باشاغا يلتقي ”الصديق الكبير” في اسطنبول قبل عودته لطرابلس
كشفت وسائل إعلام ليبية عن اجتماع لوزير داخلية الوفاق، الموقوف عن العمل، فتحي باشاغا، مع محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، في وقت متأخر مساء الجمعة بأحد فنادق إسطنبول، وذلك في أعقاب صدور قرار من المجلس الرئاسي للوفاق بوقفه عن العمل وإحالته للتحقيق بسبب قمعه للمتظاهرين بطرابلس وعدد من المدن الليبية. ويأتي اللقاء في الوقت الذي تشير فيه عدد من المصادر الليبية إلى أن محاولة باشاغا الانقلاب على السراج بدعم من أنقرة كانت السبب الرئيسي وراء إقالته.
ونقل موقع «ليبيا 218» عن مصادره أن باشاغا، سيتوجه اليوم السبت، إلى طرابلس بعد زيارة إلى أنقرة رفقة رئيس المجلس الأعلى للدولة، القيادي الإخواني خالد المشري، للقاء عدد من المسئولين الأتراك بحكومة العدالة والتنمية، حيث التقى باشاغا وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، فيما التقى المشري بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويأتي اجتماع الكبير وباشاغا بعد ساعات قليلة من إصدار المجلس الرئاسي قراراً يقضي بتوقيف الوزير وإحالته للتحقيق على خلفية التصاريح وتوفير الحماية للمتظاهرين وبياناته حيال مظاهرات طرابلس ومدن أخرى والأحداث الناجمة عنها. فيما علق باشاغا على قرار توقيفه من قبل المجلس الرئاسي، بالتأكيد على استعداده للمثول للتحقيق شرط أن يُنقل إعلامياً على الهواء مباشرة.
وأفادت شبكة سكاي نيوز عن مصادر ليبية أن القوة المشتركة أحبطت انقلابًا خطط له باشاغا والمشري وجماعة الإخوان للإطاحة بفايز السراج من السلطة، كما توقعت المصادر صدور قرارات تكميلية ضد قيادات محسوبة على تنظيم الإخوان موجودة في السلطة.
وقال موقع العربية إنه مع اندلاع مظاهرات العاصمة طرابلس يوم الأحد الماضي، تصاعدت حدّة التناقضات بين أركان قوات حكومة الوفاق، وخرجت إلى العلن الخلافات بين رئيس الحكومة فايز السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا.
وكان السراج قد ألمح في خطاب تلفزيوني وجهّه إلى الليبيين الاثنين الماضي، إلى إمكانية حدوث تمرّد على السلطة، وقال "أخشى من دخول البعض في حوار سياسي وتشكيل رئاسي جديد لتعطيل موضوع الانتخابات"، في إشارة واضحة إلى غريمه فتحي باشاغا، قبل أن يجتمع مع عدد من الضباط العسكريين والأمنيين الموالين لحكومة الوفاق، منهم رئيس جهاز المخابرات، وضباط المناطق العسكرية، وآمر قوة مكافحة الإرهاب، في تحرّك موّجه إلى باشاغا.
ورد باشاغا على تحركات السراج ببيان سعى فيه إلى التنصل من مسؤولية قمع المحتجين المشاركين في الحراك الشعبي، وتبرئة نفسه من الانتهاكات، وهدّد باستخدام القوّة ضد مليشيات العاصمة طرابلس التي شكلها السراج.
وأكد عدد من الأصوات الليبية أن ما يجري على الساحة السياسية في ليبيا الآن إنما هو تجسيد للحالة المنفلتة داخل الميليشيات، وقال الباحث والكاتب السياسي عبد الحكيم فنوش لسكاي نيوز إن السراج يمتلك ميليشياته، ولباشا آغا أيضا ميليشياته.
وفي تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قال فنوش إننا في انتظار تصريحات المسئوليين الفعليين لطرابلس، فهؤلاء الأراجوزات لا يملكون قرارهم سواء المقيل أو المقال، وأردف «عند العثمانلي الخبر اليقين».