ميرال أكشنار.. المرأة الحديدية التي هزت عرش أردوغان
في خطوة تعكس ثقة الشارع السياسي بالمعارضة التركية ميرال أكشنار ، انشق اكثر من 50 عضوا من أعضاء حزب العدالة والتنمية، وانضموا إلى حزب الخير التركي الذي تتزعمه.
وجاءت هذه الصفعة القوية لأردوغان وحزبه الحاكم بعد عدة محاولات خلال الأيام الماضية من جانب النظام الحاكم لاستمالة أكشنار للانضمام للتحالف الجمهوري بين العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.
ورفضت رئيسة حزب الخير القومي التركي، دعوات ضم حزبها إلى تحالف الجمهور الذي يضم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ،حيث قالت "لن ننضم لتحالف الجمهور حتى وإن صوبوا أسلحتهم على رأسي. نحن لم نؤسس حزب الخير في ظروف سهلة"
وأعربت ميرال أكشنار المنشقة عن حزب الحركة القومية في عام 2017 بعد تحالفه مع أردوغان، عن أملها أن ينضم الحزبان الجديدان المستقبل الذي يقوده أحمد داود أوغلو والديمقراطية والتقدم الذي يقوده علي باباجان إلى تحالف الأمة الذي يضم أحزاب المعارضة.
ورغم علمها بأن أردوغان يضطهد معارضيه وينكل بهم حينما تسنح له الفرصة، إلا أنها تصدت لسياساته بكل شجاعة، وانتقدت الأوضاع الاقتصادية المتأزمة في البلاد، موضحة أن تأثر المواطنين البسطاء بالأزمة الاقتصادية بات لا يحتمل، خاصة أن الأزمة الاقتصادية كانت مشتعلة حتى قبل أزمة كورونا، على حد قولها.
وأوضحت رئيس حزب الخير أن بعض المؤسسات لجأت إلى تسريح العمالة ذات الرواتب المرتفعة في مقابل تعيين اللاجئين السوريين والأفغان الذين يتقاضون رواتب زهيدة، هربًا من الأزمة الاقتصادية.
ولم يستطع أردوغان أن يفعل شئ أمام شجاعة أكشنار إلا أن يحاول استمالتها وترويضها بدعوتها للانضمام لحزبه، حيث قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، تعليقا على ذلك، إن الرئيس رجب أردوغان سيسعد كثيرا في حال قبول أكشنار الدعوة.
كما اعلنت اكشنار بكل قوة رفضها للنظام الرئاسي في البلاد والذي ابتدعه أردوغان ليضمن وجوده بالسلطة، مؤكدة أن نتائج آخر استطلاع أجراه حزبها تفيد أن غالبية المجتمع التركي يرغبون في العودة إلى النظام البرلماني.
شجاعة أكشنار وقوة خطابها المعارض دفعت الكاتب الصحفي التركى، محرم صاريقايا، للتأكيد في أحد مقالاته على وجود حالة من الخوف داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم الذى يتزعمه رجب طيب أردوغان من رئيسة حزب الخير التركى المعارض المعروفة باسم المرأة الحديدية في تركيا
ولفت الكاتب إلى أن دعوة رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، إلى أكشنار، للعودة إلى حزبها القديم (الحركة القومية)، تتسبب في ارتباك داخل حزب العدالة والتنمية، مشيرًا إلى تنامي شعور بصعوبة موقف الحزب الحاكم خلال الانتخابات المقبلة والمرتقبة.
ميرال أكشينار من مواليد عام 1956، و هي سياسة تركية، شغلت منصب وزير الداخلية ونائب رئيس البرلمان. شاركت في تأسيس حزب العدالة والتنمية الذي تركته لاحقًا، وانضمت لحزب الحركة القومية
في 2016، قادت مجموعة معارضة داخل حزب الحركة القومية ضد زعيمه دولت بهتشلي وبعدها أسست حزب الخير وأصبحت زعيمة له. أعلنت ترشحها في الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة ضد الرئيس الحاكم رجب طيب أردوغان ، وأظهرت استطلاعات الرأي حينها أن لديها شعبية كبيرة تؤهلها لهزيمة أردوغان، ورغم خسارتها للانتخابات إلا انها مستمرة في العمل السياسي وبقوة من خلال حزبها المعارض وتشكل بالفعل أحد نقاط الضغط على رئيس دولتها المعروف بممارساته الديكتاتورية وقمع الحريات