الإرهابيون يلوحون باستخدامها .. ما لا تعرفه عن ” القنبلة الموقوتة ” التى تهدد بتفجير البحر الأحمر
حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من "قنبلة موقوتة" تهدد بحدوث كارثة إنسانية وبيئية كبيرة في أحد الموانئ العربية بعد حادثة انفجار ميناء مرفأ بيروت.
وحذرت الصحيفة من مخاوف كبيرة تطال اليمن نتيجة ناقلة النفط العملاقة "صافر" التي ترسو على سواحل مدينة الحديدة منذ حوالي 5 سنوات تقريبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن تواجد الباخرة بوضعها الحالي من الممكن أن يتسبب، في حال تسرب النفط منها، بكارثة "أكبر تسرب نفطي على الإطلاق في العالم" وأضرار بيئة لا يمكن أن توصف.
وبينت الصحيفة أن الناقلة اليمنية سيتسرب منها حوالي أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت من ناقلة النط في حادثة "إكسون فالديز" (دمر تسرب نفط إكسون فالديز الذي حدث عام 1989 شاطئ المحيط بمضيق الأمير ويليام) والتي خلفت آثارا كارثية من شأنها أن تعطل ممر البحر الأحمر وتدمر اقتصادات إقليمية.
واعتبرت الصحيفة أن الناقلة بمثابة "قنبلة موقوتة"، تشبه نترات الأمونيوم التي انفجرت في ميناء بيروت، لأن تخزين النفط لفترات طويلة من دون تهوية يمكن أن يسبب انفجارا كبيرا، بحسب الخبراء.
وكانت الحكومة اليمنية، دعت في وقت سابق، المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف حازمة تجاه استمرار تلاعب "أنصار الله" بملف خزان "صافر"، حسب تعبيرها.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، إن "ميليشيات الحوثي تتخذ الملف أداة للابتزاز والمساومة، حيث تقف حجر عثرة أمام معالجات حقيقية تنهي مخاطر تسرب أو غرق أو انفجار الناقلة، وما تمثله من تهديد بيئي كارثي على اليمن والإقليم والعالم".
وبدوره، اتهم القيادي في حركة "أنصار الله" محمد علي الحوثي الأمم المتحدة بالتقصير في حل مشكلة سفينة النفط "صافر" التي ترسو قبالة سواحل محافظة الحديدة منذ عدة سنوات دون أي صيانة وتحمل مايزيد عن مليون برميل نفط خام.
وطالب الحوثي بإشراك طرف ثالث من خارج التحالف العربي للبت في هذه القضية قبل وقوع كارثة بيئية.
يذكر أن الناقلة صممت قبل 45 عاما وتستخدم كمنصة تخزين عائمة، محملة بنحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام وهي لم تخضع لأي صيانة منذ 2015، ما أدى الى تآكل هيكلها وتردي حالتها.
وذكرت وزارة الخارجية اليمنية في سلسلة تغريدات على تويتر أن ميليشيات الحوثي نكثت بوعدها بالسماح للفريق الأممي للنزول إلى خزان صافر، ورفضت مجدداً نزول الفريق للخزان.
وأوضحت أن ميليشيا الحوثي وضعت شروطاً تعجيزية جديدة على الأمم المتحدة من أجل إبقاء خزان صافر رهينة بيدها.
وأكدت الخارجية اليمنية أن الحكومة وافقت على مقترح المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفثس، الأخير، المقدم في منتصف يونيو الماضي والذي يقضي بتقييم الخزان وتفريغه والتخلص منه واستخدام العوائد في دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية في مناطق سيطرة الحوثيين.
وأضافت أن ميليشيات الحوثي رفضت مجدداً المقترح الأممي الأخير بهدف إبقاء الخزان العائم كسلاح وورقة ابتزاز سياسية بيدها دون اكتراث للتبعات الخطيرة التي قد تنجم عن تسرب الخزان.
وأكدت أن خزان صافر لا يزال رهينة بيد الحوثيين ومهدد بالانفجار أو التسرب في أي لحظة، مشيرة إلى أن اليمن بات مهدداً بحدوث واحدة من أكبر الكوارث البيئية في البلد.
وشددت على ضرورة إلزام ميليشيا الحوثي بالسماح للفريق الأممي بتقييم وتفريغ والتخلص من خزان النفط العائم صافر قبل فوات الأوان.
كانت الحكومة اليمنية الشرعية، قد حذرت من مخاطر غرق أو انفجار ناقلة النفط صافر، الراسية قبالة سواحل الحديدة، ودق ناقوس الخطر لتدارك كارثة بشرية واقتصادية وبيئية تفوق انفجار مرفأ بيروت بمئات المرات.