”ماما مايسة”..حكايات حزينة أنهت مشوار ”أيقونة الكوميديا ” سعاد نصر

سعاد نصر
سعاد نصر

 فنانة كوميديانة من الدرجة الأولي أسعدت الملايين بأعمال فنية مختلفة، ما بين المسرح والتلفزيون والسينما، لها دور كبير في تربية وتقويم العديد من الأطفال من خلال شخصية"ماما مايسة" في أجزاء مسلسل "يوميات ونيس" مع النجم محمد صبحي، وأنتهت حياتها بشكل مآساوي، ومن خلال هذا التقرير نستعرض أهم خطواتها الفنية.

برواية غريبة بدأت الحكاية، فبعد وفاة الفنانة سعاد نصر صرح أحد الشيوخ وهو مفسر للأحلام أن الراحلة اتصلت به يوم 26 ديسمبر من عام 2005 في العاشرة مساء لتستشيره في رؤية شاهدتها، وقالت له إنها شاهدت "شبشبها" وهو "حذاء للقدم" يسقط منها ثم رأت والدها المتوفي يرجعه اليها ثم اصطحبها إلى غرفة ضيقة وجلست معه لمدة سبعة أيام، وقالت له يا أبي أريد توسيع هذه الغرفة.

وقال لها إن الحذاء يرمز للسير فإذا سقط فإن ذلك يعني الوقوع في ورطة أو مصيبة عاجلة.

أما الغرفة الضيقة فهي قبرها والأيام السبعة اكتمال الأسبوع أو العام وصولاً لـ2007، وأستكمل حديثه: إن توسعة القبر أو الغرفة الضيقة بالتوبة إلى الله والندم، وقد ردت الراحلة على الشيخ قائلة: "أنا ناوية أغير مسار حياتي، وأبدأ حياة جديدة لأنني أحب القرآن والرسول"، وفي اليوم التالي دخلت المستشفى، والكلام على مسؤولية الشيخ، وأكدت أن زوجة أخيها هويدا، وابنتها فيروز شاهدتان على هذه الواقعة.

وكانت تعاني سعاد نصر، من الوزن الزائد قليلاً في آخر أعمالها الفنية، فقررت الخضوع لعملية "شفط دهون"، في إحدى مستشفيات القاهرة، ولكنها أدت إلى دخولها في غيبوبة تامة لمدة عام، بعد إعطاءها جرعة مخدر أودت بحياتها وتوفيت في 5 يناير 2007.

وفي عام 2017 أي بعد 10 سنوات على وفاتها، كشف المهندس محمد عبدالمنعم زوج سعاد نصر إنها استيقظت من غيبوبتها لمدة 5 دقائق وتحدثت إليه، وأبلغته وصيتها.

وقال إنها طلبت منه أن يدفنها بسرعة، وأن يبقى أهلها لمدة ساعة كاملة أمام قبرها للدعاء لها بالرحمة. وأضافت: "اللهم توفني مع الأبرار"، لتدخل بعد ذلك في غيبوبتها الأخيرة قبل وفاتها".

جدير بالذكر أن المحكمة قضت بالحكم 3 سنوات علي الدكتور المتسبب في وفاة الفنانة وتم استئناف الحكم وخفف لسنة مع إيقاف التنفيذ.

سعاد نصر عبذ العزيز هو الأسم الحقيقي لها ولدت في 12 مارس عام 1953، في حي شبرا، ولم تكن تحلم يوما بأن تصبح ممثلة، بل طموحتها كانت تتجه نحو الصحافة، إلا أن القدر جعلها تلتحق بـ"المعهد العالي للفنون المسرحية" الذي تخرجت منها عام 1975.

إكتشفها للكوميديا أستاذها الفنان كرم مطاوع، حيث وجد فيها فنانة كوميدية على عكس ما كانت تعتقد أنها لاتصلح إلا للتراجيديا، خاصة وإنها برعت فيه من خلال مشهد تراجيدي في قصة ياسين وبهية خلال مشروع تخرجها.

في عام 1982 كانت بدايتها السينمائية من خلال مشاركتها في فيلم "الغيرة القاتلة"، وتوالت بعدها أدوارها السينمائية التي كان من أبرزها دورها في فيلم "هنا القاهرة" الذي وضعها في مصاف نجمات الكوميديا في مصر من خلال أدائها البسيط لشخضية الصعيدية التي تأتي برفقة زوجها لزيارة القاهرة.

وشاركت مع النجم محمد صبحي في أكثر من عمل فني و اصبحا من أنجح الثنائي في المسلسلات التلفزيوني الكوميدية، والمسرحية، ومن أهمها "رحلة المليون" و"يوميات ونيس" الذي قدمه في منتصف تسعينات القرن العشرين بأجزائه الخمسة، في حقبة التسعينات.

و ركزت سعاد على المسرح فشاركت في العديد من البطولات المسرحية على رأسهم "الهمجي"، وفي السنوات الأخيرة نجحت في تقديم عدد من الأعمال المميزة على شاشة التلفزيون منها "الليل وآخره" و"مشوار امرأة" و"أحلام عادية"، وفيلم "علي سبايسي"، مع النجم حكيم.

تزوجت في حياتها مرتين، الأولى كانت من الفنان أحمد عبد الوارث، وأنجبت منه بنت وولد هما طارق وفيروز، إلا أن هذه الزيجة انتهت بعدما أدرك الطرفان أنهما مختلفا الطباع، والثانية كانت من مهندس البترول محمد عبد المنعم الذي أكملت معه مشوارها حتي وفاتها.

تم نسخ الرابط