أصيبت بالجنون بسبب ديانتها ..ودعمت الجيش و خدعت الرئيس السادات.. واكتشفت الفنان محمد صبحي..حكايات ”مأساوية ” في حياة الراحلة نجوي سالم
أدوارها في السينما كانت ثانوية.. لم تنل البطولة المطلقة ..كانت تظهر بشخصية البنت القبيحة في معظم أعمالها بالرغم من طيبة قلبها في الحقيقة .
إنها الفنانة الراحلة نجوي سالم التي كانت حياتها علي النقيض تمامًا عن شخصيتها في الفن..وقع في حبها نجيب الرحاني ولم تتزوجه ..خدعت السادات ودخلت مستشفي المجانين بسبب ديانتها..تفاصيل مثيرة خلال هذا التقرير .ولدت نجوى سالم في 17 نوفمبر عام 1925 في القاهرة لأسرة يهودية مهاجرة من أصول لبنانية أسبانية وحصلت علي الجنسية المصرية.
نشأتها في أسرة فقيرة للغاية اضطرها إلى ترك التعليم بعد المرحلة الابتدائية، وحبها للفن جعلها تتطرق الأبواب للعمل في المسارح، ومرت سنوات في محاولتها حتي قبلها أخيرًا الريحاني في فرقته بعد إلحاحها الشديد وقام باختيار اسمها الفني "نجوى سالم" بينما اسمها الحقيقي هو نظيرة موسى شحاته ومعروفة بين زملائها بـ"نينات".
كان أول أعمالها مسرحية "استنى بختك" مع الريحاني
وتدرجت فى الفرقة حتى أصبحت بطلة، وكانت أول بطولة لها فى مسرحية " حسن ومرقص وكوهين ، وبعدها توالت أعمالها، ومع توالي عروضها مع نجيب الريحاني شعر نحوها بعاطفة حب، وأصبح متعلقًا بها فطلب الزواج منها، لكن رفضت الزواج بسبب اختلاف الديانة بينهما، ورفضت تغير ديانتها حينها.
توالت أعمالها حتي وصل عدد مشاركتها لـ 50 عمل فني أشهرهم "البيجامة الحمرا، حسن ومرقص وكوهين ، لوكاندة الفردوس، إلا خمسة، أصل وصورة، الدنيا لما تضحك، غرام وانتقام، عنتر ولبلب، وغيرها".
تعرضت للإضطهاد من زملائها في بدايتها، حيث سردت عزة مصطفى حفيدة الفنانة زينات صدقى في حوار لها، أن من أحد مواقف جدتها مع الفنانة نجوى سالم والتى كانت بطلة بفرقة الريحانى أثناء بدايات نجوى سالم بالفرقة قائلة:" استنجدت الفنانة نجوى سالم فى بداية عملها بفرقة الريحانى بجدتى وقالت لها: الحقينى ميمى وزوز شكيب عاوزنى أقص شعرى، وقالوا يا إما تقصيه أو تمشى، وأنا مش عاوزة أقص شعرى".
وتابعت حفيدة زينات صدقى:" جدتى قالت لها مش هتقصيه ولا هتعملى حاجة غصب عنك، وذهبت للريحانى وقالت له لو زوزو وميمى شكيب أجبروا نجوى على قص شعرها هامشى وأسيب الفرقة، وقالت للأختين شكيب :مالكمش دعوة بيها، وأنقذتها منهما حيث كان لجدتى مكانة كبيرة لدى الريحانى ولا يرفض لها طلبا"
تخلت عن ديانتها اليهودية وأشهرت إسلامها عام 1960 وهي في عمر الـ 35 بكامل رغبتها بعد اقتناعها به، وأصبحت حريصة على أداء الشعائر الإسلامية بشكل دائم وكانت تحمل معها المصحف بشكل مستمر في كل مكان.
كانت صاحبة فضل علي العديد من النجوم في تقديمهم علي المسرح منهم الفنان محمد صبحي فهي أول من قدمته علي المسرح بالإضافة لمحمد نجم ومظهر أبو النجا.
عانت من أزمات نفسية مختلفة حيث كانت تشعر بالاضطهاد نتيجة ديانتها اليهودية ومكثت فترة في أحد مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية لعلاج حالتها النفسية السيئة.
وكان لها مواقف سياسية واضحة والداعم الأكبر للجيش المصري بعد هزيمة 67، حيث قامت بعمل عروض مسرحية وجمع التبرعات لصالح ضحايا الحرب وقدمت عروض ترفيهية للجنود على جبهة قناة السويس للشد من أزرهم، و منحتها الدولة درع "الجهاد المقدس" بسبب جهودها المتواصلة في دعم الجيش والجنود وضحايا الحرب وهي الفنانة الوحيدة التي حصلت على هذا الدرع
كان لها موقف طريف مع الرئيس السادات عندما خدعته أثناء تكريمه لها حين سألها هل انتي متزوجة لتخبره بأنها لم تتزوج أبدًا رغم أنها كانت متزوجة من الكاتب الصحفي عبد الفتاح البارودي عام 1970، واستمرت الزيجة سرية لمدة 17 عام حتي وفاتها.
اشتهرت بوفائها وشهامتها تجاه زملائها الفنانين وكانت الفنانة الوحيدة التي وقفت بجانب عبد الفتاح القصري في مرضه وقامت بتوفير سكن له بعد فقدانه لكل ممتلكاته كما كانت الفنانة الوحيدة التي حضرت جنازته.
دخلت في نوبة إكتئاب كبيرة في آواخر أيامها بسبب عزوف المنتجين عنها، مما أثر علي حالتها، وتوفيت في 12 مارس عام 1988 بعد رحلة قصيرة مع المرض وتم دفنها في مقابر المسلمين في حي البساتين حسب وصيتها.