”ميسي” ورقة سياسية لتحقيق انفصال كتالونيا عن إسبانيا
يبدو أن رحيل ليونيل ميسي عن برشلونة له أبعاد أخري غير الفنية، فرغبة ليونيل ميسي في تفعيل بند الرحيل عن نادي برشلونة قبل عام واحد من نهاية عقده تسبب في زلزال كبير بين أوساط جماهير وكيان النادي الكاتالوني.
الهدف الأول وراء عصيان ميسي على برشلونة، هو رحيل جوسبيب ماريا بارتوميو رئيس النادي الكاتلوني، لاشك أن الأخير متضرر من ما يحدث، ولكن لنلقي نظرة عن المستفيد؟
يوجد شعار "أكثر من مجرد نادي" محفورًا في كامب نو، كتذكير للعالم بقيمة العملاق الكتالوني، وفي الواقع يحتل النادي مكانًا خاصًا في قلب مجتمع برشلونة، وتاريخيًا لطالما كان النادي يدير أعماله بشكل مختلف إلى حد ما عن العديد من نظرائه في إسبانيا وفي مختلف دول العالم أيضًا، في محاولة من النادي للتفرد في كل شيء.
خالف "فونت" التوقعات فجمع الكثير من المعارضين لجوسيب ماريا بارتوميو تحت رايته ليؤكد أنه جاء لتوحيد الأقطار المشتتة فحضر في الصف الأول لمؤتمره الانتخابي شقيقة ساندرو روسيل "المسجون" بسبب قضايا فساد إضافة إلى كارليس بويول الذي يعد على خلاف مع الإدارة بسبب عمله كوكيل لاعبين وتفضيل مصلحته الشخصية على حساب مواهب لامسيا كما انضم تشافي هيرنانديز إضافة إلى أنصار لخوان لابورتا.
وبعيدا عن فقاعة "فونت" الاقتصادية فهناك صراع يلوح في الأفق بين القوميين الكتلان الذي يمثلهم المرشح "فونت" والذين ينادون بالانفصال عن إسبانيا وإثارة الأزمات مع الحكومة الإسبانية وتذكية روح الثورة والتظاهرات ضد مدريد وبين قائمة المعتدلين الذين يمثلهم بارتوميو ومجلس إدارته.
لا يمكن الجزم بأن "فونت" سيفوز برئاسة برشلونة لأنه لا يملك كل أوراق اللعبة خاصة إذا فاز فريق الكرة بدوري أبطال أوروبا، وحقق الكثير من الانجازات الكروية لأن ذلك سيعد بمثابة ضربة لكل من يعارض بارتوميو وأي مرشح تابع له سيعني حسم الجولة لصالحه.
وإذا كان أحد مرشحي "الاعتدال" يرغب في خوض التجربة فالطريق ليس مفروشا بالورود لأن المجلس الحالي يدرك كيف تخلى عن أزمة "ساندرو روسيل" وحبسه وعدم الوقوف إلى جواره وأيضا هناك معارضة شديدة من أنصار خوان لابورتا وعدد من نجوم الكرة مثل تشافي هيرنانديز وكارليس بويول
وأخيرا فإن "فونت" أطلق أول رصاصة في الهواء بتأكيده على التخطيط لجلب بيب غوارديولا كمدير فني للنادي وهو يدرك كم يعني هذا الرجل لجمهور برشلونة وأن رحيله عن الفريق كان بسبب خلافات مع مجلس روسيل وبارتوميو.
وأكد غوارديولا في وقت سابق أنه يرغب في إنهاء حياته الكروية كمدرب من حيث بدأ وهي عبارة تعني أن الرجل لا يمكن أن ينسى برشلونة وجمهوره ورسالة منه يمكن لأي معارض استغلالها بسهولة للضغط على رجال بارتوميو.
ويبقي التساؤل: هل ميسي متورط عن عمد في إقصاء بارتيميو من كرسي الرئاسة، لتنفيذ مخطط فونت؟