”لا أريد أن أدفن اليوم” تفاصيل الخطاب الأخير للموسيقار محمد فوزي..كيف عرف موعد وفاته
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير الموسيقار محمد فوزي، الذي عشقه الجمهور بشكل كبير، والذي أسس أول مصنع أسطوانات موسيقية في الشرق الأوسط "مصر فون"، واستطاع محمد فوزي، التربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات.
وكانت أكبر صدمة في حياته هي تأميم شركة مصر فون فمرض بعدها مرضًا حير الأطباء وسافر إلى لندن عام 1965 ثم عاد إلى مصر، وسافر إلى ألمانيا دون أن يلقى تحسنًا في حالته، وترك خطاب آخير له قبل وفاته وكأن شعر أن ساعته قد اقتربت.
كتب فوزي في خطابه: "منذ أكثر من سنة تقريبًا وأنا أشكو من ألم حاد في جسمي لا أعرف سببه، بعض الأطباء يقولون إنه روماتيزم والبعض يقول إنه نتيجة عملية الحالب التي أجريت لي، كل هذا يحدث والألم يزداد شيئًا فشيئًا، وبدأ النوم يطير من عيني واحتار الأطباء في تشخيص هذا المرض، كل هذا وأنا أحاول إخفاء آلامي عن الأصدقاء إلى أن استبد بي المرض ولم أستطع القيام من الفراش وبدأ وزني ينقص، وفقدت فعلا حوالي 12 كيلو جرامًا، وانسدت نفسي عن الأكل حتى الحقن المسكنة التى كنت أُحْقَن بها لتخفيف الألم بدأ جسمى يأخذ عليها وأصبحت لا تؤثر فيّ، وبدأ الأهل والأصدقاء يشعروني بآلامي وضعفىي وأنا حاسس أني أذوب كالشمعة".
وتابع: "إن الموت علينا حق.. إذا لم نمت اليوم سنموت غدًا، وأحمد الله أنني مؤمن بربي، فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها، فقد أديت واجبي نحو بلدي وكنت أتمنى أن أؤدي الكثير، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة والأعمار بيد الله، لن يطيبها الطب ولكني لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا في حق نفسى وفي حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة.. تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السما من أجلي.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. أخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي".
واختتم الرسالة: "لا أريد أن أُدفن اليوم، أريد أن تكون جنازتي غدًا الساعة 11 صباحًا من ميدان التحرير، فأنا أريد أن أُدفن يوم الجمعة".
الغريب في الأمر أنه وافته المنية في اليوم نفسه الذي كتب فيه رسالته وهو الخميس 20 أكتوبر 1966، عن عمر ناهز الـ 48 عامًا.