”طرائف نجوم الزمن الجميل”.. حكاية ”الولد الشقى” أحمد رمزي مع مومياء هاربة من المتحف
يعتبر واحدًا من أهم نجوم الزمن الجميل فهو اشتهر بأدوار الشاب الوسيم الشقي خفيف الظل شارك في الكثير من الأعمال الهامة التي تركت بصمة خاصة في تاريخ السينما، عشقه المشاهدين وكان له قاعدة جماهيرية كبيرة أنه الفنان القدير أحمد رمزي.
وفي إحدى حوارته النادرة حكي چان السينما المصرية أحمد رمزى عن أحد المواقف التى حدثت له خلال فصل الشتاء حيث قال أنه في إحدى الأيام كان يجلس في الأستوديو ودق جرس التليفون، وكانت سيدة مجهولة قد ألحت على عامل التليفون أن يوصلها به فورًا، مدعية أن تجمعهما به صلة قرابة، وأنها تحتاجه فى مسألة عائلية عاجلة.
وتابع رمزى أنه تحدث بالفعل مع السيدة فألحت عليه لمقابلته بعد الإنتهاء من عمله، مشيرًا إلى أن نبرات صوتها كانت ساحرة فهزت مشاعره ووافق على طلبها، فبعد إنتهائه من عمله أسرع بسيارته للقائها دون أن يهتم بغزارة المطر التي أغرقت الشوارع، وحين وصل وجد امرأة تشبه المومياء وكأنها هاربة من المتحف، واندفعت نحوه وهى تؤكد حبها له".
وأختتم أحمد رمزي حديثه قائلاً: "لم أصدق أنها هى نفسها التى حدثتني فأسرعت إلى السيارة وهى تلاحقنى دون أن ألتفت لتوسلاتها، وتعلمت ألا أنخدع بسحر نبرات الصوت".
ولد الفنان أحمد رمزي في ٢٣ مارس عام ١٩٣٠، في محافظة الإسكندرية، لأب يعمل طبيبًا، وأم اسكتلندية، ألتحق بمدرسة الأورمان ثم نقل إلي كلية فيكتوريا، طلب منه والده أن يلتحق بكلية الطب حتي يكون مثله لكنه فشل في تحقيق حلمه حيث أنه رسب ثلاث سنوات متتالية فأنتقل إلى كلية التجارة حيث أكمل دراسته بها إلى أن تخرج فيها وحصل على درجة البكالوريوس.
في عام ١٩٣٩ توفي والده الذي خسر ثروته في البورصة، لذلك عملت والدته كمشرفة على طالبات كلية الطب لتربي أبنائها، فكان رمزي يعشق التمثيل منذ طفولته وفي مرحلة الشباب كان يحلم هو وصديقه الفنان عمر الشريف دخول مجال الفن والتقيا بالمخرج يوسف شاهين، والذي أختار عمر الشريف ليكون بطل فيلمه الجديد"صراع في الوادي" في عام ١٩٥٤، وصدم رمزي لكنه لم يحزن لأن الدور ذهب لصديقه عمر، فظل الحلم يراوده.
وفي إحدى الأيام كان جالسًا في صالة البلياردو كعادته ووقتها لمحه المخرج حلمي حليم ولاحظ سلوكه وتعبيراته فعرض عليه العمل معه في السينما وسعد جدًا بذلك، وكانت أول بطولة له في فيلم "أيامنا الحلوة" عام ١٩٥٥، مع صديقه عمر الشريف والوجه الجديد وقتها عبد الحليم حافظ لينطلق أحمد رمزي بعدها في سماء الفن.
أستطاع أحمد رمزي أن يترك بصمة خاصة في تاريخ السينما حيث قدم ما يقرب من مئة فيلم سينمائي، وقرر الإعتزال بعد فيلم "الأبطال" مع الفنان فريد شوقي، بعد أن أصبح معشوق بنات جيله، ويعود سبب اعتزاله لشعوره أن الأوان لم يعد له، مع بروز نجوم شباب مثل نور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبد العزيز، فآثر الابتعاد حتى تظل صورته جميلة في عيون جمهوره الذي اعتاد عليه بصورة معينة.
أستطاعت الفنانة فاتن حمامة أن تقنعه للعودة للفن مرة آخري من خلال سباعية "حكاية وراء كل باب" التي أخرجها المخرج سعيد مرزوق، ثم ابتعد لفترة كبيرة لإنشغاله بمشروع تجاري، وفي منتصف عقد التسعينات كان قرار رمزي بالعودة إلى عالم التمثيل مرة أخرى من خلال عدة أعمال بدأها بفيلم "قط الصحراء" مع يوسف منصور ونيللي، وفيلم "الوردة الحمراء" مع يسرا، ومسلسل "وجه القمر" مع فاتن حمامة.
توفي فتي الشاشة عن عمر يناهر ٨٢ سنة، على أثر جلطة دماغية شديدة الحدة فور سقوطه الحاد علي الأرضية بعد اختلال توازنه في حمام منزله بالساحل الشمالي أثناء توجهه للوضوء لصلاة العصر في يوم الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٢.