شاهد المسيح الدجال .. قصة راهب أصبح صحابياً للرسول

الصحابه
الصحابه

هو واحد من الصحابة الأبرار الذي تعرض لأمر عجيب، حيث رأى في احدى سفراته المسيح الدجال، وعاد فأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقصته وقد روي عن رسول الله هذه القصة.

وحدث أن هذا الصحابي كان في سفرة له وركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من قبيلتي لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهراً في البحر، حتى وصلوا إلى جزيرة جلسوا فيها فمرت عليهم دابة عجيبة الشكل وكثيرة الشعر وتكلمت معهم ثم أرشدتهم إلى كهف فيه المسيح الدجال، فذهبوا إليه وتحدثوا معه وأخبرهم أنه أوشك على الخروج.

إنه تميم بن أوس الداريّ من فلسطين، وكان راهبها وعابدها، ووفد إلى المدينة سنة تسع من الهجرة، فأسلم رضي الله عنه وكان من السابقين بإعلان إسلامهم عن علم ومعرفة وطواعية، وسكن المدينة، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه عدداً من الأحاديث، وشارك بالغزو، واتسم بكثرة العبادة، وقيام الليل وتلاوة القرآن والورع.
قال ابن سيرين، إن الداري كان من الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله، وأنه كان يقرأ القرآن في ركعة، وكان كثير التهجد، وقام ليلة بآية حتى أصبح، وهي قوله تعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ...)، «سورة الجاثية: الآية 21»، روى عنه عدد من الصحابة والتابعين.

له في الإسلام مناقب عديدة، حيث يعدّ "الداري" أول من أسرج في المسجد، فهو صاحب فكرة إضاءة المسجد بالقنديل والزيت، فكانوا قبل ذلك يسرجون بسعف النخل، فبعث تميم خمسة غلمان لهذا الغرض، وكان اسم أحدهم: فتح، فسماه النبي سراجاً، وذكر أصحاب السير والتاريخ أنه نقل القناديل من بلاد الشام، إذ كان يتم استخدامها في إضاءة الكنائس.
وقال المؤرخون، حمل تميم من الشام إلى المدينة قناديل وزيتاً ومقطاً «حبل»، ووافق ذلك ليلة الجمعة فأمر غلاماً يقال له أبو البزاد فقام فنشط المقط وعلق القناديل وصب فيها الماء والزيت وجعل فيها الفتيل، فلما غربت الشمس أمر أبا البزاد فأسرجها، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى المسجد، فإذا بها تزهر، فقال من فعل هذا؟، قالوا تميم الداري يا رسول الله، فقال: نورت الإسلام نور الله عليك في الدنيا والآخرة»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أسرج في مسجد سراجاً لم تزل الملائكة وحملة العرش يصلون عليه ويستغفرون له ما دام ذلك الضوء فيه».

ويعد "الداري" أول من صنع المنابر في المساجد، فقد صنع المنبر الأول في المسجد النبوي الشريف، وكان أول أمير إسلامي على بيت المقدس بعد الفتح في بلاد الشام، قال عكرمة: لما أسلم تميم، قال: يا رسول الله، إن الله مظهرك على الأرض كلها، فهب لي قريتي من بيت لحم، قال: هي لك وكتب له بها، فجاء تميم بالكتاب إلى عمر، فقال: أنا شاهد ذلك فأمضاه.
وتميم الداري الوحيد الذي روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث «الجساسة» وما يتعلق بالمسيح الدجال، حيث نادى منادٍ للصلاة، فلما قضى رسول الله صلاته، جلس على المنبر، فقال ليلزم كل إنسان مُصَلاَّه، جمعتكم لأن تَميماً الداري كان رجلاً نصرانياً فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال، وأخبرهم عن قصته معه.


يعد تميم الداري أول قاص في الإسلام، حيث كان يجتمع بالمسلمين ويحدثهم بأخبار الأمم الغابرة، يجلس في المسجد ويعظ الناس، ويعلمهم أمور دينهم، لكن عمر بن الخطاب نهاه عن ذلك خوفاً من أن يختلط ما يقصه عليهم من أنباء التوراة والإنجيل بما نزل القران، لكن بعد ذلك سمح له بالقص وجلس يستمع إليه.

 

 

تم نسخ الرابط