حاول إنقاذ فتاة من الغرق فقامت الشرطة بالقبض عليه وغرمته ٢٥ قرشًا والسبب ”مايوه”.. اعرف حكاية يحيي شاهين علي شواطئ الإسكندرية
كان الفنان يحيي شاهين يحرص أن يقضي بعض الأوقات مع عائلته بعيدًا عن العمل وضغط التصوير، والإسكندرية كانت المكان المفضل بالنسبة له في فصل الصيف للإستجمام على الشواطئ، ومحافظة الإسكندرية في ذلك الوقت كانت مصيف الأغنياء والطبقات الراقية لذلك كان عدد كببر من الفنانيين يزورها كل عام.
وفي معظم الأحيان تكون قصص ومغامرات الفنانين في حياتهم الحقيقية طريفة وتشبه الأفلام إلى حد كبير، ولكنها تظل ذكرى لدى أصحابها يحكون عنها في لقاءتهم التليفزيونية، حيث حكى من قبل يحيي شاهين في إحدى حواراته النادرة أنه سافر مع عدد من أصدقائه لقضاء بعض أيام الصيف فى الإسكندرية، وكان وقتها حقق شهرته وأصبح معروفًا للجمهور، وأثناء وقوفه على الشاطئ ليوقع عددًا من الأوتوجرافات للجماهير والمعجبين الذين التفوا حوله فوجئ بيد رجل من رجال الشرطة تمسك به، وقال له صاحبها "قدامى على القسم".
وأشار شاهين إلى أنه شعر بالصدمة والحرج أمام جمهوره وسأل الشرطى فى دهشة عن السبب وعن الجريمة التى اقترفها فرد الرجل بخشونة :" لما تروح القسم هتعرف"، وحذره من محاولة الهرب، حيث حاول المعجبون والمعجبات مساعدته على الإفلات من الشرطى، بينما شعر الفنان الكبير بالحرج والحيرة الشديدة.
وخلال طريقه لقسم الشرطة استرجع يحيى ماحدث منذ وصوله للإسكندرية وحتى ألقاء القبض عليه لعله يعرف الجريمة التى أمسكه الشرطى بسببها، مؤكدًا أنه كان قد جاء إلى الإسكندرية منذ أسبوع مع عدد من أصدقائه، وحرصوا خلال فترة تواجدهم على أن ينزلوا الشاطئ فى وقت مبكر لكي لا يلتف حولهم الجمهور، حتى جاء هذا اليوم الذى قبض عليه فيه الشرطى، مشيرًا إلى أنهم نزلوا إلى البحر، وفوجئ بفتاة تصارع الأمواج وتوشك على الغرق.
وأضاف يحيي شاهين إلى أنه اتجه نحو الفتاة لإنقاذها لكنه لاحظ أنها تبكى كلما أقترب منها وتحاول أن تبتعد فظن فى البداية أنها تحاول الإنتحار ثم أدرك أن شدة الأمواج تسببت فى تمزق المايوه الذى ترتديه، فأجهشت فى البكاء خوفًا من الغرق ومن أن يراها أحد وهى عارية، وأصر يحيى شاهين على إنقاذ الفتاة من الغرق.
وتابع إلى أنه لم يجد وسيلة لإنقاذ الفتاة سوى أن يفك الحزام الذى يربط به المايوه ويقذفه إليها حتى يجذبها إلى الشاطئ، وبالفعل أنقذ الفتاة بهذه الطريقة، وعندما عاد للشاطئ التف حوله المعجبون، وجاءه رجل الشرطة ليقبض عليه، وعندما وصل إلى قسم الشرطة عرف أن جريمته هى ارتداء المايوه على الشاطئ دون حزام وكانت عقوبة هذه الجريمة غرامة قدرها ٢٥ قرشًا، اقترضها يحيى شاهين من أحد المعجبين لأنه ترك كل متعلقاته على الشاطئ.
ولد يحيى شاهين فى أسرة بسيطة والتحق بإحدى المدارس في الجيزة وهناك بدأ يظهر عليه حبه للفن فكان يشترك فى مسرحيات المدرسة حتى صار رئيس فرقة التمثيل بالمدرسة وبعدها دخل مدرسة الصنايع وحصل على الدبلوم.
بعد تخرجه عمل فى إحدى شركات الغزل والنسيج ولكن لم يتخلي عن الفن ورغبته ليصبح نجمًا مشهورًا حتى حالفه الحظ واكتشفه الممثل والمخرج بشارة واكيم وساعده بالإنضمام لأحدى الفرق المسرحية الذى ظل ينتقل فيها حتى وصل للفرقة القومية للمسرح.
بدأ يحيى شاهين مسيرته الفنية من خلال المسرح وقدم العديد من العروض المسرحية الناجحة منها: "مجنون ليلى، روميو وجوليت" وغيرها حتى استطاع الوصول إلى السينما من خلال تقديمه دور أمام كوكب الشرق أم كلثوم وبسبب إعجابها بموهبته رشحته فى فيلمها الثانى "سلامة" بعد اعتذار حسين صدقى عنه.
فتحت أبواب النجومية والشهرة ليحيى من بعد فيلم "سلامة" فقدم العديد من الأعمال السينمائية المشهورة حتى الآن مثل "رجل وامرأتان، لا أنام، جعلونى مجرمًا، شىء من الخوف، شىء من العذاب"، بجانب ثلاثية نجيب محفوظ الأشهر من بين أدواره وقربته أكثر للجمهور.
قبل وفاته بيوم واحد أخبره أحد أصدقائه الذى لم يكن على تواصل معه كثيراً أنه رآه فى المنام حيث كان يمشى فى طريق ووجد عددًا كبيرا من الناس يتجمعون حول شخص ويقولون أنه النبى سليمان وعندما اقترب لرؤيته وجده يحيى شاهين، فهو لم يستطع فهم هذا الحلم، واقترح عليه صديقه الإتصال بالشيخ محمد متولى الشعراوى لتفسيرها الذى أخبره بأنها خير مادام بها أحد الأنبياء، اللافت أنه في اليوم التالى توفى يحيى شاهين في ١٨ مارس عام ١٩٩٤، عن عمر يناهز ٦٦ عام بعد مسيرة فنية رائعة مازالت عالقة في أذهان الجمهور حتي الآن.