تزوجت ثلاث مرات وأحزنها لقب ”ملكة الإغراء” ورفعت الحذاء في وجه فاتن حمامة ووصفتها بأنها لا تستحق لقب ”سيدة الشاشة”..محطات في حياة هند رستم وسر اعتزالها

جريدة الموجز

يوافق اليوم 8 من أغسطس، ذكرى رحيل جميلة الجميلات الفنانة هند رستم، والتي تعد واحدة من أهم وأبرز نجمات الجيل الذهبي في السينما المصرية، حيث شكلت موهبتها تمازجًا بين الإغراء والرومانسية والكوميديا، مما جعلها نجمة في سماء الإبداع، حتى أن الكاتب اللبنانى جبران خليل جبران قال عنها "هند رستم هي لغة الجسد ، فكل جزء من جسدها يحكى قصة مختلفة لممثلة لم يكن لها منافس فيما قدمته".

شاركت هند رستم في العديد من الأعمال الفنية بجانب عمالقة الفن الكبار، واسمها الحقيقي ناريمان حسين مراد، ولدت في حي محرم بك بالإسكندرية 12 نوفمبر 1931، وكان والدها ضابط شرطة، ونظرًا للجدية الشديدة التى كان يتمتع بها والدها في تربيته لها كان يرفض عملها في الفن حتى أنه قطع علاقته بها تماما عندما صممت على العمل في الفن، ولقُبت بمارلين مونرو الشرق، لتشبهها بالنجمة العالمية مارلين مونرو.

أطلق عليها لقب "ملكة الإغراء" ذلك اللقب الذي لم تستطع نجمات جيلها الاقتراب منه بعد أن لعبت أدوار البطولة أمام كبار النجوم، وكونت ثنائيا مع الراحل فريد شوقي ، حيث قدما معًا مجموعة من الأفلام منها "الزوج العازب، باب الحديد، كلمة شرف" وغيرها من الأعمال، كما شاركت الراحل رشدي أباظة في مجموعة من الأفلام من بينها، " صراع في النيل، لا أنام، رد قلبي، ست البنات، رجال في العاصفة، هو والنساء" وغيرها.

ورغم أن الكثيرين كانوا يلقبونها بملكة الإغراء فإنها أكدت في أحد حواراتها أنها لا تحب إطلاقًا هذا اللقب ولا تحب أن يصفها أحد به، مؤكدة أن الكاتب الصحفي مفيد فوزى هو الذى أطلق عليها هذا اللقب، وقالت "الله يسامح مفيد فوزي فهو من أطلق على لقب ملكة الإغراء الذي يغضبني عندما أسمعه.. لكنه لفت انتباهي إلى ذلك فقمت بتغيير اتجاهاتي وأدواري فى الأفلام التالية".

بدايتها الفنية في عالم السينما كانت من خلال دور صغير في أغنية "اتمخطرى يا خيل" من فيلم "غزل البنات" مع نجيب الريحاني وليلى مراد لتنطلق بعد ذلك وتصبح من أهم نجمات زمن الفن الجميل.

قدمت خلال مشوارها الفني ما يقرب من 74 فيلمًا سينمائيًا وكان أول ظهور فني لها عام 1947، تزوجت من المخرج حسن رضا، وأنجبت منه "بسنت"، ثم انفصلت وتزوجت من محمد فياض، طبيب النساء الشهير.

وفي لقاء إذاعي نادر معها، كشفت هند رستم، عن تخليها عن نجوميتها بطيب خاطر، بعد زواجها بالدكتور محمد فياض، رغم شخصيتها القوية والعنيدة، حتى وصل بها الأمر عند وصولها إلى العاصمة اللبنانية بيروت في أحد جولاتها الفنية، أن قدمت نفسها لاستقبال الفندق الذي ستقيم فيه خلال فترة إقامتها في لبنان، بأنها مدام الدكتور محمد فياض.

ويعتبر فيلم باب الحديد من أهم الأفلام التي قامت ببطولتها الراحلة هند رستم ، و جسدت فيه شخصية "هنومة" كرمز للإغراء والأنوثة، رغم ارتدائها ملابس رثة مهلهلة، كما دخل فيلمها "رد قلبي" قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وجسدت من خلاله شخصية راقصة تقع في غرام الضابط "علي"، وتموت في حريق القاهرة.

ووقعت خلافات قوية بين هند رستم وبين فاتن حمامة، حيث بدأت الخلافات بين النجمتين فى فيلم "لا أنام" الذى جمع بينهما، عندما اعترضت "فاتن" على تفاصيل مشهد جمعها بـ هند رستم وكان المشهد يتضمن رفع الحذاء فى وجه فاتن، وهذا ما رفضته سيدة الشاشة العربية لذا ذهبت إلى المخرج وطلبت منه تغيير المشهد لأنه لا يليق بها وذلك دون علم هند التى فوجئت بالمخرج يخبرها ببعض التغييرات وهى الاستغناء عن رفع الحذاء.

فهمت هند أن فاتن حمامة وراء هذا الأمر لذا تمسكت بالمشهد بحجة أنه يضفى مدلولا هاما للشخصية، وحاولت هند أن ترد بطريقتها الخاصة إذ أمسكت أثناء التصوير سيجارة وبدلا من أن ترفع الحذاء فقط فى وجه فاتن حمامة قامت بنفخ الدخان فى وجهها، وهو الأمر الذى استعجب له الجميع لترد هند رستم: "أمامكم مشهدين الجزمة أو السيجارة، خدوا منها اللى يريحكم"، ليتم تصوير المشهد فى النهاية بالحذاء والسيجارة ولكن تم تقديمهما بشكل غير مستفز.

وهذا لم يكن الأمر الوحيد الذى أشعل العداء بين فاتن وهند بل ازدادت هند غضبا عندما علمت بأجر فاتن فى فيلم "لا أنام" إذ كان يزيد على 3 أضعاف ما حصلت عليه هى فى الفيلم.

كما ازداد الخلاف بين النجمتين حينما أعطى النقاد لقب "سيدة الشاشة العربية" لـ فاتن حمامة، واعترضت هند على اللقب مؤكدة أن هذا ظلم لباقى النجمات وقتها، وأن هذا اللقب أطلق عليها بالحظ والصدفة البحتة مؤكدة أن أدوار فاتن حمامة ليست متنوعة، وأن هذا اللقب كانت سعاد حسنى تستحقه لأنها فنانة شاملة.

وزاد الخلاف بين النجمتين بعد ما فعلته مجلة "المصور" باختيار "فاتن حمامة" كأفضل ممثلة فى القرن العشرين وهو الأمر الذى أحزن "هند رستم" بل وأصابها بمرارة شديدة لأنها شعرت بالظلم الشديد حسبما صرحت فى حوار عام 1999 وأكدت أن شعورها بالظلم جعلها تفكر فى الهجرة خارج مصر لكنها كانت فى حالة مرضية لا تسمح لها بذلك.

بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها الفنانة هند رستم في السينما وإشادة النقاد بها، والجوائز التي حصلت عليها، اختتمت حياتها الفنية بفيلم "حياتي عذاب" الذي قدمته عام 1979 مع عادل أدهم وعمر الحريري، لتعتزل بعده الفن وتدخل في عزلة تامة رفضت خلالها الظهور في أي مناسبات اجتماعية أو فنية أو عامة، وعقب وفاة زوجها الدكتور محمد فياض، رحلت في 8 أغسطس عام 2011، تاركة خلفها رصيدا كبيرا وتاريخا طويلا من الأعمال الفنية وصلت إلى 70 فيلماً سينمائياً.

تم نسخ الرابط