أعُجب بأدائها فأعطاها مكافأة مالية كبيرة وكان بوابة مرورها للسينما.. حكاية الطفلة المعجزة فيروز مع الملك فاروق

فيروز
فيروز

يعتبر الملك فاروق الأول من أشهر الملوك والرؤساء الذين جمعتهم الكثير من العلاقات بنجوم الفن، وسيطرت علامة الإستفهام علي الكثير من هذه العلاقات، فهو أشتهر بعلاقاته المختلفة بمشاهير السينما والطرب والمسرح، وذلك نتيجة حبه الكبير للفن وتعلقه به، حيث كان الملك فاروق دائمًا يقيم الحفلات الخاصة في قصره وكان خلالها يستضيف أشهر نجوم الزمن الجميل ليقدموا عروضًا غنائية أو فقرات استعراضية أو كوميدية، وهذا ما سنتحدث عنه خلال السطور المقبلة.

وكان الملك فاروق هو كلمة السر للموهبة السينمائية الطفولية فيروز التي أبهرت كل من يشاهدها، نظرًا لما كانت تتمتع به من خفة ظل ليس لها مثيل في ذلك الوقت، فاستطاعت أن تمثل وتغنى وتقيم الاستعراضات المختلفة.

وترجع قصة فيروز مع الملك فاروق عندما قامت بتقديم مونولوج فني كان قد ألّفه لها صديق والدها الفنان اللبناني إلياس مؤدب، وغنته في مسابقة لإكتشاف المواهب بملهى "الأوبرج" أمام الملك، فأعجب بأداء الصغيرة التي لم تتجاوز الثامنة من عمرها وقوبل أداؤها بإعجاب شديد وتصفيق حاد، وبعدما انتهت فيروز من الفقرة، كافأها الملك بمبلغ ٥٠ جنيهًا، وكان مبلغًا كبيرًا في ذلك الوقت، وهي أولى مكافأة في حياتها.

وكان ذلك الموقف بمثابة الأساس لدخولها إلى المجال الفني، حيث تعاقد معاها الفنان أنور وجدي على ثلاث أفلام سينمائية هم: "ياسمين، فيروز هانم، ودهب" الذي أدت فيه رقصات تشبه تلك التي تقدمها راقصات شهيرات مثل سامية جمال، وبديعة مصابني، وتحية كاريوكا.

اسمها الحقيقي ليس فيروز ولكن بيروز آرتين كالفيان، وهي من أسرة أرمينية من حلب بسوريا، وولدت في القاهرة عام ١٩٤٣، تم إكتشافها فنيًا خلال قيامها بحركاتها الراقصة في منزلها، حيث اكتشفها الفنان الكوميدي إلياس مؤدب، وكان أحد أصدقاء والدها، وكان يزورهم في منزلها، واصطحبها معه في إحدى الحفلات وعرض عليها فرص كثيرة، ولكن إلياس مؤدب قد اختار الفنان أنور وجدي ليوقع معه والدها عقد احتكار تتقاضى عنه ابنته ألف جنيه عن كلّ فيلم.

أنور وجدي تبناها فنيًا منذ أن رآها لأول مرة، وظهرت في العديد من الأفلام التي مثل فيها أو أنتجها، وتميزت فيروز بقدرتها الفائقة على الإستعراض والغناء والتمثيل في سن صغيرة، وعملت مع لمدة ثلاث سنوات.

بدأت مسيرتها الفنية من خلال فيلم "ياسمين" عام ١٩٥٠، ثم تألقت في "فيروز هانم" مع حسن فايق، و"الحرمان" مع عماد حمدي، و"دهب" مع ماجدة الصباحي، ولكنها بعد عام ١٩٥٥ أرادت كفتاة شابة أن تخرج عن سياق الطفلة الصغيرة فقدمت عدة تجارب لم يكتب لها النجاح مثل: "إسماعيل ياسين للبيع، وبفكر في اللي ناسيني".

مثلت فيروز مع شقيقتها الفنانة الاستعراضية نيللي فيلم "عصافير الجنة"، وكان الفيلم من إنتاج شركة فيروز للإنتاج، التي أسسها والدها بعد انفصالها عن أنور وجدي.

لقبت فيروز بـ "شيرلي تمبل" الممثلة الأمريكية التي اشتهرت بتمثيل أفلام للأطفال في فترة الثلاثينات، وتوفيت عام ٢٠١٤، لأنها كانت ممثلة استعراضية صاعدة مثلها.

توقفت فيروز عن التمثيل في سن ١٨ عامًا، وذلك بعد وفاة أنور وجدي عام ١٩٥٥، حيث كبرت في السن ولم يتقبلها أحد خارج الإطار الذي رسمه لها وجدي، حيث شاركت في تجارب سينمائية لم تكن ناجحة، واعتزلت الفن بعد ستة أفلام ناجحة فقط.

تزوجت فيروز من الفنان بدر الدين جمجوم، وتعرفت عليه أثناء مشاركتها مع فرقة إسماعيل ياسين المسرحية، بعد اعتزالها التمثيل، وأنجبت منه أيمن وإيمان، حتى توفي عام ١٩٩٢، وبعد اعتزالها ووفاة زوجها بسنوات طويلة تم تكريم الفنانة فيروز في مهرجان القاهرة الدولي السينمائي عام ٢٠٠١.

تم نسخ الرابط