جمعت أكثر من نصف مليون دولار ممن قتلتهم بالسم ولم يدينها أحد حتى الآن.. حكاية أخطر سفاحة في التاريخ
من منا لا يعشق الجنس الناعم وخاصة الرجال.. فهي الأم والأخت والحبيبة والصديقة.. الحنونة على الجميع ولكن قصة هذه السيدة التى نستعرضها اليوم مختلفة تمامًا عن باقى نساء العالم، فقد غيرت مقاييس النساء.
أغرب ما في الأمر أن تلك السيدة التى عرفت بـ أخطر سفاحة في التاريخ، لم يتم إدانتها حتى الآن، لأنها كانت في نظر الجميع ملاك الرحمة السيدة الحنونة الطيبة العاشقة لأولادها.
ولكن تعود قصة هذه المرأة أن موقف صغير للغاية غير حياتها من الطيبة لأخطر سفاحة، حيث بدأ مشوار سفك الدماء لديها حين كانت تحتفل بعيد ميلادها وهى حامل ووكزها أحد الأشخاص ففقدت الوعي وحين استفاقت تحولت لشخصية أخرى تمامًا وكأنها أرادت الانتقام ممن حولها دون استثناء.
هى بيل جونيس ، سيدة نرويجية الأصل كانت إمرأة عادية، مثلها مثل غيرها من النساء، ولكن حسب رواية شقيقتها أن أهم ما حدث في حياتها، هو ليلة عيد الميلاد ، حيث كانت بيل حاملاً في طفلها الأول، ووقفت لترقص احتفالاً بليلة الميلاد، ولكن في منتصف الحفل، وكزها أحد الأشخاص فسقطت أرضًا، لتجهض وتفقد طفلها، وقد أقسمت شقيقتها بأن ما حدث كان هو بداية التحول ، فمن أجهضت وكانت ترقص هي شخص ، ولكن من استفاقت من تلك الكبوة كان شخص آخر لا تعرفه .
وبعد مرور فترة على هذا الحادث الأليم، أصرت بيل على زوجها أن يغادرا النرويج ويتجها إلى مكان آخر ، وبالفعل عملت بيل في مزارع لمدة ثلاثة أعوام متصلة، حتى تستطيع الحصول على ثمن تذكرتها نحو العالم الجديد .
وفي عام 1881م سافرت بالفعل إلى أمريكا وتوجت حلمها بالسفر ، حيث ذهبت بيل إلى شقيقتها في أمريكا ، وكانت تعمل في البداية كخادمة حيث أرادت جمع المال ، وهو ما لفتت إليه شقيقتها النظر حيث قالت ، كانت بيل مغرمة ومهووسة بشدة بجمع المال ، وكان هو غايتها الرئيسية، أما بحلول عام 1884م كانت بيل قد طُلقت ، وتزوجت مرة أخرى من شخص يدعى ماذر سورينيون ، وقاما معًا بعمل مشروع للحلوى ، ولكن المشروع فشل ، ثم فجأة احترق المكان عن بكرة أبيه ، ووقتها ادعت بيل بأن المصباح النفطي قد سقط أرضًا فاشتعلت النيران في كل مكان ، وحصلت بيل وزوجها على مبلغ التأمين ، على الرغم من عدم العثور قط على شظايا هذا المصباح النفطي.
واستخدمت بيل مبلغ التأمين في شراء منزل، ولكن سرعان ما احترق هو الآخر ! وحصلت بيل على مبلغ تأميني جديد ، وقامت بشراء منزل آخر ، رزقت بيل من زوجها بأربعة أطفال، سرعان ما توفت طفلتين منهم، عقب حالة من الإسهال والحمى في أعراض أشبه بالتسمم، وحصلت بيل على مبلغ التأمين على حياة الطفلتين .
وعقب أن تسلم زوجها بوليصتي تأمين على حياته، توفى هو الآخر عقب حمى وإسهال شديد، وأصر أقاربه على تعرضه للتسمم ولكن الطبيب ، دوّن في تقريره أنها أزمة قلبية ، وحصلت بيل على مبلغ يقدر بـ8500 دولار ، وكان ثروة ضخمة للغاية في هذا الوقت ، تمكنت بواسطته بيل من شراء منزل بمزرعة في ولاية إنديانا ، وبدأت من خلاله جرائمها .
عرف منزلها أنه «مزرعة الرعب»، فقد كان ملكًا ، لرجل يدعى بيتر جونيس وهو من حصلت بيل على لقبه فيما بعد ، وكان لديه طفلان ويعمل في تربية الخنازير في مزرعته ، كان رجل ضخم الجثة ومفتول البنيان ، ولكن توفى طفله عقب زواجه من بيل بشكل مفاجئ ، ثم مات بيل نفسه في حادث غريب ، حيث ادعت بيل بأن آلة حادة قد سقطت على رأسه فجأة ، وهو يقف أسفل الرف الذي وُضعت عليه الآلة ، الأمر الذي استهجنه الكثيرون نظرًا لأن بيتر رجلاً قوي البنية .
وفي المدرسة أخبرت جانيت ابنة بيتر بأنها شاهدت زوجة أبيها وهي تضربه على رأسه ، بآلة حادة وأصرت على صديقتها بألا تخبر أحدًا ، ولكن الطفلة أخبرت والديها فقاما بالإبلاغ الشرطة وتم إلقاء القبض على بيل ، ولم يستطيع أحد خلال التحقيقات أن يثبت شيئًا ضد بيل ، فأُطلق سراحها ولكن اختفت جانيت عقب إطلاق سراح بيل بأسبوع واحد .
ولم يشاهدها أحدهم مرة أخرى ، وادعت بيل بأن الفتاة ذهبت إلى مدرسة داخلية خاصة في ولاية مجاورة ، ولكن الحقيقة هي أن جانيت كانت جثتها ترقد في المزرعة ، عقب أن تخلصت منها بيل وقتلتها بوحشية .
اللافت للنظر هو ما حدث بنهاية أخطر سفاحة في التاريخ.. التى قامت باستئجار رجل أعزب لرعاية المزرعة ، حيث تفرغت هي لنشر إعلان عن سيدة جميلة ترغب في الزواج من رجل ثري مثلها، وأنه لابد أن يوافق على دمج ثروتيهما، ولن تلتفت سوى للمقابلات الشخصية، وعندما بدأ الرجال يتوافدون عليها، وهم يطمعون في الحصول على ثروة الأرملة الجميلة، يختفون عقب لقاءها، مما جعل الشكوك تحوم حولها ، وفي إحدى المرات ذهب إليها رجلاً ولكن لم يأخذ معه أي شيء من ثروته ، ولكن بيل لم تعجبه فهي ليست بالجمال الذي توقعه هو ، بينما أعجبت هي به وطلبت منه ، المبيت في مزرعتها ولكن المسكين ، استفاق ليلاً وبيل تقف فوق رأسه وتحمل فأسًا وشمعة ، ولكنها انصرفت فغادر المنزل فورًا لا يلوي على شيء .
كان المزارع المستأجر ويدعى لامفر ، قد بدأ في حب بيل ويهيم بها عشقًا، وبدأ أقارب الرجال المختفون يبحثون عنهم ولكن بيل أخبرتهم بأنها لم ترهم عقب انصرافهم .
أكلت الغيرة قلب لا مفر، فواجه بيل وهددها بأنه سوف يبوح بأسرارها ولكنها طردته ، وسبحت كافة أموالها ، وأودعتهم بأسماء أطفالها الثلاثة ، وفي اليوم التالي استيقظ لا مفر على رائحة دخان ، فنهض ليجد المنزل مشتعلاً ففر هاربًا من النافذة ، واستعدى النجدة التي جاءت بعد أن استحال المنزل إلى كومة من التراب ، ووجدوا داخله جثث لأربعة أشخاص منهم واحدة لسيدة بالغة مقطوعة الرأس ، ظن البعض أنها لبيل ولكن الجيران أقروا بأنها أقصر قامة من بيل ، وليس نفس بنية الجسد .
إلا أن اعترافات لامفر، كانت مثيرة للدهشة، فأثناء احتضاره أخبر القس ، بأن الجثة ليست لبيل ، بل جثة مدبرة منزل أحضرتها بيل للعمل لديها ، وفي نفس اليوم قامت بقتلها وقطع رأسها ، ووضعتها بردهة المنزل ، ثم قامت بخنق أطفالها الثلاثة وممدتهم إلى جوار الجثة ، بعد أن خلعت اثنين من أسنانها ووضعتهم إلى جوار الجثة حتى يظن الجميع بأنها لها ، وألبستها بعضًا من ثيابها كذلك .
ثم اتفقت مع لامفر بأن يهربا سويًا، ولكنها خدعته وفرت وحدها بعد أن أوهمته بحبها، وأنها امرأة ثرية للغاية جمعت أكثر من نصف مليون دولار، من الرجال الذين قتلتهم بمساعدته، ولكن الكثيرون تشككوا في رواية لامفر ، نظرًا لأنه متهم رئيس في نفس القضية ، بينما أقسم الكثيرون على رؤية بيل في أكثر من مكان ولم يتم التثبت من أي بلاغ منهم ، وظل لغز بيل جونيس حيًا حتى وقتنا هذا .