صرخ في وجه السادات بسبب رفع علم مصر و حرم من الإنجاب .. حكايات في حياة السيد راضي

السيد راضي والسادات
السيد راضي والسادات

فنان وكاتب ومخرج مسرحي تقلد العديد من المناصب الفنية ترك إرث فني كبير.. خرج من عائلة فنية هو عميدها ..لقب بـ"بابا" علي الرغم من حرمانه من الإنجاب بسبب احتضانه لكل شباب الفن ..هو الفنان الكبير السيد راضي الذي تحول حبه للفن ولوطنه لصراخ في وجه الرئيس محمد أنور السادات، ومن خلال هذا التقرير نسرد قصة الصراخ ومعلومات عن الفنان الكبير...

في البداية وأثناء مشاركة السيد راضي في فيلم "أبناء لصمت"، والذي تم إنتاجه عام 1974، بعد إنتصار أكتوبر بعام واحد، وتدور قصته حول بطولات الجنود المصرية في حرب أكتوبر وما قبلها من حرب الإستنزاف، وهو من إخراج محمد راضي شقيقه.

كان السيد راضي نشيط جدا في كواليس العمل وينفذ كل ما يطلب منه علي أكمل وجه، وظهر من خلال العمل باللياقة الشديدة والمهارة الفائقة في السباحة والمعارك، حيث أنه كان يرغب في حصد جائزة عن دوره في الفيلم.

وأثناء العرض الخاص للعمل بحضور الرئيس الراحل محمد أنور السادات وعند عرض لقطة رفع العلم التي قام بها الفنان أحمد زكي صرخ السيد راضي في وجه الحاضرين بما فيهم الرئيس، وقال لشقيقه "عملتها يا محمد"، وكانت القصة كالتالي.

كان تصوير لقطة رفع العلم، التي نفذها الفنان الراحل أحمد زكي في الفيلم في الساعة الرابعة بعد الظهر، وجاء إلى موقع التصوير الفنان أحمد زكي باعتباره هو الذي سيرفع العلم ويظل ممسكا بسارة العلم والدماء تنزف منه حتى يصدر المخرج كلمة "أطبع".

ولكن فوجئ الجميع بالسيد راضي بموقع التصوير جاء مبكرا منتظرا اللقطة التاريخية، وظل يستعطف شقيقه مخرج الفيلم أن يرفع العلم حتى يكتمل له موقف درامي جسد له حلما طالما تمناه، وأخذ أحمد زكي يترقب الموقف من بعيد وهو يرى التراشق بين الشقيقين، ما جعل محمد راضي يرضخ لرغبة شقيقه وصور اللقطة، وبعد أن انتهى المخرج من تصوير المشهد وفي الخفاء، كان قد أعطي أمرا لأحمد زكي بأن يحضر فجر اليوم التالي لتصوير اللقطة.

وبالفعل صور أحمد زكي اللقطة في الفجر، وخلال العرض الخاص للفيلم، أصر الرئيس السادات على أن يحضر، وصمم راضى على الجلوس بجوار السادات حتى يتلقى التهنئة منه مباشرة في لحظة رفع العلم، وهي اللحظة التي حلم بها وتمنى أن تحدث بالفعل، وجاءت لحظة رفع العلم وما كان من السيد راضي إلا أن قام صارخا عندما وجد زكي هو الذي رفع العلم وليس هو، وقام منفعلا صارخا "عملتها يا محمد"

واندهش الجميع بمن فيهم الرئيس السادات من صياح سيد راضي وعصبيته الزائدة، وأخذ السادات يشد على يد محمد راضي مهنئا وقال له: "الآن أصبح لدينا فنان لا يجامل أحدا على حساب فنه حتى لو كان من سيجامله شقيقه".

ولد السيد متولي راضي، في فبراير من عام 1935، في محافظة الغربية، وعاش معظم حياته بمدينة المحلة الكبرى و درس بها المرحلة الثانوية، و من ثم انتقل هو و اسرته للقاهرة و تخرج في قسم التمثيل بمعهد الفنون المسرحية، ثم عمل بالتليفزيون، وبعدها انضم للمسرح القومي والمسرح الكوميدي، وتولى رئاسة هيئة المسرح، ورئيس اتحاد النقابات الفنية.

بدأ حياته الفنية في بداية الستينيات على خشبة المسرح، وفي عام 1966 بدأت علاقته بالسينما، قدم في مشواره أكثر من 90 عملا.

كما أخرج قرابة 50 مسرحية، كان آخرها مسرحية نيولوك عام 2006، ومن أشهر المسرحيات التي أخرجها: "البرنسيسة، انتهى الدرس يا غبي، الدخول بالملابس الرسمية"، وغيرها.

كما ألف أعمالا بين السينما والتليفزيون، من بينها: "الرقص مع الزهور، إلى من يهمه الأمر"

لم ينجب الفنان السيد راضي أطفالا، وكان يلقب بـ"بابا" في الوسط الفني، وعوض ذلك بإنشائه مسارح الأطفال.

كان يعتبر نفسه عميد عائلة راضي الفنية والتي أعتبرها الوحيدة في العالم العربي التي أخرجت هذا العدد من الفنانين، فهناك محمد راضي ومنير وإيهاب راضي في الإخراج السينمائي، ود.ماهر كبير مصوري السينما، وعفاف راضي المطربة، وبسمة السيناريست، وغادة الممثلة، وأعتقد أن عائلة راضي احدى أكبر العائلات الفنية في مصر.

تعرض لأزمة صحية أثناء تصوير مسلسله "الحياة لونها بمبي"، نقل على أثرها إلى المستشفى، حيث أجريت له تحاليل طبية أثبتت وجود مياه على الرئة وبعض الأورام في جسده. وتوفي فجر الجمعة 10 أبريل 2009 عن عمر يناهز 74 عاماً، وشيعت جنازته في نفس اليوم من مسجد مصطفى محمود.

تم نسخ الرابط