”ما محبه إلا بعد عداوة”.. قصة الخناقة التي نشبت بين عبدالوهاب وأم كلثوم فنتج عنها أغنية ”انت عمري”..وهذا ما قاله عبد الناصر لهم

الموجز

ولدت كوكب الشرق أم كلثوم 31 ديسمبر 1898 في قرية "طماي الزهايرة" التابعة لمركز السنبلاوين في محافظة الدقهلية، اسمها الحقيقي فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، وكانت حياتها الفنية مليئة بالأعمال المميزة سواء أغاني أو أفلام، وتوفيت أيقونة الطرب في الوطن العربي يوم 3 فبراير عام 1975 عن عمر 77 عاما.

وفي يوم 10 نوفمبر 1942، كتبت أم كلثوم، مقالًا عنوانه " لماذا أتحدى عبد الوهاب ؟"، قبلها بأيام شهد "تياترو الأزبكية" وصلة ردح بين ثومه وفرقتها وعبد الوهاب وفرقته أمام رواد التياترو، وقالت أم كلثوم في مقالها أن عبد الوهاب زارها في منزلها عارضًا عليها فكرة إنشاء نقابة للموسيقيين، وأقسم أنه لن يؤسسها دون انضمام أم كلثوم على أن يكون هو النقيب، رأت ثومة أن تولي عبد الوهاب منصب النقيب سيعني للجمهور أنه يغني أفضل منها فاعترضت على الفكرة وكتبت المقال لتحكي القصة.

ليرد عليها عبدالوهاب بعدها بخمسة أيام بمقال تحت عنوان "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"، وحكى فيه القصة من وجهة نظره، ولم يمر وقت طويل حتى دخل مصطفى أمين على الخط وروى شهادته على ماحدث في سلسلة مقالات رصدت حلقات معركة النقابة بين ثومه وعبد الوهاب، وكتبت الصحافة لتلقي مزيدًا من الوقود على النار المشتعلة حتى أصبح حضور ثومه وعبد الوهاب في مكان واحد كاختلاط الزيت بالماء.

وفي عام 1958 بدأ الحديث عن أغنية مشتركة تجمع العملاقين، استحسن عبد الوهاب الفكرة خاصة عندما عرض عليه الشاعر أحمد شفيق كلمات "انت عمري" التي شعر عبد الوهاب أنها مناسبة لأم كلثوم فجس نبضها بطرح الفكرة على أحمد الحفناوي عازف الكمان الشهير في فرقتها، وافقت "الست" مبدئيًا ولكن القدر رتب لقاء لبدء المشروع عندما مرض عبد الوهاب فزارته ثومه في منزله بحضور عبد الحليم حافظ واتفقا على الأغنية.

بدأ عبد الوهاب التلحين، فاعترضت أم كلثوم على كلمة "بيشابي" في أحد الكوبليهات، ثم اعترض عبد الوهاب على كوبليه كامل، ولم يشأ شفيق أن يتمسك برأيه حتى تسير المركب، ولكن عبد الوهاب ظل يعيد ويعدل ويتردد لخمس سنوات كاملة، يأست أم كلثوم فأقنعت شفيق بأن يستعينا بكمال الطويل ليلحن الأغنية، وبالفعل لحن الطويل المقدمة الموسيقية، عرف عبد الوهاب الخبر من الصحافة فتحمس مجددًا ولحن الأغنية وسجلها بصوته.

في احتفالات الثورة عام 1963 سأل الرئيس عبد الناصر ثومه وعبد الوهاب عن أغنيتهما التي تكتب الصحافة أنها لم تظهر للنور بسبب خلافاتهما، فسارع عبد الوهاب برد دبلوماسي حسم الموقف عندما قال أنه انتهى من تلحين الأغنية وتبقى بعض التفاصيل البسيطة، حرص عبد الوهاب على نفي أي خلاف بينه وبين ثومه أمام الرئيس المفتون بصوت "كوكب الشرق"، وقادت الظروف "الست" لتجلس في الاستوديو مع "موسيقار الأجيال" الذي اقترح استخدام الجيتار الكهربائي في عزف صولو المقدمة، اعترضت ثومه ولكن عبد الوهاب أقنعها عندما أسمعها عزف عبد الفتاح خيري للصولو ومرت الفكرة التي اعتبرتها الصحافة وقتها شرارة ثورة موسيقية.

تم نسخ الرابط