تستغلها الجماعات الإرهابية .. ماهي حقيقة عقيدة الولاء والبراء؟
يعاني العالم العربي والإسلامي من أفكار التكفير والإرهاب والتطرف التى وضعت تصورات خاطئة للإسلام والمسلمين وكذلك تحريفهم للمفاهيم المتعلقة بقضايا عديدة مثل "الولاء والبراء"، فزعموا أن " البراء من الكفر" تعنى معاملة غير المسلمين بالعنف والشدة والغلظة و عدم تمكين غير المسلمين من إقامة شعائرهم.
من جانبها أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني، أن هناك 4 قواعد رئيسية لتوضيح معنى عقيدة الولاء والبراء وهي كما يلي:
أولًا: لا يوجد في علم التوحيد وعلم الكلام والعلوم التي درست العقائد الإيمانية للمسلمين والفِرَق ما يسمى بعقيدة [الولاء والبراء].
ثانيًا: الولاء والبراء من الأعمال القلبية في الأساس، والتي تكون من آثار عقيدة الإيمان، فإن المؤمن الذي آمن بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر والقدَر خيره وشره، يثمر ذلك الإيمان في قلبه حبًّا وموالاة وميلًا ونصرة لكافة المؤمنين، كما يثمر في قلبه براءة من العقائد والأفكار التي تناقض ما يؤمن به.
ثالثًا: المظهر السلوكي للولاء هو النصرة والتأييد، والمظهر السلوكي للبراء هو المعاداة وعدم التأييد، وتتجلى مظاهر الولاء والبراء عندما يقرر من يكفر بعقيدتك وإيمانك وهويتك أن يظلمك ويحارب وطنك، فإن الولاء يقتضي الوقوف بجوار وطنك وقومك وهويتك، والبراءة من العدو الذي يريد هدم هويتك وأمنك ووطنك.
وقالت الإفتاء، إن الولاء والبراء لا بد أن يستحضر دائمًا في منظومة تعايش المسلم مع غيره، فعلى المسلم أن ينتمي للإسلام ويحافظ على هويته الإسلامية من غير الإخلال بمبدأ التعايش السلمي بين الناس، وهذا هو الولاء، والبراء هو أن يحافظ المسلم على عدم التباس عقيدته بما قد يشوبها من الشبهات ونحوها دون الدخول في التكفير أو الاعتداء على نفس معصومة.
رابعًا: عدم موالاة غير المسلمين ممن لا يكونون في حالة حرب مع المسلمين، لا يعني معاداة أشخاصهم وإيذائهم، فذلك مخالفة صريحة لنصوص القرآن والسنة، بل إن المسلم مأمور بالإحسان إليهم وبرهم، وقد أمرنا الله عز وجل أن نقول الحسنى لكل الناس دون تفريق، قال تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، وقال تعالى: "إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ"، كما أن الله لم ينهَنا عن بر غير المسلمين، ووصلهم، وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، وما إلى ذلك من أشكال البر بهم، قال تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ".