عاجل.. وزير خارجية الصين يوجه رسائل نارية إلي ترامب ورجاله في البيت الأبيض

ترامب وبينج
ترامب وبينج

قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي "إن الصين تعارض بشدة ما يسمى بـ"الحرب الباردة الجديدة"، لأنها تنتهك تماما المصالح الأساسية للشعبين الصيني والأمريكي، وتنحرف تماما عن اتجاه التنمية والتقدم العالميين، معتبرا في الوقت نفسه أن "الحرب الدبلوماسية" لا تثبت قوة أمريكا".
وأضاف وانغ يي - في مقابلة مع وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) اليوم /الأربعاء/ - أن بعض الساسة الأمريكيين يلفقون أكاذيب مختلفة لتشويه سمعة الصين، ويختلقون الحجج لعرقلة التبادلات الطبيعية بين الجانبين، ويريدون جر الدولتين إلى الصراع، ودفع العالم إلى الاضطراب والانقسام مرة أخرى.. والصين بصفتها أكبر دولة نامية في العالم وعضوا دائما بمجلس الأمن الدولي، ستواصل اتباع مسار التنمية السلمية بثبات، والتمسك باستراتيجية الانفتاح متبادل المنفعة، ونشر السلام العالمي، معتبرا أن الشروع في "حرب دبلوماسية" لا يثبت قوة الولايات المتحدة، ولكنه يظهر نقص الثقة لديها.
وأوضح أن القنصلية العامة الصينية في هيوستن كانت أول قنصلية عامة للصين في الولايات المتحدة عقب إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، ودائما ما كانت رمزا مهما للصداقة الصينية - الأمريكية، مشيرا إلى أن إغلاق القنصلية العامة التي تحمل أهمية تاريخية يعني إغلاق نافذة التبادلات والتفاهم المتبادل بين الشعبين الصيني والأمريكي، وأن هذه الخطوة قوضت النمو الطبيعي للعلاقات الثنائية والصداقة بين الشعبين.
ولفت وانغ يي إلى أن جميع الأعذار الخاصة بإغلاق القنصلية، والتي يطلقها الجانب الأمريكي، ليست إلا اختلاقات مصممة لتشويه سمعة الصين ولا يوجد دليل على أي منها، ولا يمكن أن تصمد أمام التدقيق، مؤكدا أن الصين لن تقبل هذه الخطوة التعسفية وغير الأخلاقية، وأن التدابير المضادة الصينية مشروعة وقانونية ومبررة، وتتوافق بشكل كامل مع القواعد الدبلوماسية.
ونوه إلى أن الصين لا تنوي الدخول في "حرب دبلوماسية" مع الولايات المتحدة، لافتا إلى أن هذه الحرب ستضر فقط بمصالح الشعبين بشكل أكبر، وأنه إذا أصرت الولايات المتحدة على أن تسلك الطريق الخاطيء، ستكون الصين مستعدة للرد بشكل مناسب.
وشدد وزير الخارجية الصيني على أهمية تعزيز تطور العلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة من خلال التعاون بدلا من "فك الارتباط"، مبينا أن التعاون بين الجانبين لم يكن هدية من طرف إلى آخر، كما أنه لم يكن استغلالا من طرف للآخر، حيث اكتسبت كلتا الدولتين فوائد كبيرة من التعاون الثنائي، ولا يوجد طرف خاسر أو طرف رابح.
وتابع "أن التنمية السريعة للصين ترجع إلى تعاونها المفتوح مع الدول الأخرى، بما فيها الولايات المتحدة، وبالمثل فإن النمو المستمر للصين ضخ زخما في نمو الولايات المتحدة وغيرها من الدول، فضلا عن توفير سوق ضخمة لها، وأن العولمة والتجارة الحرة تحققان مكاسب تنموية لمختلف بلدان العالم، ويجب على الهياكل الاقتصادية الخاصة إجراء الإصلاحات الذاتية بدلا من إلقاء المسؤولية على الآخرين بشكل عشوائي، أو حتى التطلع إلى حل المشاكل عبر ما يسمى بفك الارتباط".
واعتبر أن ما يسمى بـ"فشل الارتباط الأمريكي بالصين" جهل بالتاريخ وعدم احترام للشعبين الصيني والأمريكي، لأنه ينفي بصورة تامة الإنجازات التي حققتها الدولتان خلال التبادلات على مدى العقود العديدة الماضية، ويحاول استعادة عقلية الحرب الباردة ونشر "فيروس سياسي"، الأمر الذي سيتعرض للتشكيك والانتقاد داخل الولايات المتحدة وخارجها بطبيعة الحال.

وحول تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأن النموذج القديم الذي تبنته الحكومات الأمريكية المتعاقبة للارتباط بالصين قد فشل، قال وانغ يي "إن البلدين ليسا في حاجة لتغيير بعضهما البعض، ومن المستحيل تحقيق هذا الهدف، بل على الجانبين احترام الخيارات المستقلة التي يتخذها الشعبان، وأن الحكومة الصينية تسعى لتحقيق التنمية الوطنية والتقدم المستمر وتقديم المزيد من المساهمات لتنمية البشرية وفقا لإرادة الشعب الصيني، وأن أي شخص يحاول إيقاف هذه العملية أو تغييرها محكوم عليه بالفشل والهزيمة، ولن يزعج إلا نفسه".
وأضاف "هناك قوة موجودة دائما في الولايات المتحدة تحاول إنكار قيادة الحزب الشيوعي الصيني وطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، بهدف احتواء الصين وتعطيل خطى تنميتها، لافتا إلى أن العام المقبل يوافق الذكرى السنوية المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وسواء كان النظام الاجتماعي في البلاد جيدا أم لا، فإن الشعب الصيني أحق من الآخرين بتقييمه، وأن أية قوة تحاول قطع العلاقات الوثيقة بين الحزب الشيوعي الحاكم والشعب ستصبح عدوا لجميع أبناء الشعب الصيني".
وأعرب عن أمله أن تتمكن واشنطن من احترام النظام الاجتماعي للصين، وخيارات الشعب الصيني، والتخلي عن التدخل المحكوم عليه بالفشل.. كما أعرب عن استعداد الصين لاستئناف آليات الحوار على جميع المستويات وفي مختلف المجالات، وفي أي وقت مع الولايات المتحدة، موضحا أن الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما دولتين كبيرتين، لديهما نظم اجتماعية وثقافات مختلفة، ولهما اهتماماتهما الخاصة، وأن الصين دولة مسؤولة، وعلى استعداد لفتح اتصالات صريحة وفعالة مع الولايات المتحدة.
وبشأن الانتخابات الأمريكية، قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني "إن بلاده لم تكن لديها أي نية ولن تكون للتدخل في الانتخابات أو الشؤون الداخلية الأمريكية، ويجب على الولايات المتحدة التخلص من الأوهام، وعدم التدخل غير المبرر في شؤون الصين الداخلية، ووقف الحملات المتعسفة ضد مصالحها المشروعة".
وأضاف أن الصين ملتزمة دائما بروح عدم الصراع والمواجهة، والاحترام المتبادل والتعاون والفوز المشترك، وتعمل مع الجانب الأمريكي على بناء علاقات قائمة على التنسيق والتعاون والاستقرار، مشددا -في الوقت نفسه- على حق بلاده في الدفاع بحزم عن سيادتها الوطنية ومصالحها الأمنية والتنموية.

وعن الإجراءات الأمريكية بحق شركات التكنولوجيا الصينية، قال وانغ يي "إن ممارسات واشنطن السيئة المتمثلة في التنصت على البلدان الأخرى ورصدها معروفة جيدا للعالم، وإن الولايات المتحدة قامت دون أي دليل حقيقي بمحاصرة شركة صينية خاصة على مستوى عالمي وقمعها، ومن الواضح لأي شخص أن غرضها هو الحفاظ على احتكارها التكنولوجي وحرمان البلدان الأخرى من حقوقها المشروعة في التنمية، وأن هذه الهيمنة لا تقوض قواعد التجارة الدولية العادلة فحسب، بل تقوض أيضا بيئة السوق العالمية الحرة".
وشدد على أن الصين ستواصل العمل مع الدول الأخرى للحفاظ على بيئة أعمال عادلة ومنصفة ومفتوحة وغير تمييزية، ما يجعل تكنولوجيا المعلومات الآمنة والموثوقة وذات الجودة العالية توفر قوة دافعة جديدة لإنعاش الاقتصاد العالمي وحياة أفضل للناس في جميع البلدان، معربا عن أمل بلاده في أن تغير الولايات المتحدة عقليتها التي وصفها بـ"الضيقة والأنانية" وتعود إلى المسار الصحيح للانفتاح والتعاون.

وحول بحر الصين الجنوبي، قال وزير الخارجية الصيني "إن بحر الصين الجنوبي بيت مشترك لدول المنطقة، ولا يمكن أن يكون ساحة تنافس للسياسة الدولية، وأن الحقائق أثبتت أن تسوية الخلافات عبر الحوار مسار صحيح يصب في صالح دول المنطقة، وأن الحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي مهمة مشتركة للدول المطلة عليه".
وأضاف "الولايات المتحدة تخلق المشاكل باستمرار في بحر الصين الجنوبي، بهدف إثارة الفوضي في المنطقة، ما يخدم السياسة الداخلية الأمريكية واستراتيجيتها الجغرافية، داعيا دول المنطقة إلى التيقظ وعدم السماح لها بتدمير الإنجازات التي تحققت بصعوبة في مجالي السلام والتنمية".
وتابع "في ظل الوضع الحالي، تقترح الصين إزالة كل عوامل التشويش وإعادة التفاوض حول "مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي"، والتوصل إلى اتفاق بشأنها في أسرع وقت ممكن، معربا عن استعداد بلاده لمواصلة تعزيز التعاون مع الدول الواقعة على البحر، وتعميق الثقة المتبادلة في الأمن، ودعم التنمية المشتركة، وجعل بحر الصين الجنوبي بحرا من السلام والصداقة والتعاون".
وفيما يتعلق بمنطقة "هونج كونج" الإدارية الخاصة، قال وانغ يي "إن هونج كونج جزء من أراضي الصين وشؤونها شؤون صينية داخلية، وإن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول هو المعيار الأساسي للعلاقات الدولية، ولن يسمح أي بلد لبلدان أخرى بتقويض سيادته وسلامه الإقليمي".
وأكد أن "دولة واحدة ونظامان" سياسة صينية راسخة، وقد ساهم وضع قانون حماية الأمن القومي في منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة في سد الثغرات القانونية القديمة، وأن الملايين من سكان المنطقة وقعوا طواعية على عريضة لدعم هذا القانون، ما يظهر رغبة الشعب هناك في حياة سلمية ومستقرة.

تم نسخ الرابط