فضحته ” جواباته الغرامية” .. أسرار فى حياة الأمير الذى تنازل عن عرش مصر وهدد بالانتحار

الأمير كمال حسين
الأمير كمال حسين

تحل اليوم ذكرى وفاة، كمال الدين حسين، الأمير الذى لبى نداء الغرام، وتنازل عن عرش مصر من أجل محبوبته، ولد فى عام 1874، ورحل عن الحياة فى مثل هذا اليوم الثامن من أغسطس من عام 1932.

إشتعلت نار الحب فى قلب، الأمير حسين، فتنازل عن العرش، واحتفظ بالأسباب لنفسه، وظلت الأسرار حبيسة القلوب إلى أن فارق الحياة، وقامت محبوبته بنشر خطاباته الغرامية، للحصول على ميراث نجله الوحيد بعد وفاته.
بدأت خيوط القصة عندما اندلعت الحرب العالمية الأولي في الثامن والعشرين من شهر يوليو من العام 1914 و أعلن الإنجليز الحماية البريطانية علي مصر، و تم عزل الخديوي عباس حلمي الثاني، و تنصيب حسين كامل سلطانا علي مصر، و عندما عرض السلطان حسين كامل ولاية العهد، ووراثة العرش علي إبنه الأمير كمال الدين حسين، كان هذا رده
" قد تفضلتم عظمتكم فأعربتم لي عن رغبتكم في أن تكون وراثة عرش السلطنة المصرية منحصرة في الأكبر من الأبناء، ثم من بعده لأكبر أبنائه و هكذا علي الترتيب، و إني لأذكر لعظمتكم هذه المنة الكبري، لما في هذه الرغبة من التشريف لي ، علي أني مع إخلاصي التام لشخصكم الكريم و حكمكم الجليل مقتنع كل الاقتناع بأن بقائي علي حالتي الآن يمكنني من خدمة بلادي بأكثر مما يمكن أن أخدمها به في حالة أخري، لذلك أرجو من حسن تعطفاتكم أن تأذنو لي بالتنازل عن كل حق أو صفة أو دعوي من الممكن أن أتمسك به في إرث عرش السلطنة المصرية بصفتي ابنكم الوحيد ، و إني بهذه الصفة أقرر الآن تنازلي عن كل ذلك" .
 
تنازل الأمير عن العرش الذى تسبب فى العديد من الصراعات ولم يبالى بذلك ، موقف التنازل كا غريبا ولكن هذا ما حدث، مرت الأيام ومضت السنوات بالأمير الزاهد في حكم مصر إلي أن دخل المستشفي، و كان في حالة صحية متدهورة و أصر الأطباء علي بتر إحدي قدميه حيث كان مصابا بجلطة خطيرة في قدمه، لكنه طلب تأجيل العملية إلي حين كتابة وصيته التي أوصي فيها بمنح بقصره زوجته، "الأميرة نعمة الله " صغري بنات الخديوي توفيق القصر الخاص به، وبعد إجراء العملية و قبل أن يتماثل للشفاء أصر علي السفر إلي دولة فرنسا رغم رفض الأطباء و سافر ضاربا بكل النصائح الطبية عرض الحائط و توفي في مدينة تولوز بفرنسا في 6 أغسطس 1932 بعد مرور أربعة أشهر من إجراء العملية عن عمر يناهز 58 عام، و بعد وفاته بدأ يتكشف سر تنازله عن العرش، حين أرسلت السيدة الفرنسية " فيال ديمينيه " تلغرافا إلي الملك فؤاد الأول تخبره أنها زوجة كمال الدين حسين، وأنها أنجبت منه ولدا، و تبحث عن ميراثها هي و ابنها، وكان الملك فؤاد الأول قد ورث مليون جنيه عن الأمير كمال الدين حسين، لأن الاخير أن كان لم ينجب من زوجته الأولي " نعمة الله "، حضر المحامي الفرنسي موكلا عن الزوجة الفرنسية، وطلب مقابلة الملك فؤاد الأول وأخبره بزواج الأمير كمال الدين حسين، من حبيبته الفرنسية مدام " فيال ديمنييه "، في 5 مايو 1924، و أنها تعتبر الوريثة الوحيدة له بعد أن أنجبت منه أبناء.
ورفض الملك فؤاد الأول الاعتراف بالزواج و أخبر المحامي الفرنسي أنه لا يعترف إلا بالزواج الذي يقره مجلس البلاط الملكي و أي زواج سري لا قيمة له، ولكن المحامي الفرنسي لم يستسلم لما قاله الملك فؤاد الأول و قرر اللجوء للمحاكم المختلطة بالإسكندرية ليطالب بميراث زوجة كمال الدين حسين التي تزوجها في فرنسا، و كانت المفاجأة حين تقدم المحامي بالخطابات الغرامية التي أرسلها الأمير المصري إلي محبوبته الفرنسية، والتي يؤكد فيها أنه تنازل عن العرش من أجلها، و كان الخطاب الأول في 3 أبريل عام 1915 و كتب يقول " أيتها الحلم ما أتعسني بعيدا عنك، القصر الذي أعيش فيه أشد وحشة من كوخ صغير، المجد الذي حولي هو ذل و هوان بدونك ، إنني أكره كل شئ حولي لأنني لا أحب سواك، إن والدي السلطان حسين كامل عرض عليا اليوم أن أكون ولي عهده، أي سخافة تلك، إن معني ذلك أن أفتقدك و لا أستطيع أن ألقاك كما أشاء و أين أشاء ، و حين قلت له لا، ذهل ولم يفهم لأنه لا أحد في الدنيا يمكنه أن يتخيل أن حبك عندي هو حلمي الوحيد في الحياة . حتي إنني بين ذراعيك أنسي أنني أمير و أشعر أنني عبد، أريد أن تنتهي الأزمة بيني و بين أبي، لأحضر إليك خصيصا لأعانقك ".
وتوالي نشر الخطابات الغرامية التي أوضحت أن أسباب تنازل الأمير كمال الدين حسين عن عرش مصر كانت رومانسية بحته، فقد نسج الحب خيوطه بين الأمير، و محبوبته الفرنسية و فسرت الخطابات أيضا سر تهديده لوالده بالانتحار، وإطلاق الرصاص علي نفسه، وكذا سر سفره إلي فرنسا عقب إنتهاء الحرب العالمية الأولي، وتم اسدال الستارعلى الأسرار التى فضحتها الخطابات الغرامية والتى كانت تخص الأسرة المالكة.
تم نسخ الرابط