محمود الجندي تسبب في بكاء إبراهيم سعفان بشوارع اليونان وحوله إلي مؤذن.. اعرف الحكاية

إبراهيم سعفان ومحمود
إبراهيم سعفان ومحمود الجندى

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.

ويعتبر الفنان إبراهيم سعفان من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم مواقف طريفة ولم تكن الكوميدية في أعماله فقط ولكن أيضًا في الحياة الواقعية، ومن هذه المواقف عندما حكى الفنان الراحل محمود الجندي خلال إحدى حواراته التليفزيونية عن موقف جمعه بالفنان إبراهيم سعفان في اليونان، أثناء تصوير مسلسل هناك لصالح تليفزيون عجمان، وكان سعفان يريد الذهاب إلى فندق في مكان آخر لمقابلة أحد الأصدقاء، ولكنه لا يجيد اللغة الإنجليزية فحاول محمود الجندى مساعدته وقال له أن يقول "تاكسى" ثم يقول "بريزدنت أوتيل"، وبعد وصوله ينطق باسم الشخص الذى يريد مقابلته.

وبالفعل هذا ما فعله ونجح في ذلك وبعد إنتهاء المقابلة خرج من الفندق وأوقف تاكسى، وقال له "بريزدنت أوتيل" رغم تواجده بنفس الفندق ولكنه تخيل أن هذه الكلمة تخبر السائق بالمكان الذى يريده لعدم معرفته باللغة الإنجليزية وتعثر وتاه، مما أضطر أن يؤذن "الله أكبر" في وسط ميدان في اليونان، فرأه شخص سودانى وساعده في الوصول للفندق الذى يتواجد فيه، مضيفًا أن أثناء تواجدهم في مدخل الفندق وجدوا سعفان منهارًا من البكاء لما تعرض له وقال لهم علموا أولادكم اللغة.

ولد الفنان محمود الجندي في ٢٤ فبراير عام ١٩٤٥، درس في مدرسة الصنايع وتخرج في قسم النسيج وعمل في أحد المصانع ثم تقدم إلى المعهد العالي للسينما وتخرج عام ١٩٦٧، وخدم كضابط احتياطي بالقوات المسلحة لمدة سبع سنوات بالقوات الجوية وشهد العديد من الحروب منها، النكسة والإستنزاف ونصر أكتوبر.

أنتقل من مركز أبو المطامير بالبحيرة إلي القاهرة في منتصف الستينيات ليعمل في مجال التمثيل، وبعد مروره بتجربة صعبة اتجه نحو الإلحاد ولكنه وصل أخيرًا إلي اليقين بالإدلة الإسلامية حيث قال من قبل في إحدى حواراته النادرة: "في شبابي أصابني الغرور، واعتقدت أنني صاحب كل النجاح الذي وصلت إليه دون مساعدة من أحد".

حيث أستمر في قرآة الكتب الذي تحكي عن الإشتراكية والشيوعية لمدة ثلاث سنوات، وبعد حادث احتراق شقته والذي أودى بحياة زوجته الأولي ضحى، قرر العدول عن فكره.

تعلق الجندي بالفنانة عبلة كامل كإنسانة ومنذ أن رأها أكد أنها ممثلة جيدة ورشحها للعديد من الأعمال الفنية، وعرض عليها الزواج ولم تمانع ولم تطالبه بأى شروط غير مراعاة ربنا فيها، والفن كان السبب الرئيسي وراء انفصالهما حيث يرى صعوبة الحياة الزوجية في مهنة واحدة إلا في حالات نادرة.

أصدر ألبومًا غنائيًا بصوته يحمل عنوان "فنان فقير" كلمات الشاعر الكبير فؤاد حداد، وخلال مسيرته الفنية شارك في مجموعة كبيرة من الأعمال السينمائية أبرزها، "غريب في الميناء، وموعد مع الذئاب،والحب الحقيقي، ونوع من الرجال، وشفيقة ومتولى، والمغنواتي، وفيش وتشبيه، وبنت من ذهب، والأشرار، وأولاد ضرغام والفرح، وشاب فوق البركان، والوحوش الصغيرة، ووكر الذئاب، والعملة النادرة" وغيرهم.

وكان له بصمة خاصة في الدراما التليفزيونية حيث شارك في الكثير من المسلسلات أهمها، "المسحراتي، والجاني مين، والحلم والألم، ودرب الطيب، وباب الخلق، والناس في كفر عسكر، ورقم مجهول، والخواجة عبد القادر، واللى معاه قرش، وحكايات هو وهي، والجدران الدافئة، وشمس الأنصاري".

ومن أهم أعماله المسرحية: "ملك الشحاتين، وباللو باللو، واللي بني مصر، وتتجوزيني يا عسل، والرعب اللذيذ، والمليم بأربعة، وزواج البنات، وبحبك يا مجرم، وطرائعيو" وغيرهم.

وتوفي الفنان القدير محمود الجندي في ١١ إبريل عام ٢٠١٩ عن عمر ناهز ٧٤ عامًا، وشيع جثمانه من مسجد الشيخ عبد الحكم، بمسقط رأسه بمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، وكان الجندى قد أصيب بأزمة مرضية وعلي أثرها تم نقله لأحد مستشفيات مدينة السادس من أكتوبر، واستمر هناك مايقرب من عشر أيام حتى فارق الحياة تاركًا خلفه رصيد فني مميز.

تم نسخ الرابط