ماهو مصير المرتزقة بعد وقف إطلاق النار في ليبيا؟ إليك الإجابة
رغم إعلان وقف إطلاق النار في ليبيا، فإنّ تركيا تستمرّ في إرسال دفعات من الجهاديين والمرتزقة من سوريا إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق، ليواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضرب الدعوات الدولية بعرض الحائط، والتمسّك بنشر مرتزقته في ليبيا لضمان بقاء دائم في البلد الغني بالنفط والغاز.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ الحكومة التركية تواصل تجنيد المرتزقة لصالحها، حيث وصلت دفعة جديدة منهم إلى الأراضي التركية؛ بهدف إجراء دورات عسكرية ضمن المعسكرات التركية، بعد أن تمّ تجنيدهم من مناطق في حلب وإدلب.
وأشار المرصد السوري، في بيان له نشر أمس على موقعه الإلكتروني، إلى أنّه لا يعلم حتى اللحظة وجهة هؤلاء المرتزقة عقب انتهاء تدريباتهم، فيما إذا كانت الحكومة التركية ستواصل الزجَّ بهم في ليبيا، ولا سيّما بعد التوافق الليبي ـ الليبي.
وكان المرصد السوري قد نشر قبل نحو 10 أيام أنّ دفعة جديدة من مقاتلي الفصائل السورية الموالية لتركيا جرى نقلهم إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق في حربها ضدّ الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، حيث قامت الاستخبارات التركية بنقل 120 مقاتلاً، على الأقل، من فصائل "سليمان شاه، وفيلق الشام، والسلطان مراد" من منطقة عفرين إلى تركيا ومنها إلى ليبيا.
وقالت مصادر للمرصد السوري إنّ عناصر هذه المجموعة جرى الاتفاق معهم في بداية الأمر على نقلهم إلى تركيا، ومنها إلى قطر لحماية مؤسسات حكومية هناك، إلّا أنه بعد وصولهم إلى الأراضي التركية قيل لهم إنّ وجهتكم ليبيا وليست قطر.
ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنّ أعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن ارتفعت إلى نحو 17420 مرتزقاً من الجنسية السورية من بينهم 350 طفلاً دون سن الـ18، في حين بلغ تعداد الجهاديين الذين وصلوا إلى ليبيا 10000، بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية، بحسب المرصد.
وعن مستقبل المرتزقة في ليبيا، بعد الاتفاق الليبي بوقف إطلاق النار، نشرت صحيفة "أحوال تركية" تقريراً مقتضباً، تحدثت فيه عن عنصر جرى التغاضي عنه في التحليلات السياسية التي تحدثت عن تداعيات وقف إطلاق النار الذي أعلن من جانب أطراف النزاع في البلاد، فلم يتحدث أيّ تحليل عن مصير آلاف المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم تركيا لدعم حكومة الوفاق.
وأوضحت الصحيفة أنّ المرتزقة السوريين في حيرة، ولا يعلمون ماذا سيكون مصيرهم بعد إعلان وقف إطلاق النار، ويخشى العديد منهم أن تتمّ التضحية بهم ككبش فداء.
وقالت الصحيفة: إنّ رئيس وزراء حكومة الوفاق المدعومة من تركيا فايز السراج، وعقيلة صالح رئيس البرلمان، أعلنا في بيانين منفصلين وقف إطلاق النار يوم الجمعة.
ودعا كلاهما إلى نزع السلاح من مدينة سرت الرئيسية، على الرغم من اختلاف تفاصيل التنفيذ.
لكن بعد عدد من مبادرات وقف إطلاق النار الفاشلة في ليبيا، من غير الواضح ما إذا كان يمكن أن تنجح هذه الدعوة، حسبما ذكرت صحيفة "إنستيجيف جورنال".
ويعني الإعلان مستقبلاً غير مؤكد لما يُقدّر بعشرة آلاف من مرتزقة الجيش الوطني السوري الذين جلبتهم تركيا إلى ليبييا كجزء من اتفاق عسكري مع حكومة الوفاق الوطني.
وقال مقاتل من فصيل فيلق المجد، الذي يحارب إلى جانب قوات حكومة الوفاق الوطني: "أخبرنا قائدنا بأننا انتهينا من القتال"، موضحاً "أعني الأمر لا يهمنا، لم نقاتل منذ شهور".
وفي (يونيو) الماضي استولت قوات حكومة الوفاق بدعم من مقاتلي الجيش السوري الحر على مدينة ترهونة من الجيش الليبي. وجرى تسخير المرتزقة من الفاصئل السورية المختلفة وقوات حكومة الوفاق لشنّ هجوم على سرت بوابة احتياطيات النفط الهائلة في البلاد. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: إنّ سرت خط أحمر، وإنّ محاولة الاستيلاء على المدينة ستدفع مصر للتدخل المباشر.
ومنذ ذلك الحين، بعد أن توقف القتال في ليبيا، تمّ شحن مقاتلي فيلق المجد بالمئات من مواقع حول طرابلس إلى قاعدة تركية في مصراتة، وكانت هناك تقارير واسعة النطاق عن عمليات نهب نفذها مرتزقة سوريون في ليبيا، وهو ما يؤكده المرتزقة أنفسهم.
وقد وُعِد مقاتلو الجيش السوري الحر برواتب تبلغ حوالي 2000 دولار شهرياً للذهاب إلى ليبيا. وقالت تقارير استقصائية: إنّ عشرات السوريين في ليبيا حصلوا على رواتب أقلّ بكثير. وقال البعض: إنهم كانوا في ليبيا منذ أكثر من 5 أشهر وتلقوا دفعة واحدة فقط.
وأضافوا: "إنه مجرّد كلام"، موضحاً: "يخبرنا قادتنا دائماً بأننا سنحصل على رواتبنا قريباً، وسيدفعون لنا المبالغ المتأخرة، لكنّ هذا لا يحدث. ربما قالوا إنهم سيدفعون أكثر لأنهم اعتقدوا أنهم سيحتاجوننا لمهاجمة سرت، لكن لماذا يحتاجون إلينا الآن؟".
من جهته، شدّد البرلمان الليبي على ضرورة إخراج المرتزقة من ليبيا، بعد اتفاق وقف إطلاق النار، لإتاحة الفرصة لاستئناف الحوار السياسي، والاتجاه لتشكيل حكومة وحدة وطنية تلبّي طموحات الشعب الليبي.
وقال البرلمان على لسان الناطق الرسمي عبد الله بلحيق، في تصريحات صحفية لـ"سكاي نيوز" عربية: إنّ خطوة تأسيس مجلس رئاسي جديد وتشكيل حكومة وحدة وطنية من شأنها توحيد مؤسسات الدولة الليبية، من أجل تهيئة الأجواء السياسية للمرحلة القادمة، التي تشمل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وأوضح البرلمان في بيان أنّ "وقف إطلاق النار سيخرج المرتزقة، ويؤدي إلى تفكيك الميليشيات، ويوقف التدخل الأجنبي".
وعن مصير المرتزقة في ليبيا، تداول الكثير من السوريين في الجيش السوري الحر أخباراً مفادها أنّ أردوغان يسعى لنقل المقاتلين السوريين إلى اليمن قبل بضعة أشهر، وأشار إلى أنّ الشائعات الأخيرة تقول إنهم ربما يذهبون إلى أذربيجان.
وكانت تركيا أقوى حليف لأذربيجان على خلفية صراعها الطويل مع أرمينيا، وفي يوليو الماضي، وبعد اندلاع الاشتباكات بين البلدين، كرّرت تركيا دعمها لأذربيجان، وتعهّدت بجعل أرمينيا تدفع الثمن.
يُذكر أنّ انتشار مرتزقة أردوغان في مدن الغرب الليبي يعقّد المشهد، ويُعتبر عقبة كبيرة في طريق نجاح الاتفاق الليبي-الليبي، الذي أعلن عنه رئيسا مجلس النواب والمجلس الرئاسي.
هذا، وقد رفض الجيش الوطني الليبي أمس إعلان السلطات في العاصمة طرابلس وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري: إنها "مبادرة للتسويق الإعلامي"، وإنّ "الميليشيات ومرتزقة أردوغان تستعدّ للهجوم على سرت، وقواتنا في الجفرة"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
وأكد المسماري: أنّ الجيش مستعد للردّ على أيّ محاولة للهجوم على مواقعه حول مدينة سرت الساحلية والجفرة في الجنوب.
وتُعدّ تصريحات المسماري أوّل ردٍّ من الجيش الوطني الليبي، بعد إعلان وقف إطلاق النار يوم الجمعة، والدعوة لاستئناف إنتاج النفط، من جانب حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج في طرابلس بغرب البلاد.