حكايات من زمن فات : عزيز فهمي.. اول لاعب كرة تخطفه كاميرات السينما

عزيز فهمي
عزيز فهمي

ارتبط عالم السينما بنجوم الرياضة بصفة عامة و كرة القدم بصفة خاصة، و شهدت السينما المصرية اهتماما كبيرا بنجوم الساحرة المستديرة منذ بدايتها فاقتحم العديد من اللاعبين عالمها المثير مثل الراحل صالح سليم واكرامى وطاهر الشيخ نجوم النادى الاهلى وايضا نجم نادى الزمالك الراحل عصام بهيج ونجم الاتحاد السكندرى السيد حودة وغيرهم الكثير ويبقى السؤال من هو اول لاعب كرة مصرى يدخل بلاتوهات السينما المصرية ؟

في التقرير التالي نرصد حكاية أول لاعب كرة قدم مصرى يدخل عالم السينما المصرية

اجمعت العديد من المصادر على ان السيد حودة كابتن نادي الإتحاد السكندري و أبرز نجوم الإسكندرية ولاعب منتخب مصر فى الثلاثينيات من القرن العشرين هو اول لاعب كرة قدم مصرى يخوض تجربة التمثيل ويقف امام كاميرات السينما فى فيلم الرياضى والذى عرض عام 1937 فى دور العرض المصرية حتى كشف الكاتب الصحفى حاتم جمال فى كتابه (السينما والكرة) الصادر عن دار الهلال أن عزيز فهمي حارس مرمى النادى الاهلى ومنتخب مصر فى عشرينيات و ثلاثينيات القرن الماضى هو أول لاعب كرة قدم مصرى يدخل إلى بلاتوهات السينما المصرية ليخوض غمار تجربة التمثيل حيث سبق عزيز فهمي النجم سيد حودة بفيلم ( الاتهام ) والذى يعتبرأول فيلم تتم ترجمته للفرنسية وهو فيلم ناطق باللغة العربية
وقد شارك عزيز فهمى فى بطوله الفيلم عملاق السينما المصرية زكى رستم و الفنانين بهيجة حافظ وزينب صدقي و منير فهمي و محمود الأحمدي وعبد القادر المسيري وهو من إنتاج عام 1934 رغم أن الفيلم كان من المفترض أن يعرض في ديسمبر عام 1933 بسينما فؤاد،إلا أن الشركة المنتجة ( فنار فيلم ) أخلت بالموعد فعرض بعد ذلك بثلاثة أشهر حيث تم عرض القيلم يوم الثلاثاء 20 مارس 1934 بسينما ( تريومف )، بالقاهرة لمدة اسبوعين والخميس 22 مارس ، في سينما ( الكوزموجراف ) الأمريكية بالإسكندرية وفيلم ( الاتهام ) من تأليف صالح سعودي وشارك في السيناريو والحوار حسن جمعة وتصوير بريما فيرا ومن إخراج ماريو فولبي
وقام عزيز فهمي فى الفيلم بدور سامي بك زوج بهيجة ( بهيجة حافظ ) وهما زوجان يعيشان حياة زوجية سعيدة مع ابنتهما وفى احد الايام تسافر الزوجة إلى القاهرة لمساعدة زوزو (زينب صدقي) فى زفافها، لكنها عندما تعود إلى المنزل يطردها زوجها بدون سبب، فتعود إلى بيت أبيها محسن بك (منير فهمي)، تقيم زوزو حفلاً من أجل التخفيف و الترويح عن بهجية، ويفتن الشباب بجمالها فى الحفل، وفى حديقة المنزل، تنطلق رصاصة يموت على إثرها شاب، تتهم بهيجة بقتله، وفى المحكمة يدافع عنها ابن عمها شوكت المحامى (زكي رستم) آملاً فى استمالتها إليه، وينجح فى تبرئة بهيجة من الاتهام وكشف القاتل الحقيقى، وتعود بهيجة إلى زوجها سامى
وبعد طرح فيلم الاتهام فى دورالعرض تعرض لهجوم عنيف وذلك بسبب حرص بطلة الفيلم بهيجة حافظ على الغناء في العمل، فقدمت ثلاث مقطوعات غنائية هي( الرومبا، الفوكس تروت، التانجو)

ينتمى عزيز فهمى المولود عام 1908 الى عائلة فهمى عاشقة النادى الأهلى والتى تمتلك تاريخا كبيرا فى القلعة الحمراء حيث كان بينها ثلاثة أشقاء خلال حقبة الثلاثينيات من القرن المنصرم وهم عزيز فهمى ومحمد فهمى و مراد فهمى وهى ظاهرة لم تتكرر داخل الأهلى سوى مع عائلة فهمى وعائلة سليم كما ان عزيز فهمى هو عم مصطفى مراد فهمى والذى عمل اكثر من عشرين عاما كسكرتير للاتحاد الافريقى لكرة القدم
بدا عزيز فهمى مشواره مع كرة القدم في الأهلي وهو في سن صغيرة حيث انضم للأشبال فى عام 1926 وأبدى مهارة كبيرة في مركز حراسة المرمى ليصبح الحارس الاول للفريق مع زميله مصطفى كامل منصور ، وتبادل الثنائي الدفاع عن حراسة المرمى في الأهلي ومنتخب مصر و لعب عزيز فهمى طوال طوال عقدى العشرينات والثلاثينات من القرن الماضى في النادي الأهلي،و توج معه ببطولتي الكأس السلطانية بعد الفوز على الترسانة في النهائي بهدف دون رد عام 1931، و كأس مصر موسم 1930-1931 بعد الفوز على المختلط (الزمالك) في النهائي 1/4 وكان عزيز فهمى هو أول حارس مرمى يحترف فى الخارج حيث لعب محترفا فى نادى مونبيليه الفرنسى أثناء دراسته بالخارج فى الفترة من 1933حتى 1936
وكان عزيز فهمى يتناوب حراسة مرمى منتخب مصر مع زميلة مصطفى كامل منصور والذى كان يلعب له كاحتياطى فى النادى الاهلى ففى تصفيات كاس العالم 1934 لعب مصطفى كامل منصور المباراة الاولى امام المنتخب الفلسطينى والتى انتهت بفوز سهل للمصريين بسبعة أهداف مقابل هدف واحد وفى اللقاء الثانى و الذى انتهى بفوز مصرباربعة اهداف مقابل هدفا واحد اسند جيمس ماكراى الاسكتلندى المدير الفنى للفراعنة حراسة مرمى منتخب مصر الى عزيز فهمى
وضمت قائمة مصر فى مونديال 1934 بإيطاليا، حارسي الأهلي، مصطفى كامل منصور وعزيز فهمي، وفضَل وقتها جيمس ماكراي بالدفع بمصطفى كامل منصور صاحب الـ 19 عامًا على حساب زميله المخضرم عزيز فهمي لدرجة ان جريدة البلاغ المصرية انتقدت هذا الاختيار وقالت: كيف يلعب واحد هو احتياطى ( مصطفى كامل منصور ) لزميله الاكثر خبرة ( عزيز فهمى ) ؟ وقد خسر المنتخب المصرى فى ذلك الوقت من نظيرة المجرى باربعة اهداف مقابل هدفين احرزهما نجم مصر عبدالرحمن فوزى.

تم نسخ الرابط