بالصور ..نرصد حكاية أغرب محارب فى العالم .. ”دب ” برتبة عريف
الحروب تصنع الرجال، وترسم الجمود على الوجوه ، وتخطف الابتسامة من القلوب، وقد شهدت بلاد العالم الكثير من الحروب على مر الزمان، وتركت العديد من الحكايات التى دونت فى كتب التاريخ ولعل قصة الدب "فوجتيك " واحدة من أغرب القصص التى تناقلتها الأجيال، خلال غزو الاتحاد السوفيتي لدولة بولندا، عام 1939، بعد هجوم ألمانيا على الاتحاد السوفيتي في 1941، وقع العديد من الجنود أسرى حرب، وتعرضوا للسجن بعد القبض عليهم وتم إرسالهم إلى مخيمات في بلاد فارس والشرق الأوسط حيث تم إعادة تدريبهم للمجهود الحربي.
بعد معاناة الكثيرين في معسكرات الاعتقال السوفياتية، كان الرجال يتمنون العودة إلى ديارهم، وبدلا من ذلك، أعيدوا إلى الحرب، بعد أن احتلت بلادهم، وفقد الكثيرون منهم منازلهم وأصدقائهم وأفراد أسرهم، فى ربيع عام ١٩٤٢ ، وجد مجموعة من هؤلاء الجنود البولنديين دب يتيم صغير ولم يود الجنود تركه يموت وحيدًا ، فأخذوه معهم ، واختاروا له اسم "فوجتيك"، وهو اسم بولندي شائع يعني "المحارب سعيد" .
تعامل الجنود مع "وجتيك"، كطفل رضيع في البداية ، يغذيه الحليب المكثف ، ثم الفاكهة والمربى والعسل ، وكان ينمو بسرعة حتى شرب الخمر ، الذي أصبح مشروبه المفضل فيما بعد.
كان هذا الدب الصغير مصدر الجنود الوحيد للسعادة، كانوا يلعبون الملاكمة ويأخذوه في رحالات على ظهر الشاحنات الصغيرة، كما كان "فوجتيك" هو الآخر يسعد بصحبة الجنود وشاركهم تدخين السجائر ، بل وصار يؤدي التحية العسكرية مثلهم ، وتحول إلى جندي عادي في الصف الخلفي .
ومع مرور السنوات استطاع أن يحصل الدب "فوجتيك" على رتبة محارب وأظهر العديد من البطولات فى أرض المعارك وظهر ذلك خلال معركة "مونتي كاسينو" عام ١٩٤٤ ، حينما ساعد وحدته عن طريق حمل صناديق من قذائف الهاون وغيرها من اللوازم إلى الخطوط الأمامية ، والتي كانت تزن ١٠٠ رطل ، واعترافا بشجاعة "فوجتيك" ، واستعداده للمشاركة في العمل العسكري، تم تغيير الشارة الرسمية من "شركة النقل المدفعية 22" لـ"قذيفة المدفعية شعارها ليظهر على شكل دب يحمل قذيفة مدفعية ضخمة .
وبعد انتهاء الحرب تم تسريح الوحدة التي كان بها " فوجتيك"، وقضى المحارب السعيد ما تبقى من حياته داخل حديقة حيوان "أدنبره " ،ةوواصل رفاقه السابقين زيارته ، لكن حياته المعزولة داخل الحديقة أصابته بإكتئاب ، إلى أن توفي عام ١٩٦٣ ، مما أحزن أصدقاءه ورفاقه السابقين .