مغيث وبريرة .. تفاصيل أقوى قصة حب فى عصر النبي
الحب لم يكن وليد العصر وإنما هو شعور بدأ مع بدء الخليقة على الأرض وظل يتطور إلى أن وصل إلى ما هو عليه فى عصرنا الحالي .
ومن بين قصص الحب الغريبة قصة حب عاشت فى عصر النبى صلى الله عليه وسلم أبطالها مغيث وبريرة نسرد لكم تفاصيلها فى السطور القادمة .
هما صحابيان جليلان عاشا في عصر النبوة وقد كانا يعيشان تحت سقف واحد ولهما ولد وكل منهما مملوك لأحد بيوت الأنصار، وكان مغيث يحب بريرة حباً جماً.
وبعد إسلامهما أصبحت بريرة تتردد كثيراً على بيت النبوة حتى اتخذت من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخلص صديقاتها وكانت بريرة تتعلم من السيدة عائشة كل جديد من أمر الإسلام وتبث إليها شجونها وأسرارها كما كانت حريصة على تعلم أحكام الدين وبحكم كونها أمة فكانت تهتم جداً بأحكام الرق وعندما تعلمتها راحت تطبقها لتخلص نفسها بنفسها وكاتبت أهلها على أن تدفع لهم تسع أواق فضية بالتقسيط.
وعندما قبل أهلها ذلك فرحت بريرة بصنيعها ومضت إلى أعز صديقاتها أم المؤمنين عائشة وأخبرتها بالخبر وطلبت العون منها ولم تقصر أم المؤمنين في مساعدتها بكل ما تملك حتى نالت حريتها بالكامل.
وبعد أن نالت بريرة حريتها مضت إلى أهلها فرحة مسرورة وبدأت تطوف بين الديار تخبرهم بأمرها وتحدثهم عن الأمر، الكل فرح لها وبخبر حريتها وفكاكها من أسر العبودية إلا شخصاً واحداً وهو زوجها مغيث الذي ما كاد يصدق الخبر وما كان يدري ماذا يصنع هل يفرح لحرية زوجته أم يحزن!! خصوصاً أن هناك أمراً يدعو لحزنه وهو أن زوجه ستنفصل عنه وتتركه بعد حريتها في ظل عبوديته.
لم يعرف مغيث ماذا يفعل وبقي يفكر في أمره وبقيت بريرة في فرحها حتى جاءه ذاك الخبر الذي قطع أحشاء فؤاده عندما أعلمته زوجته بأنه لا يمكن لها أن تعيش معه بعد أن أصبحت حرة وهو مازال عبداً.
لم يشفع له حبه الكبير عندها وعندما رأى مغيث إصرار بريرة على صده، وأنها عازمة على تركه، استشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم فشفع له عندها،
فقال النبي: لو راجعته، فإنه زوجك وأبو ولدك.
قالت: يا رسول الله، تأمرني؟
قال: إنما أنا أشفع.
قالت: لا حاجة لي فيه
ومضى مغيث في حزنه ودموعه ولم يعرف ماذا يصنع وقد انفصل عن زوجته التي أحبها وعندما التقى النبي بعمه العباس لاحقاً قال له: يا عباس، ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثاً؟
وفي القصة هذه عبر عديدة ودروس حياتية كثيرة.. منها أنه على الرغم من علم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحب الكبير إلا أنه لم ينكر ذلك برغم معرفته أن الحب هنا من طرف واحد ولم يعنف أحداً منهما.
كما أنها تدل على أن الإسلام لا يمنع الحب الطاهر ولم يأتِ ليكبت الأحاسيس، ولا ليضيق على الناس في التعبير.