”الست إنعام” جمعتها علاقة خاصة بالسندريلا سعاد حسني وبرعت في تجسيد دور الأم وخطفت أنظار الجميع في السباق الرمضاني.. محطات في حياة إنعام سالوسة
فنانة ذات ملامح مصرية أصيلة البساطة سر جاذبيتها دور الأم بالنسبة لها أمر اعتيادي لكنها في كل مرة تقدمه بشكل ولا أروع، وفي كل شخصية تقدم أفضل ما لديها وفي كل مشهد يشعر المشاهد وكأنها تخاطبه فلا يمكن أن ينتهي أحد من مشاهدة فيلم أو مسلسل إلا ويتذكرها، شاركت في الكثير من الأعمال المتنوعة والتي قدمت خلالهم أفضل أدوارها، لذلك أطلق عليها لقلب "الست إنعام"، أنها الفنانة إنعام سالوسة التي تحتفل اليوم بعيد ميلادها.
ولدت الفنانة إنعام سالوسة في مثل هذا اليوم عام ١٩٣٩ بمدينة دمياط، ومنذ طفولتها أحبت التمثيل والموسيقى بشكل كبير فتعلمت العزف على آلة "الأكورديون" في المرحلة الثانوية، وعندما التحقت بكلية الآداب جامعة عين شمس أدركت أن بداخلها موهبة التمثيل لذلك شاركت في تقديم عدد كبير من العروض.
قررت أن تنمي موهبتها بشكل أكبر لذلك ألتحقت بمعهد الفنون المسرحية، وفي عام ١٩٦٤ جاءتها فرصة ذهبية حيث رشحها المخرج نور الدمرداش للمشاركة في بطولة مسلسل "لا تطفئ الشمس" الذي ضم عدد كبير من نجوم الفن منهم كرم مطاوع وصلاح السعدني وزوزو ماضي.
أنطلقت مسيرتها الفنية بعد هذا المسلسل وقدمت للدراما التليفزيونية عدد ضخم من المسلسلات الهامة أشهرها: "ليالي الحلمية، الحقيقة والسراب، عائلة الحاج متولي، مشوار أمراة، أحلام عادية، حدائق الشيطان، امرأة من الصعيد الجواني، ذئاب الجبل، مجنون ليلى، سوق الخضار، عدى النهار، العمدة هانم" وغيرها الكثير.
كما أنها كان لها مشاركة خاصة في السينما حيث قدمت الكثير من الشخصيات في أهم الأفلام السينمائية علي مر التاريخ منها: "موعد على العشاء، الإرهاب والكباب، النوم في العسل، همام في أمستردام، عايز حقي، محامي خلع، صعيدي، أبو علي، رايح جاي، عسل أسود، فيلم ثقافي، ٣٠ فبراير، الحرب العالمية الثالثة، المرأة والساطور".
عملت الفنانة القديرة فترة من حياتها مدرسة لتعليم الإلقاء، وكانت الراحلة سعاد حسني واحدة من طلابها إذ علمتها الإلقاء أثناء مشاركتها في فيلم "حسن ونعيمة" ثم جمعهما فيلم "التلميذة والأستاذ" الذي عرض في السينمات ١٩٦٨.
تزوجت إنعام سالوسة من المخرج الكبير سمير العصفوري، والذي اتجه للتمثيل في الفترة الأخيرة، وانجبا ابنة وحيدة هي المخرجة تغريد العصفوري، وتعاونا معًا في مسلسل "تامر وشوقية" الذي أخرجت تغريد بعض أجزائه.
"الست إنعام" كان لها حضور قوي في السباق الرمضاني لهذا العام حيث شاركت في مسلسلي "الاختيار" و"الفتوة" وقدمت في كل منهما دور مختلف عن الآخر واستطاعت أن تخطف الأنظار مع عرض الحلقات الأولي من هذه الأعمال حيث جسدت في "الاختيار" دور أم صعيدية، يستشهد ابنها الأصغر أثناء أداء خدمته العسكرية، فهي دائمًا تغرس في ابنيها حب الوطن، تشعر في حديثها بدفء وطيبة هذه الأرض، ففي كل مشهد كادت أن تحبس أنفاس الجمهور لما تمتلكه من أدوات فنية رائعة جعلتها تجسد دورها في أفضل صورة.
وفي "الفتوة" قدمت دور "أم حسن" وهي شخصية خفيفة الظل وفي الوقت نفسه تحمل ألم وحزن كبير بسبب ابنتها التي فضلت الإبتعاد عنها من أجل رجل أحبته، حيث قدمت دور الأم المصرية في أفضل صوارها والتي تمتلك جميع الصفات النبيلة، ودائمًا تتجول مع نجلها في الشوارع المحيطة بمنزلها وتتحدث مع المارة وتسلم عليهم بحس فكاهي أذهل الجميع، ومنذ الحلقات الأولي في هذا المسلسلات نالت الفنانة القديرة الكثير من الإشادات الجماهيرية والنقدية.
رحلة ثرية كبيرة تجاوزت الخمسين عامًا أثرت فيها أنعام صاحبة نبرة الصوت المميزة الشاشة بالعديد من الأدوار، تلك الرحلة التي بدأت في الستينيات بأدوار صغيرة في سينما، ومن هنا أنطلقت رحلتها الفنية، وبالرغم من تعدد الأعمال التي قدمتها الفنانة القديرة على مدار السنوات الأولى العشرين في عمرها الفني، إلا أنها تألقت بشكل خاص في الألفية الجديدة منذ بداياتها والتي برعت فيها في تجسيد العديد من الأدوار الكوميدية والتراجيدية مع النجوم الجدد.
إنعام سالوسة في كل مرة تفاجئ جمهورها، حتى ولو قدمت دور الأم في ألف عمل، حيث تقدمه في كل مرة بشكل مختلف، وحتى دور المُربية والمرأة الصعيدية تقدمها في كل مرة بشكل مختلف، فوجودها في أي عمل يمنحه ميزة وطابع خاص.
صاحبة المئة وجه تمتلك تاريخ طويل من العطاء، ولا تزال تعطي من إبداعها الفنى، وتمتع جمهورها بأدائها التلقائى شديد البساطة، فلا يمتلك الجمهور سوي الإبتسامة حين تطل الست إنعام علي الشاشة الصغيرة.