صوره كانت السبب في وقف حرب أهلية.. معلومات عن أبو التصوير الصحفي
من هو ماثيو برادي؟.. يلقب بانه أبو التصوير الصحفي في العالم كله، نظرا لأنه صاحب الفضل الحقيقي في التقاط كل الصور التي وثقت الحروب على مر التاريخ.
كما أنه رائد التصوير الصحفي وأول من ابتكر فكرة الاستديو المتحرك التي حولت التصوير من مهمة تتم فقط في الأماكن المغلق والاستوديوهات المجهزة إلى أداة توثيق الأحداث مهما كانت المكان الذي تقع فيه.
قام ماثيو برادي بتدريب عدد من المصورين ليصبح صاحب أول فريق من المصورين الميدانين، وهذا الفريق كان السبب في وقف الحرب الأهلية الأمريكية.
وتعود واقعة صوره الصادمة التى كانت السبب في وقف الحرب الأهلية، إلى عام 1939، حيث كتبت الكاتبة الإنجليزية فرجينيا وولف مقال بعنوان (ثلاثية جينيس) تتحدث في عن التأثير الذي صنعه المصور الصحفي ماثيو برادي من خلال صوره التي نقلت الأحداث البشعة للحرب الأهلية، وأنها كانت السبب في ادانة الحرب والمأساة التي عاشها الجنود في ساحة المعركة.
وعام 1844 كان الأساس بالنبة له حيث أسس ماثيو برادي قبل إندلاع الحرب أستوديو التصوير الخاص به، والذي كان أول ستوديو في مدينة نيويورك، وقد قام بتصوير عدد كبير من المشاهير من بينهم إبراهام لينكولن واندرو جاكسون ودانيال ويبستر وإدجار آلان بو، حتى أصبح ماثيو فيما بعد المصور الشخصي للرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن.
إلا أنه عند اندلاع الحرب الأهلية عام 1861 بين الانفصاليين والقوات الأمريكية النظامية، قرر ماثيو الذهاب بفريق من المصورين إلى ميدان الحرب والتقاط صور لتوثيق ما يحدث هناك، وبالفعل عرض الأمر على الرئيس إبراهام لينكولن الذي كان يعمل لحسابه.
وبالفعل وافق لينكولن بشرط أن ماثيو هو من يتكفل بميزانية هذه المهمة من حسابه الخاص، وعلى الرغم من التكلفة المرتفعة للغاية وافق ماثيو وذهب هو وفريقه، وفي عام 1862 صدم برادي الأمة عندما عرض الصور الأولى لمذبحة الحرب في استوديو نيويورك الخاص به في معرض بعنوان" قتلى أنتيتام ".
وعقب ذلك قامت صحيفة نيويورك تايمز بالكشف عن معرض برادي بعد فترة وجيزة، في تقاريرها المتعددة، حتى عام 1862 ، الذى صدم فيه برادي الأمة عندما عرض الصور الأولى لمذبحة الحرب في استوديو نيويورك الخاص به في معرض بعنوان "قتلى أنتيتام".
اللافت للنظر أنه لم يكتفي وفريقه بتغطية معركة "أنتيتام" فقط، بل استمرو في توثيق الحرب الأهلية التي استمرت لثلاثة أعوام من تاريخ المعرض عام 1862، ولم يقم برادي وفريقه بتصوير القتلى فحسب، إلا أنهم التقطوا كل شيء من بالونات الهواء الساخن إلى جسور العوامات إلى الصدور إلى الأكواخ الشتوية وقطارات العربات.
ومن هنا صنع ماثيو برادي أكثر من 10000 لوحة، كثير منها يفسر صورًا لوحشية الحرب، قبل أن تشتريها الحكومة الأمريكية أخيرًا مقابل 25000 دولار، وتوجد هذه الصور الآن ضمن مقتنيات الأرشيف الوطني الأمريكي.
وبالتالي هذه الصور كانت من أسباب وقف الحرب، ومجرد رؤيتها الآن يشعر العالم بصدمة كبيرة.