محمد صبحي أظهر الوجه الآخر له و”قلبه انقبض” عندما اختفت الكعبة..حكايات من حياة الفنان الراحل خليل مرسي
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان خليل مرسي، والذي تزخر حياته برحلة طويلة من العمل الفني، قدم خلالها ما يزيد عن 200 عمل فني ما بين مسلسلات وأفلام ومسرحيات، وتنوعت أدواره بين الجدل والخير والشر، وتميز الفنان الراحل بأسلوبه وطريقته، حتى استطاع أن يظل في ذاكرة مشاهدي الفن.
اسمه بالكامل خليل مرسى خليل سلطان، وُلد بمحافظة القاهرة في 21 سبتمبر عام 1946، حاصل على بكالوريوس زراعة، كما التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج فيه، حتى رأس قسم المسرح في جامعة 6 أكتوبر، بالإضافة إلى استكماله الدراسات العليا.
وعلى الرغم من كونه لم يكن نجم شباك كنجوم الصف الأول لكنه كان فنانًا قديرًا لا يمكن أن تمر أدواره الفنية مرور الكرام، فلا يمكنك أن تنسى «المعلم مرسي» في «لن أعيش في جلباب أبي»، أو «المستشار عمر طوبار» في «حضرة المتهم أبي».
بدأ من خلال شخصية دياب، في مسلسل "الوصي"؛ ليشق طريقه بعد ذلك في الدراما، التي جعلته يدخل من خلالها إلى السينما في أدوار عديدة منها فيلم "الإمبراطور" و"مهمة في تل أبيب" و"امرأة هزت عرش مصر".
وكان «مرسي» مولعًا بالمسرح حيث برع في تقديمه للأدوار المسرحية خاصة بجانب فرقة محمد صبحي، الذي قدم من خلالها عدد من أفضل أدواره المسرحية مثل «كارمن» و«سكة السلامة» و«لعبة الست».
وكانت آخر أعمال خليل مرسي مسلسل «ربيع الغضب» ومسلسل «ونيس والعباد وأحوال البلاد» ومسلسل «خيبر» ومسلسل «العراف» ومسلسل «الرجل العناب» العام الماضي.
«التكريم في مصر لا يأتي إلا بعد رحيل الفنان في العادة، لكن حينما يأتي وهو مازال على قيد الحياة يصبح له مردود جميل في نفسه» جملة قالها خليل مرسي أثناء تكريمه في الدورة الأولى من مهرجان المسرح التربوي، معربا عن فرحته بالتكريم، ليغيب عن عالمنا تاركا رصيد فني يستحق أن يكرم.
وكان "مرسي" يحرص دائمًا على زيارة الأماكن المقدسة، وأدى فريضة الحج مرتين، كما أدى ما يزيد على 12 عمرة، وصرح في أحد الحوارات التليفزيونية قائلا: "رؤية الحرمين هي أسعد لحظات حياتي، ومن أروع الأمور التي لا يعادلها شيء آخر في الدنيا، ولم تواجهني أي صعوبات لا في العمرة ولا في الحج، لأن الله ييسر كل شيء وأعانني كثيرًا، فهو مشوار مبارك وكله خير".
وحكى أحد المواقف الغريبة في زيارته لمكة المكرمة لأداء العمرة، حيث اعتاد عند دخول المسجد الحرام أن يحني رأسه للأسفل، وعندما يشعر أنه أمام الكعبة يرفع رأسه ويبدأ بالدعاء، ولكنه في هذه المرة لم يستطع رؤية الكعبة، حيث كان سور خشبي يحيط بها فشعر بالحزن الشديد وبكى.
وعلق مرسي على هذا الموقف: "انقبضت بشدة وبكيت، لكن ربك سبحانه وتعالى كأنه يقول لي أنت انقبضت لأنك لم تر الكعبة، لذلك سوف أفرج عنك بدخولك حرم الكعبة من الداخل، وكانت فرصة لي أنا والفنان أحمد بدير لدخولها، حيث قابلنا شخصًا يدعى أحمد شيبة وهو من قبيلة بني شيبة، الذين يحملون مفاتيح الكعبة، كان يرتدي ملابس مدنية رغم عمله ضابطا، وسمح لنا بالدخول، ومررنا من الباب الخشبي ووجدنا أنفسنا أمام الحجر الأسعد وتسلمناه وقبّلناه ثم صعدنا إلى الغرفة، وكانت دموعنا تسيل بغزارة".
توفي خليل مرسي، عن عمر يناهز 68 عاماً، وكان الفنان قد دخل العناية المركزة بمستشفى السلام الدولي بالمعادي، إثر تدهور حالته الصحية حيث تعرض لأزمة قلبية مفاجئة وأجرى له الأطباء بعض الصدمات الكهربائية التي أعادت تشغيل القلب مرة أخرى إلا أن المخ توقف مما تسبب في وفاته.