فى ذكرى رحيل كوكب السينما اللامع ... تفاصيل الفصل الأخير فى حياة كاميليا

كاميليا
كاميليا
بالرغم من أن عمرها الفنى قصير ولا يتعدى الأربع سنوات، إلا أنها تركت بصمة فى قلوب الجميع، فهى صاحبة طلة مميزة، كانت تشبه نجمة ساطعة لامعة فى سماء كبيرة مملوءة بالنجوم، استطاعت أن تسحب البساط من تحت أقدام الكبار بجمالها الباهر ، وتخطف قلوب كل من يقترب منها سحرت بعيونها الملك فاروق ، وتنافس مع دنجوان السينما المصرية على قلبها، كاميليا التى رحلت فى مثل هذا اليوم 31 أغسطس عام 1950، عن عالمنا ، وغيبها الموت عن محبيها وعشاقها، كانت حياتها قصيرة فقد كان عمر كاميليا وقت وفاتها 30 عاما و 8 شهور و 18 يوم ، وبدأت حياتها الفنية بين عامي 1946 و هو عام بدايتها الفنية، وعام 1950 وهوعام وفاتها، والعام 1950 بالذات كان عاما ثريا جدا لمشوار كاميليا الفنى فعلي الرغم من وفاتها بعد مضي 8 شهور فقط من عام الرحيل، إلا أنها شاركت فيه بعدة أفلام منها، "آخر كدبة - المليونير - قمر 14 - بابا عريس - العقل زينة _ الطريق إلي القاهرة".
ومن المواقف العجيبة فى حياة كاميليا أن حوارات بعض تلك الأفلام التي قامت بتمثيلها في عام وفاتها، كانت تشير إلي مصرعها فعلى سبيل المثال، في فيلم "آخر كدبة" يؤدي عبد السلام النابلسي دور مندوب شركة تأمين يوجه حديثة لها، قائلا " لو حصلتلك حادثة و رحتي فيها هنصرفلك مبلغ تأمين محترم فردت عليه قائلة بعيد الشر عني "، و في حوار فيلم آخر تقول فيه كاميليا أنا عاوزة أعمل حاجات كتير أنا مستعجلة أنا مستعجلة رددتها أكثر من مرة ، و بالفعل ترحل كاميليا في ذلك العام في حادث مأساوى يشوبه الغموض .
 
رحلت كاميليا فى حادث احتراق إحدي طائرات الخطوط الجوية العالمية TWA ، إذ سقطت الطائرة ذات المحركات الأربعة و المسماة " ستار أوف ماريلاند"، علي رمال الصحراء بالقرب من قرية " دست " في مديرية البحيرة " قرية دست الأشراف التابعة الآن لمركز كوم حمادة محافظة البحيرة "، و ذلك بعد أن غادرت مطار فاروق باثنتين و عشرين دقيقة تحت جنح الظلام قبل الفجر في طريقها إلي روما مكملة الرحلة رقم 903 و التي تقوم بها الشركة بين بومباي " مومباي حاليا " و نيويورك ، ولقى جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 55 راكبا حتفهم ، كان من بين ركاب الطائرة 6 مصريين و 18 أمريكيا بالإضافة لـ 5 أمريكانيين كانوا ضمن 7 أفراد يمثلون طاقم الطائرة المنكوبة، وكانت الفنانة كاميليا من بين هؤلاء الركاب، وكان الحديث عن العثورعلي جثة كاميليا كما وصفتها جريدة الأهرام وقتها كالتالي : "واتجهت العيون نحو جثة، فأشار من رأوها بأنها جثة كاميليا كوكب السينما اللامع، و قد كانت في طريقها إلي سويسرا ، و هي الجثة الوحيدة التى تمكنوا من التعرف عليها وفسر البعض ذلك بأنها أرادت أن تلقي بنفسها فحبستها الأسلاك المعدنية في هيكل الطائرة".
من المعروف أن كاميليا لم تكن ستسافر في تلك الرحلة لعدم وجود أماكن شاغرة و أنها سافرت في آخر لحظة بعد توفر تذكرة للسفر وهي تذكرة الكاتب الكبير "أنيس منصور"، الذى شاءت الاقدار أن يعتذر عن عدم السفر في الساعات الأخيرة قبل إقلاع الطائرة، وكتب أنيس منصور وقتها مقالا بعنوان " ماتت هي لأحيا أنا " عن قصة تذكرة الطائرة التي تخلى عنها و اشترتها كاميليا منه لتصعد على الطائرة في رحلتها الأخيرة حيث لقيت مصرعها .
كاميليا " ليليان " ممثلة مصرية ولدت في حي الأزاريطة بالإسكندرية، في 13 ديسمبر 1919 لأم مسيحية كاثوليكية مصرية من أصل إيطالي، تدعى "أولجا لويس أبنور"، وقيل أنها حملت بـ كاميليا " ليليان " من علاقة بدون زواج ، و تشير بعض المصادر " منها وثائق المخابرات الفرنسية "، أنها حملت بها من مهندس فرنسي كان يعمل خبيرا بقناة السويس، بينما تؤكد مصادر أخرى أن والدها الحقيقي كان تاجر أقطان إيطالي هرب راجعا إلى بلده بعد خسائر كبيرة في البورصة، والمؤكد أنها نسبت لصائغ يهودي يوناني ثري يدعى، " فيكتور ليفى كوهين "، و حملت اسمه لتصبح ليليان فيكتور ليفي كوهين و لتصبح شهرتها بعد ذلك " كاميليا" .

جمعت علاقة عاطفية بين كاميليا و رشدي أباظة في الأسبوع الأول من تصوير فيلم "امرأة على نار"، لتستمر علاقة العشق والترتيب للزواج حتى فاجعة تحطم طائرتها واحتراقها، الأمر الذي بسببه دخل رشدي أباظة في حالة هيستريا ظل بعدها في المستشفى لأكثر من أسبوع.

كان الملك فاروق في هذا الوقت من عشاق كاميليا ، ولكن لم تتوافر معلومات كافية حول طبيعة علاقته بـ كاميليا إلا أنه كان يغار جدا من علاقتها بـ رشدي أباظة ، ويتردد أنه أشهر مسدسه في إحدى الحفلات على رشدي مهددا بأنه سيقتله إذ لم يبتعد عنها، ولكن رشدي أباظة لم يعير تهديد الملك أهمية وظل على علاقته بـ كاميليا ، حتى خطفها الموت منهما، وتشير أصابع الاتهام إلى الملك فاروق فى تدبير حادث الخلاص من كاميليا بسبب رفضها له وتمسكها بدنجوان السينما.
تم نسخ الرابط