكون الحل في التطبيع".

وأشارت، إلى أن "جوهر الصراع هو حوّل الظروف القاسية التي يعيشها الفلسطينيون كأشخاص بدون وطن ومعاناتهم تحت وطأة الاحتلال.

ومعروف أنه بدءا من نظام الحمدين ومرورا بأمير قطر الحالي تميم بن بن حمد آل ثاني، لم تتوقف العلاقة السرية بين تل أبيب والدوحة.

ويتضح من برقيات سرية كتبها دبلوماسيون أمريكيون نشرتها وسائل الإعلام أن قطر سعت إلى الحصول على أي شيء من الإسرائيليين لتبرير حفاظها على علاقاتها مع تل أبيب.

وتنقل برقية كتبها السفير الأمريكي الأسبق جوزيف لابارون في 8 فبراير 2010 عن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني (حينها) إنه بحفاظهم على سياستهم بالإبقاء على علاقات جيدة مع إسرائيل، فإن القطريين يأملون في مبادرة من قبل الإسرائيليين تجاه الفلسطينيين تسمح للدوحة باستعادة الكرامة لنفسها وأن تسمح للدبلوماسيين الإسرائيليين بالعودة.

السفير الأمريكي كشف في البرقية ذاتها أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس طلبت من أمير قطر، المساعدة في إقناع حماس بالمشاركة في الانتخابات التشريعية عام 2006 وهو ما وافقت عليه الحركة للمرة الأولى منذ إقامة السلطة الفلسطينية عام 1994.

وفي هذا الصدد، كتب لابارون في برقية سرية عن نتائج اجتماع بن جاسم مع السيناتور الأمريكي آنذاك جون كيري في 24 فبراير 2010، أن الأول قال"يمكن لقادة حماس في دمشق وغزة الاعتراف بإسرائيل ، لكن يجب عليهم دراسة التوقيت بعناية شديدة لأن مؤيدي الحركة ليسوا على استعداد لهذا التغيير".

وفي ذات الاجتماع انتقد بن جاسم اشتراط الرئيس الفلسطيني محمود عباس المفاوضات مع إسرائيل بوقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، قائلا إن الرئيس عباس "تسلق على الشجرة ولا يمكنه النزول منها".

وفي نص البرقية، يقول حمد بن جاسم لكيري إنه التقى مؤخرا في الدوحة مع وفد إسرائيلي وشجعهم على العمل مع الفلسطينيين من جميع الأطياف في السعي لتحقيق السلام.

وأكد بن جاسم أنه من الخطأ العمل مع شريك واحد فقط وهو حركة فتح، وتجاهل حماس".

ووصل الحد أن أبلغت قطر الأمريكيين عام 2009 استعدادها لإعادة المكتب الإسرائيلي للعمل بصورة علنية في الدوحة.

وكتب السفير الأمريكي في الدوحة جوزيف لابارون في برقية سرية في 21 ديسمبر 2009 "إن إعادة قطر العمليات العادية لمكتب التجارة الإسرائيلي في الدوحة سوف يقدم شهادة على استعداد قطر للمساعدة في تحقيق أهداف الولايات المتحدة".

وألمح بن جاسم في برقية سرية يوم 1 يوليو2009، إلى عدم قبوله بالمواقف العربية فيما يخص المكتب الإسرائيلي في وقت قالت فيه السفارة الأمريكية في الدوحة إن "العلاقات بين قطر وإسرائيل مستمرة".

برقية سرية أخرى، كشفت أن بن جاسم طلب من وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، في يناير2009 السماح لقطر بإيصال مساعداتها إلى غزة من خلال مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب.

وكتب لابارون في برقية سرية ، يوم 14 يناير 2009 " طلب رئيس وزراء قطر من وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني سماح الحكومة الإسرائيلية بتسليم إغاثة قطرية عبر مطار بن غوريون، وقد وافقت تل أبيب بشرط أن لا يصاحب أي شخص الشحنة، وهو شرط رفضته الحكومة القطرية".

يُذكر أن توصيل المساعدات إلى قطاع غزة، كان يتم آنذاك من خلال مصر.

وفي هذا الصدد كتب السفير الأمريكي نفسه ملاحظة: "حتى خلال هذه النقطة المنخفضة في علاقات إسرائيل مع العالم العربي، يبدو أن القطريين لا يزالون يفضلون تنسيق شحنات مساعدات غزة مع إسرائيل بدلاً من مصر".

ويتضح من البرقيات أن قطر ساندت موقف حماس برفض إجراء الانتخابات الفلسطينية في العام 2010.

ونقلت السفارة الأمريكية في الدوحة عن السفير الفلسطيني في قطر منير غانم قوله عن لقاء عباس مع أمير قطر آنذاك حمد بن خليفة آل ثاني، أن الأخير قال في الاجتماع الذي عقد في يناير 2010 إن" حماس تعارض إجراء الانتخابات لخوفها من أن القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقوى الأمن الفلسطينية ستؤثر على نتائج الانتخابات ".

فما كان من عباس إلا أن ردّ، وفق البرقية، بالقول "ليقم أي شخص تريده حماس بمراقبة الانتخابات، فردّ الأمير بسؤال: ماذا سيحدث إذا فازت حماس وعارض العالم التعامل مع قادتها؟ ، فأجابه الرئيس الفلسطيني: العالم هو عبارة عن دول سيادية وكل دولة تتبنى سياستها الخاصة تجاه حكومة تقودها حماس".

وفيما بدت أنها محاولة قطرية للتوسط مع إسرائيل سأل الأمير القطري الرئيس الفلسطيني، هل أنت على استعداد للتفاوض مع (رئيس الحكومة الإسرائيلية ) بنيامين نتنياهو؟".

وعلى مدى السنوات الماضية استمر هذا الدور القطري من خلال رئيس اللجنة القطرية لإعمار غزة محمد العمادي,

ويقوم العمادي بزيارات مستمرة إلى قطاع غزة من خلال معبر بيت حانون (إيريز) عبر التنسيق مع الجانب الإسرائيلي.

ولم يخف العمادي في أحاديث مع وسائل إعلام إسرائيلية العلاقة الخاصة التي تربطه مع منسق أنشطة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة يؤاف مردخاي.

وقال موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي نهاية العام 2017: "لأول مرة، في حوار صحفي لمسؤول قطري مع الصحافة العبرية، تحدث العمادي عن علاقاته الخاصة بل والممتازة على حد وصفه، مع جهات إسرائيلية".

وقال العمادي: "تربطني علاقات طيبة مع جهات إسرائيلية رفيعة المنصب وهي علاقات رائعة. منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية الجنرال يواف مردخاي هو أحد هذه الشخصيات، وهناك آخرون"

تم نسخ الرابط