شارك في حرب فلسطين وهرب من حكم بالإعدام وطُرد من أمام قبر الرسول.. أسرار تُنشر لأول مرة عن حسن عابدين

حسن عابدين
حسن عابدين

صنع الفنان الراحل حسن عابدين مكانة كبيرة في قلوب المصريين، بعدما عبر بأدواره عن البسطاء، لكن كثيرين لا يعلمون أن هذا الرجل كانت له مواقف سياسية كاد أن يدفع حياتها ثمنا لها، عندما شارك في حرب فلسطين وحُكم عليه بالإعدام.

ولد حسن عابدين عام 1931، وكان والده من أعيان بني سويف، وقد تزوج والده مرة واحدة لكنه أنجب 15 ولداً، وكان ترتيب "حسن" الرابع بين أشقائه.

وبعد حصوله على الثانوية العامة وظفه والده في محكمة بني سويف القاهرة لكي ينضم للمسرح العسكري، وكان أصدقاؤه في ذلك الوقت ​حسن حسني​ وإبراهيم الشامي، فكانت بداية مشواره مع الفن من خلال المسرح العسكري، وقدّم العديد من الأعمال المسرحية.

حرب فلسطين

شارك حسن عابدين في حرب فلسطين عام 1948، وقد قتل مجموعة من الصهاينة وأصيب بعد فترة، وتم أسره وحُكم عليه بالإعدام هو وصديقه الممثل إبراهيم الشامي، لكنّ زملاءهم نجحوا لاحقا في تحريرهما، وكان عمره لم يتجاوز الثامنة عشر.

وبعد عودته إلى مصر، خشي والده أن يتكرر الموقف ففاجأه بقرار زواجه من ابنة عمه، التي كان يربيها والده في منزله، لكونها يتيمة، وبالفعل تزوج زواجاً تقليدياً لكن الحب نشأ بينهما بعد الزواج، ورزقا بطارق وإيمان وهبة وخالد.

البداية الفنية

كانت البداية في الستينيات، ولكن بأدوار صغيرة للغاية، ومع بداية السبعينيات بدأ حسن عابدين يحصل على أدوار أكبر نسبياً في أعمال، مثل "بريء في المشنقة" و"الشيطان امرأة" ومسلسل" الدوامة".

في عام 1975 كانت ضربة "الحظ" بالنسبة لحسن عابدين، وذلك بعد النجاح الذي حققه من خلال مسرحية "نرجس"، والتي شارك في بطولتها أمام سهير البابلي والتي كانت وقتها واحدة من أهم نجوم المسرح، وظل بعدها يقدم أدواراً مختلفة في السينما والدراما التلفزيونية، ومنها "لا شيء يهم" و"على من نطلق الرصاص" و"سنة أولى حب" و"المطلقات"، وغيرها، وكان آخر عمل شارك فيه هو فيلم "عنبر الموت" في عام 1989.

قبر الرسول

في عام 1980 كان حسن عابدين يقوم بأداء العمرة، ووقف أمام قبر الرسول محمد، فقام أحد المسؤولين بطرده من أمام القبر بسبب عمله كممثل بعد التعرف عليه، فبكى بشدة وقرر وقتها الاعتزال وترك مهنته، إلا أن صديقه الفنان إبراهيم الشامي نهاه عن ذلك وذهب به إلى ​الشيخ الشعراوي​، الذي أشاد بأعماله فشعر بقيمتها بعد أن علم بأن الشيخ الشعراوي يشاهدها، فقرر أن يستكمل مشواره.

درب الهوى

في فيلم "درب الهوى" قدّم حسن عابدين شخصية شخص مازوخي، فكان يقول كلمته التي اشتهر بها "بحب اللي تهزقني"، ولكن لاحقاً تبرأ من الفيلم وأسقطه من حساباته، وحكى نجله خالد في تصريحات بأن المخرج ​حسام الدين مصطفى​ زار والده في المنزل ومعه نسخة الفيلم، وبعد قليل سمع والده منفعلاً وقال للمخرج "أنا استأمنتك وأنت غير أمين على مستقبلى الفنى"، وطرده من البيت، وخرج له وهو يشاهد الفيلم وطلب منه الشريط وكسره بيده من شدة الانفعال، وألقاه فى سلة المهملات.

ولم يكن هذا الفيم فقط الذي أثار حزنه، فعلى الرغم من أن حسن عابدين كان ثاني ممثل بعد ​عمر الشريف​ يقدم حملة إعلانية، لكنه قرر أن يرفض أية إعلانات وذلك بعد تعرضه لحملة من الانتقادات، بسبب تقديمه لحملة إعلانية لمياه غازية، وقد دخل وقتها في نوبة اكتئاب شديدة بسبب الهجوم عليه، على الرغم من نجاح الحملة التي قام بها.

وعانى حسن عابدين من سرطان الدم، الذي استطاع أن ينهي حياته في 6 نوفمبر عام 1989، وكان عمره 58 عاماً.

تم نسخ الرابط