شرير الشاشة ”الطيب”.. أسرار تُنشر لأول مرة عن محمود المليجي وزواجه السري من سناء يونس
بالتوزاي مع حياته الفنية، امتلأت الحياة الشخصية للفنان الراحل محمود المليجي بكثير من الأحداث المثيرة، والتي كُشف عنها الحجاب بعد وفاته، أهمها ما يرتبط بزيجتيه السريتين على زوجته الفنانة علوية جميل.
ولد محمود حسين المليجي في ديسمبر عام 1910، في حي المغربلين بالقاهرة، لكن والده تعود أصوله لقرية مليج في محافظة المنوفية وانتقل مع أسرته إلى حي الحلمية، وقد نشأ في بيئة شعبية وحصل على الشهادة الابتدائية، واختار المدرسة الخديوية لدراسة الثانوية، بعد أن علم بأن المدرسة تشجع على التمثيل الذي كان يحبه، ما أتاح له أن يتتلمذ على أيدي كبار الفنانين مثل جورج أبيض وفتوح نشاطي وعزيز عيد وأحمد علام بعد إنضمامه لفريق التمثيل بالمدرسة.
احتراف الفن
ترك محمود المليجي المدرسة واحترف التمثيل، وأثناء تقديمه لعرض مسرحي بعنوان الذهب"، كانت فاطمة رشدي من الحاضنين للعرض، وبعد انتهائه عرضت على محمود المليجي العمل في فرقتها بمرتب 4 جنيهات، ليبدأ احتراف الفن.
وقتها، ترك "المليجي" المدرسة لأنه لم يستطع التوفيق بين الدراسة والعمل الذي سيطر عليه، وقدم بالفعل مع فاطمة رشدي العديد من المسرحيات منها "667 زيتون" و"مجنون ليلى".
وفي عام 1932 كانت أول تجربة له في السينما من خلال فيلم "الزواج"، وهو من إنتاج وإخراج فاطمة رشدي التي أعطته فرصة البطولة أمامها، وبعد أن حُلَّت الفرقة عمل محمود المليجي مع فرقة يوسف وهبي كملقن بمرتب 9 جنيهات، وذلك بعد فشل فيلمه السينمائي، وكان قد شارك في عام 1936 مع أم كلثوم "في فيلم "وداد.
ثنائي مع الوحش
اختاره المخرج إبراهيم لاما ليقدم دور ورد غريم قيس في فيلم "قيس وليلى" من اخراجه عام 1939، وكانت بدايته مع الشر الذي تخصص فيه على مدار أكثر من ثلاثين عاماً، ومن أفلامه "ساعة التنفيذ" و"رجل بين امرأتين" و"صلاح الدين الأيوبي" و"عاصفة على الريف" و"عريس من استنبول" و"محطة الأنس" و"ليلى وبحبح في بغداد" و"الطريق المستقيم" و"برلنتي وسفير جهنم" و""بين نارين و"بنت الشاطئ" و"زمن العجائب" و"المنزل رقم 13" و"أموال اليتامى" و"من القلب للقلب" "وقدم الخير"، ونجح محمود المليجي من خلال كثير من هذه الأفلام في تقديم أدوار الشر التي أجادها بشكل بارع، وتميز أيضاً في أدوار رئيس العصابة الخفي والطبيب النفسي.
وقدّم محمود المليجي أعمالاً عديدة كون خلالها ثنائياً ناجحاً مع فريد شوقي، وأشهرها "أبو الدهب" و"فتوات الحسينية "و"النمرود" و"الفتوة" و"أبو حديد "و"سوق السلاح" و"مطلوب زوجة فوراً" و"الزوج العازب" و"ابن الحتة" و"الرعب" و"دلع البنات".
فيلم الأرض
في عام 1970 كانت نقطة التحول، بعد أن رشحه المخرج يوسف شاهين ليقدم شخصية محمد أبو سويلم في فيلم "الأرض"، وحقق محمود المليجي وقتها نجاحاً منقطع النظير، ورفض الاستعانة بدوبلير رغم صعوبة المشهد الشهير الذي قدمه وهو مكبل بالحبال والخيل تجره على الأرض وهو يحاول التشبث بجذورها، وبعدها اختاره يوسف شاهين لكي يشاركه في أعماله التالية مثل "الاختيار، و"العصفور، و"عودة الابن الضال"، و"إسكندرية ليه"، و"حدوته مصرية".
زواجه السري
تزوج محمود المليجي من علوية جميل بعد أن تعرفا سوياً في فرقة يوسف وهبي، وأحبته بشدة وانجذبت له، وظلت تبحث عن فرصة كي تقترب منه، وحينما توفيت والدته كان لا يملك عشرين جنيهاً مصاريف الجنازة، فأعطته "علوية " المبلغ كي تنقذه من الأزمة، وهذا ما جعله يشعر بأنها محل والدته وقرر الزواج منها عام 1939.
ولكنه كان يشعر تجاهها بمشاعر الأم وكانت تتحكم في حياته ومواعيد زيارة أصدقائه، فدفعه هذا الأمر للبحث عن الحب طوال الوقت، وبالفعل وقع في حب لولا صدقي، وكان يفكر بالزواج منها لكنه خاف من زوجته، ولكن مع الوقت قرر الزواج في عام 1963 ولكن من زميلته في فرقة إسماعيل ياسين وهي درية أحمد، وحينما علمت زوجته علوية أجبرته على تطليق درية، ورضخ لقرارها إذ كانت تسيطر عليه فقد كان معروفاً بضعف شخصيته أمامها
وعاد ليقرر الزواج مرة أخرى من الممثلة سناء يونس، والتي حكت الأمر للناقد طارق الشناوي، وبأن الأمر كان سرا حفاظا على مشاعر زوجته الاولى، فلم تكن تريد إغضابها وقد تعرف على سناء يونس أثناء تصوير مسلسل "ظلال السنين" عام 1964 ، ولكن بدأ الحب بينهما أثناء تصوير فيلم "عيب يا آنسة" وتم الزواج في السبعينيات.
مشهد موت
يتنفس محمود المليجي التمثيل، وقد توفي وهو يصور أحد المشاهد في فيلم "أيوب" مع الممثل عمر الشريف، فأثناء تصويره لمشهد "وفاة" في العمل لم تعد روحه للحياة مرة أخرى، وروى مخرج الفيلم هاني لاشين بأنه خلال الإعداد للمشهد، وبعد أن شرب الشريف والمليجي القهوة بدأ التصوير ليقول المليجي "يا أخي الحياة دي غريبة جدًا الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى ويشخر، وأشار برأسه للأسفل وابتدى يصدر صوت شخير بالفعل"، فتعجب الكل في الاستوديو من تمثيله الرائع لمشهد الموت وضحكوا جميعا، فكان الجميع ينظر بدهشة لروعة تمثيله، حتى قال له عمر الشريف "خلاص يا محمود اصحى بقى المشهد خلص"، لكنه كان قد توفي وهو يؤدي مشهد الموت في الفيلم.