يوشيهيدي سوغا.. معلومات هامة عن المرشح الأوفر حظًا لرئاسة حكومة اليابان
منذ عدة أيام أعلن يوشيهيدي سوغا مستشار شينزو آبي رسميًا ترشحه لمنصب رئاسة حكومة اليابان، ويأتى ذلم مع دعم متزايد من الحزب الحاكم فى اليابان الذي سيختار في 14 سبتمبر خلفًا لرئيس الوزراء الياباني المستقيل.
وقال "سوغا" خلال مؤتمر صحفي: "قررت إعلان ترشيحي" متعهدًا بمواصلة عمل رئيس الوزراء الذي تسلم منصبه منذ 2012 وأعلن استقالته منذ عدة أيام لأسباب صحية".
وخلال السطور القادمة سنلقي الضوء على "يوشيهيدي سوغا" المرشح الأوفر حظًا لرئاسة حكومة اليابان.
يعتبر المراقبون يوشيهيدي سوغا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني البالغ من العمر واحدًا وسبعين عامًا، الحصان الأسود لهذا السباق، حيث خدم شينزو آبي، رئيس الوزراء المستقيل، طوال سبع سنوات وثمانية أشهر كاملة، وقد حصل على دعم جماعي واسع من قبل أعضاء الكتل البرلمانية، وبرز على الساحة الوطنية كمستشار موثوق لرئيس الوزراء المستقيل، وكان من أكبر الداعمين لمساعيه لتولي رئاسة الحكومة بعد ولاية أولى كارثية، وبعد عودة شينزو آبي لرئاسة الحكومة عام 2012، عين سوغا أمينًا لشئون مجلس الوزراء، وهو منصب له دور قوي في تنسيق جهود الوزارات والحزب الحاكم.
ومن الواضح أن السنوات التي أمضاها يوشيهيدي سوغا بمنصب كبير أمناء مجلس الوزراء، تجعله السياسي الأكثر دراية وحنكة بأروقة السياسة اليابانية.
وعلى الرغم من أن "سوغا" كان شخصية غامضة نسبيًا وذات شعبية منخفضة للغاية، إلا أن الوضع تغير خلال أبريل من العام الماضي، عندما شاهده ملايين اليابانيين وهو يكشف عن اسم الحقبة الإمبراطورية الجديدة عبر مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الياباني، الأمر الذي رفع أسهمه وجعل أعضاء مجلس النواب ينظرون إليه كمرشح صالح لخلافة شينزو آبي.
محللون يابانيون يرون أن "سوغا" يتميز بتجنب الزلات أو إثارة الجدل خلال المؤتمرات الصحفية واللقاءات الإعلامية، وأن من نقاط القوة الأخرى التي يتمتع بها، قدرته على مواجهة البيروقراطية من خلال جمع المعلومات بشكل مستقل بدلاً من قبول استنتاجات الوزارات كما هي.
سيرته الذاتية
ولد سوغا عام 1948 لعائلة زراعية بجنوب شرق محافظة أكيتا، وبصفته الابن الأكبر، كان من المتوقع أن يُمارس مهنة العائلة، لكنه رحل إلى طوكيو، حيث شق طريقه عبر جامعة هوسي وتخرج فيها عام 1973، وبعد عامين تمكّن من تأمين مدخل إلى السياسة كسكرتير لعضو بالحزب الليبرالي الديمقراطي.
وبعد أكثر من عقد من الزمان كمساعد سياسي، تم انتخاب سوغا لعضوية مجلس مدينة يوكوهاما، حيث عمل لمدة تسع سنوات، وبدأ مسيرته نحو مجلس النواب عام 1996، عندما خاض بنجاح انتخابات المجلس من محافظة كاناغاوا، وعلى عكس العديد من سياسيي النخبة من الحزب الليبرالي الديمقراطي، مضى في طريقه وتغلب على العقبات واحدة تلو الأخرى للوصول إلى ما هو عليه اليوم.
التحديات التى تواجهه
ومن المتوقع أن يستمر خليفة رئيس الوزراء المستقيل بنفس السياسات الخارجية، التي يقول مؤيدو آبي إنها عززت الاعتراف العالمي باليابان على الرغم من أن العديد من أهدافها لم تتحقق، وفقًا لبعض النقاد.
ومن المرجح أن يتمسك الزعيم القادم لليابان بخطوط السياسة الخارجية لآبي، مثل تعزيز التحالف بين طوكيو وواشنطن وتعزيز منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة لمواجهة صعود الصين.
وسيرث خليفة شينزو آبي نفس التحديات الدبلوماسية، بدءً من تمسك الصين المتزايد بالمياه الإقليمية والعلاقات المتوترة مع كوريا الجنوبية بشأن القضايا التاريخية إلى المفاوضات مع واشنطن حول كيفية تقاسم تكاليف استضافة القوات الأمريكية في اليابان، فضلًا عن النزاع الإقليمي الطويل الأمد مع روسيا حول مجموعة من الجزر قبالة هوكايدو.
ويواجه خليفة رئيس الوزراء الياباني المستقيل، قائمة واسعة من القضايا الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية، وعلى الرغم من أن اليابان لم تشهد تفشي فيروس كورونا لكن الحالات آخذة في الارتفاع ويجب على الحكومة أن توازن بين احتوائها وإعادة تشغيل الاقتصاد، بعد أن أدى الوباء إلى أكبر ركود اقتصادي باليابان على الإطلاق.
وتكافح اليابان أيضًا مع معدل المواليد المتدني، وتقلص القوى العاملة، وتدني الترتيب العالمي في تمكين المرأة، وفيما تخوض الصين مواجهة مع الولايات المتحدة بشأن الحقوق والتجارة والأمن، فقد تضغط واشنطن على طوكيو للانحياز إلى جانبها، ومع أن اليابان تشارك الولايات المتحدة مخاوفها بشأن الصين، فإن اقتصادات الدول الآسيوية المجاورة متشابكة بشدة، لذا يتعين على القائد الياباني التالي أن يوازن بين الأولويات الأمنية والاقتصادية.