الزعيم حزن لمقتله.. حكايات سفاح الإسكندرية مع عبد الناصر وأم كلثوم

محمود أمين سليمان
محمود أمين سليمان

في عقد الخمسينيات من القرن الماضي، تصدرت أخبار وقصص محمود أمين سليمان صدر الصحف والمجلات، باعتباره سفاحا كان يسرق ويقتل، ومن تفاصيلها استمد الأديب الراحل نجيب محفوظ رواية «اللص والكلاب» التي تم تجسيدها في فيلم سينمائي، فما هي قصة هذا الرجل؟.

بدأ «سليمان» حياته موظفا في الحكومة ولكنه لم يستمر طويلا وتم فصله، وبعد ذلك عمل بمجال السرقة واحترف سرقة الماشية، ثم احترف سرقة الشقق، وكان يتصيد الفاخرة منها بالأحياء الراقية، سواء في الإسكندرية أو القاهرة، وكان يساعده في ذلك شقيق زوجته، وتلقت الشرطة الكثير من البلاغات التى سببت حيرة كبيرة لرجال، البوليس لانه لم يكن مسجل لديهم.

السفاح وناصر

وذاع صيت محمود سليمان وقامت الصحف في تلك الأيام بالكتابة عنه إلى أن حولته إلى أسطورة خرافية، يمكنه الإفلات من الشرطة بكل سهولة وصنعت منه شخصية، "روبين هود" الذي يسرق من الأغنياء ويعطي للفقراء وقيل إنه سرق شقق الفنانين والمشاهير، ومنهم شقة أم كلثوم.

وتردد أنه كلم الرئيس جمال عبد الناصر في التليفون، وعرض عليه أنه يقوم بجلب رأس عبدالكريم قاسم رئيس العراق في ذلك الوقت، والذي كان على خلاف مع عبد الناصر.

كانت الصحف تقول عنه أنه هرب من السجن، حيث كان يقضي عقوبة السرقة، وقد هدد بقتل زوجته نوال عبدالرؤوف ومحاميه بدرالدين أيوب لظنه بأن هناك علاقة آثمة بينهما، وأنه كان يريد قتل عديله جمال أبوالعز لاعتقاده بأنه أبلغ البوليس عنه، وموظف اسمه محمود سليمان لظن السفاح بأنه على علاقة بأخته.

فيلا أم كلثوم

تحدثت الصحف أيضاً عن ذهاب السفاح إلى فيلا أم كلثوم بالقاهرة، حيث كانت ستغني أغنية «أروح لمين» في مسرح سينما الهمبرا بالإسكندرية، وبعد أن اطمأن إلى أنها بدأت الغناء، تسلق أسوار الفيلا في الزمالك، لكن الحراس ضبطوه واقتادوه إلى قسم الشرطة، وعندما عادت «الست» من الإسكندرية، أرادت أن تخلصه من تهمة السرقة، لكن الشرطة أصرت.

وفي رواية أخرى أنه تسلق أسوار الفيلا، وقابل أم كلثوم وطلب منها أن تغني أغنية «أروح لمين» التي كانت مشهورة في ذلك الوقت.

بطل أسطوري

توالت جرائم محمود أمين، التي كان أساسها السرقة ثم القتل وارتفعت حصليته إلى 14 جريمة قتل، ولم يكن سقوطه أمراً سهلاً، فقد تم حصاره لمدة 75 دقيقة، ومات بعد أن اخترقت جسده 17 طلقة نارية من أسلحة رجال الشرطة، وتردد أن عبد الناصر حزن كثيراً لمقلته.

واستوحى نجيب محفوظ رواية «اللص والكلاب» من حادث سفاح الإسكندرية محمود أمين سليمان الذي شغل الأذهان وجعلت منه تهويلات الصحافة بطلاً خارقاً قادراً على كل شيء، فكانوا يقولون إنه يستطيع القفز من عدة أدوار دون أن يصاب بسوء لأنه خلع عظمتي ركبتيه في عملية جراحية. وبعد مقتله على يد الشرطة كتب البعض على جدران الحوائط في الإسكندرية «السفاح عاش بطلاً ومات بطلاً».

تم نسخ الرابط