نشيد ”قوم يا مصرى” أغضب منه الإنجليز فطاردوه بالرصاص في شوارع القاهرة.. اعرف حكاية محمد عبد الوهاب مع الإحتلال الإنجليزي في ١٩١٩
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والأخري الإنسانية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
ويعتبر موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم العديد من المواقف الغريبة التي ظل يحكى عنها لسنوات طويلة، حيث قال عبد الوهاب في إحدي حوارته النادرة أن أجمل عيد مر عليه هو عيد الفطر لعام ١٩١٩، مشيرًا إلى أن هذا العيد جاء وقلوب المصريين تغلى بغضًا وعداوة للعدو الغاصب.
وأوضح محمد عبدالوهاب أنه أدى صلاة العيد فى مسجد الشعرانى، وعندما أنتهت الصلاة خرج المصلون وهم يعتزمون تنظيم مظاهرة ضد الإحتلال، وحملوا المطرب الشاب على أكتافهم وتقدموا المظاهرة وهو يغنى "قوم يامصرى" وهو النشيد الحماسى الذى لحنه الموسيقار سيد درويش.
وأنطلقت المظاهرة تطوف شوارع القاهرة حتى بلغ عدد المشاركين فيها حوالى ٣٠ ألف متظاهر، مشيرًا إلى أنه حين وصلت المظاهرة إلى شارع عبدالعزيز بدأ الإنجليز فى إطلاق النيران على المتظاهرين، واستهدفوا زعيمهم الذى يهتف ويغنى محمولًا على الأعناق، حتى كاد الرصاص يصيب محمد عبدالوهاب لولا أن عدد من المتظاهرين الذين يحملونه فروا هاربين بعيدًا عن أعين الجنود الإنجليز.
ولد الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب في ١٣ مارس عام ١٩٠٢ في حارة برجوان بحي باب الشعرية في القاهرة، ووالده كان يعمل موذنًا في جامع سيدي الشعراني في مسقط رأسه، وتلقي دراسته في معهد الموسيقى العربي عام ١٩٢٠، وفي عام ١٩٣٣ عمل في دور السينما المصرية، وبعد عام عمل في الإذاعة المصرية.
خلال مسيرته الفنية شارك عبد الوهاب في العديد من الأعمال فقدم أهم الألحان الموسيقية علي مر العصور منها: "دعاء الشرق، وليالي الشرق، وعندما يأتي المساء، يا قلبي يا خالي"، كما لحن موسيقار الأجيال الكثير من الأغانى لكوكب الشرق أم كلثوم منها: "أنت عمري، وعلى باب مصر، وأنت الحب، وفكروني، وأمل حياتي، غداً ألقاك وليلة حب وهذه ليلتي"، وشارك في العديد من الأفلام السينمائية منها: "الوردة البيضاء، ودموع الحب، ويحيا الحب، ويوم سعيد، وغزل البنات، ونشيد المملكة الليبية".
تزوج محمد عبدالوهاب ثلاث مرات الأولى في بداية مشواره الفني وهي سيدة تكبره بربع قرن يقال إنها أسهمت في إنتاج أول فيلم له هو "الوردة البيضاء" وتم الطلاق بعدها بعشر سنوات.
وفي عام ١٩٤٤ تزوج محمد عبدالوهاب بزوجته الثانية "إقبال" وأنجبت له خمسة أبناء هم "أحمد ومحمد وعصمت وعفت وعائشة"، وأستمر زواجهم سبعة عشر عامًا وبعد ذلك تم الطلاق، وكان زواجه الثالث والأخير من نهلة القدسي.
رحل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عن عالمنا في ١٤ مايو عام ١٩٩١، إثر وعكة صحيّة ألمت به، وكان قد أصيب وقتها بجلطة دماغية كبرى إثر سقوط حاد تعرض له على أرضية منزله بعد أن تعرض للإنزلاق مفاجئ، وكان قد أصدر الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك أمراً بتشييع جثمان الموسيقار في اليوم الخامس من شهر مايو وسط حشد جماهيري كبير.