بين الخرافة والطب .. كل ما تريد معرفته عن «طاسة الخضة» وتاريخها في طرد الشرور والجن

طاسة الخضة
طاسة الخضة

ماذا تعرف عن «طاسة الخضة»؟.. اسمها يعبر عن وظيفتها في مساعدة الشخص بعد ما يصاب بحالة رعب مفاجئ يفقده الاتزان النفسي، وأحيانا العقلي، ويصيبه بالمرض في أحيان أخرى.

ولهذا يردد دائمًا المصريين جملة «نجبلك طاسة الخضة».. وهذا يثبت لنا أنها مقولة أصيلة يتم تداولها من زمن بعيد، تقال دائمًا لمن يعانى الفزع من أقل شىء، ويكون رد فعله الخوف والرعب من أدنى فعل أو حركة أو صوت مفاجئ يحدث، فيقال لهم على الفور«نجبلك طاسة الخضة».

ولكل من لا يعرفها، هى عبارة عن وعاء مصنوع من النحاس المصقول، وحجمها لا يتعدى كثيرًا حجم كف اليد، ويطلق عليها العديد من المسميات فمثلًا هناك دول تسميها «طاسة الرجفة»، وأخرى «طاسة الرعبة»، وغيرها من المسميات المتعددة، ولكنها تؤدى لنفس الغرض.

كما أنه معروف عنها أنه يتم استخدامها مع الأطفال حديثى الولادة حتى لا يصابوا بالخوف والفزع، وذلك عن طريق إحضارها والطرق عليها بقوة، اعتقادًا أنها ستجعلهم يتخلصون من الخوف والفزع، وتكون ردود أفعالهم طبيعية للأصوات، التى تصدر من حولهم طوال حياتهم.

ويستخدمها بعض الأشخاص خلال الاحتفال بـ"السبوع" نفس الأمر، ولكن بطريقة أخرى وهى طرق باستخدام "يد الهون"، والذى يعتبر نفس فكرة "طاسة الخضة" وهو عادة مصرية قديمة ترجع أصولها إلى الفراعنة، حيث يتم طرق الهون بالقرب من آذان الطفل حديث الولادة، وذلك ليتلاشى رعب ذلك الطفل من أى شىء عندما يكبر.

ويعتقد الكثيرون حتى وقتنا هذا أن "طاسة الخضة " تطرد الشرور والجن، الذى يتلبس الإنسان، معتقدين أن استخدامها مع بعض الطقوس يطرد الجن والطاقات السلبية وحالات الاكتئاب، وحالات خلل الاتزان العقلى والنفسى، لكن تلك كلها ليست إلا عادات ومعتقدات من التراث المصرى، التى لا يمكن التصدى لها.

إلا أن بعض الأطباء نصحوا بضرورة الإقلاع عن هذه العادة لما تسببه من أضرار صحية كثيرة، فهى ضارة جدًا على الأذن البشرية، نظرًا إلى أن الأذن تحتوى على شعيرات دقيقة جدًا، وتحديدًا تلك التى داخل قوقعة الأذن، فإن تلك الأصوات المبالغ فيها تؤدى إلى تآكل تلك الشعيرات الدقيقة السابق وصفها، فتؤدى فى نهاية المطاف إلى ضعف السمع.

الغريب في الأمر أن تلك المظاهر والعادات مقترنة باحتفالات الشعب المصرى، فهى ليست وليدة اللحظة، بل هى عادات راسخة ومن الثوابت الفكرية، التى مهما تغيرت العصور فتلك ثوابت، والتى آمن بها الكثير ولم يقتنع بها البعض الآخر، ولكن هذا لا يمنع من أن الجميع يلجأ لتطبيق تلك العادات.

واللافت للنظر أنه ورد في بعض البرديات المصرية القديمة الموجودة في المتحف المصري إشارة مكتوبة على جوانبها تمثل رسمة للطبيب زدمر الذى أشتهر بعلاج مرضاه وكتب «إذا كنت مريضًا ومصابًا فاقرأ النص الخاص بمرضك وعندما تجرى المياه وتتجمع فى تجويف القاع عند قاعدة التمثال فاشرب ما فى التجويف حتى تشفى»، وربما كان تاريخ طاسة الخضة امتداد لهذه المعتقدات.

وفيما يتعلق بطريقة استخدامها فتملئ الطاسة بالماء أو اللبن ويوضع فيه عدد من ثمار البلح وتترك فوق مكان مرتفع تحت ضوء القمر من بعد آذان المغرب مرورًا بالفجر، وفي اليوم التالي يكون أول ما يشرب بالماء على الريق بنية الشفاء وببركة ملامسة الماء بالآيات وأسماء الله الحسنى، ولا تستخدم طاسة الخضة من فزعة المنام أو المرض وإن كان هذا الشائع بل تستخدم أيضًا حين يصاب أحدهم بالخوف نتيجة لخبر أو حادث وهذا على لسان كثير من الناس.

تم نسخ الرابط