صوامع القمح في بيروت .. كذبة أردوغان التي كشفت ” هطل ” الإخوان
في الوقت الذي سارعت فيه كل دول العالم لتقديم الدعم للبنان، بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت، التي دمرت ما يقرب من نصف المدينة وشردت الآلاف ، فكر أردوغان وأعوانه من الإخوان في كيفية استغلال الفرصة للانقضاض على الدولة العربية التي عانت في السنوات الأخيرة من الفساد
وفي موقف أقل ما يوصف به هو الأنتهازية أعلن فؤاد أقطاي، نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا مستعدة لإعادة إعمار مرفأ بيروت، وأن ميناء مرسين التركي "سيكون في خدمة اللبنانيين.وإذا كان هذا العرض في ظاهره هو مساعدة لبنان ولكن في باطنه يخفي أطماع الديكتاتور العثماني الذي يسعى للاستيلاء على المرفأ بعد بنائه، والاستفادة بالاستثمار فيه، من ناحية ومن ناحية أخرى تكون فرصة لتحقيق جزء من أحلامه بإحياء الدولة العثمانية.
وبعد ساعات قليلة من تصريح أقطاي بدأ الإخوان المسلمين في موقف جديد يعكس تعاونهم مع الأتراك وتلاقي مصالحهم في تخريب الدول العربية ، للترويج للفكرة التي أعلنها المسئول التركي
حيث ادعوا أن صوامع القمح الضخمة في الميناء والتي لم تتاثر بالإنفجار تعود للعهد العثماني، وقالوا إنها حالت دون وقوع كارثة أكبر بالعاصمة اللبنانية، لكن تبين أن كل ذلك محض فبركة ضمن حملة دعائية تتسلق مأساة اللبنانيين.
وانتشرت تعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي روجتها كتيبة الإخوان الإلكترونية خلال الأيام الأخيرة من قبيل أن الصوامع العثمانية هي الوحيدة التي صمدت أمام قوة الانفجار.وذهب آخرون إلى القول إن الأتراك بنوا هذه الصوامع قبل 150 عاما
غير أن كثيرا من المغردين، ولا سيما من الكويت سارعوا إلى نفي هذه الأقاويل وأوردوا الأدلة التي تقول إن دولتهم تبرعت بمنحة إلى لبنان من أجل بناء الصوامع في مرفأ بيروت بين عامي 1968-1970.
وقال باحثون في التاريخ إن الصوامع أو "الإهراءات" كما تسمى في لبنان، لا علاقة لها بالعهد العثماني أو الدولة التركية فيما بعد.
بينما أكد الخبراء والمؤرخون أن بيروت كانت مرفأ طبيعيا منذ العهد الفينيقي، بسبب الطبيعة الصخرية التي تتيح رسو السفن، دون الحاجة إلى إجراء تعديلات في الشاطئ ،و أصبحت في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان مركزا لبناء السفن.
وظل القمح حتى عهد ما بعد استقلال لبنان يخزن هناك في خيم أو مخازن خشبية أو بلاستيكية، الأمر الذي كان له أضرار صحية.
وفي عهد الرئيس شار الحلو، وتحديدا في عام 1965 اتخذت الحكومة اللبنانية قرار بناء صوامع بيروت، وتولت شركة تشيكية عملية تشييد الصوامع بدعم مالي من الكويت ، فيما استمرت عملية البناء 5 سنوات قبل أن تفتتح عام 1970. وحضر أمير الكويت حينها، الشيخ صباح السالم الصباح، افتتاحها.
وكان الهدف من هذا البناء حماية القمح من الرطوبة وتفادي دخول القوارض إلى هذه المنتجات، كما أن هذه الصوامع تتسم بأنها دقيقة في الحسابات في البيع والشراء، علاوة على أن المخازن التقليدية لم تعد كافية لاستيعاب الكميات القادمة من منطقة البقاع.
و في عهد الدولة العثمانية كانت المراكب تفرغ حمولتها من الحبوب وتنقل مباشرة إلى سوق القمح القريب من المرفأ.
وهناك دليل آخر ذكره الخبراء على أن هذه الصوامع ليست من بناء الأتراك، وهي أن الإسمنت المسلح لم يكن قد اخترع بعد في العهد العثماني وهذا ينسف فرضية بناءها في زمن العثمانيين الذي انتهى في المنطقة العربية مطلع القرن الماضي
والمؤكد أن كذبة الصوامع العثمانية ليست صدفة بل محاولة سطو على التاريخ، الأمر الذي يتماشى مع منهج تركي يقوم على المتاجرة بالتاريخ العثماني ، واختزال التاريخ الإسلامي في هذه الحقبة، والترويج بأن العالم العربي لم يشهد ازدهار إلا في ظل هذه الفترة
والأكيد ان الترويج لهذه الفكرة يهدف إلى تمهيد الطريق للاحتلال التركي للبنان من خلال صناعة مجموعة من الداعمين لأنقرة وللتدخل التركي في البلاد تحت ذريعة إعادة الإعمار ومكافحة الفساد