رفض الانضمام لنادي الزمالك وعاش بشهادة ميلاد شقيقه.. حكايات في حياة توفيق الدقن

توفيق الدقن
توفيق الدقن

هو نجم ذو طابع خاص يملك خفة ظل عالية، ملامح وجه أهلته لأن يكون الشرير الظريف، حيث أستطاع المزج بين الشر والكوميديا وابتعد عن النمط التقليدي للشرير صاحب الدم الثقيل، ليصبح واحداً من أهم نجوم الكوميديا في زمن الفن الجميل، هو النجم الراحل توفيق الدقن.

ولد توفيق محمد أمين الدقن، في قرية هورين بمركز بركة السبع في محافظة المنوفية، وكان والده قد تزوج أكثر من مرة حتى أنه كان له ابن اسماه توفيق ولكنه توفي وهو بعمر الثلاث سنوات فأسماه توفيق على اسمه ولم يستخرج له شهادة ميلاد إذ كان يستخدم شهادة ميلاد شقيقه، وكان يقول عن هذا الموقف ممازحاً "أنا عايش حياتي بدل فاقد".

انتقل بأسرته إلى محافظة المنيا التي عاش بها، فقضى توفيق الدقن فترة شبابه هناك مع أشقائه وهم 5 بنات و3 أولاد، وحفظ القرآن الكريم في كتّاب القرية في المنيا، وكان صاحب صوت مميز في التلاوة قبل أن يتحول إلى الرياضة وكان يرغب في امتهان الفن، لكن والده الأزهري كان رافضاً للأمر، فعمل توفيق الدقن في بدايته موظفاً في هيئة سكة الحديد، فإلتحق بدارسة المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1950 من دون أن يخبر والده، على عكس والدته التي كانت ترحب في امتهانه الفن، وقد التحق بعدها بالمسرح الحر لمدة سبع سنوات قبل أن يلتحق بالمسرح القومي.

أثناء وجوده في المنيا إنضم لجمعية الشبان المسلمين ونادي المنيا، وفي إحدى الحفلات قبل عرض المسرحية كانت تقام مباراة بين فريق المنيا وفرقة كبيرة وكانت يومها فرقة الزمالك فأحرز هدفاً، وأراد الزمالك أو "نادي فاروق" بحسب تسميته القديمة أن يضم توفيق الدقن له، لكن الأخير رفض وقال إن السبب هو شعره حيث كان يتمتع بشعر جميل، فقال عن الموقف إن من ينضم لهم يدخل الجيش ستة أشهر ويحلق شعره وهو كان يعتز بشعره كثيراً، فلولا اعتزازه بشعره لكان لاعب كرة مشهور.

شارك توفيق الدقن لأول مرة عام 1938 في فيلم "حياة وآلام السيد المسيح"، وبعدها قدم فيلم "أمير الإنتقام" ثم "السبع أفندي" ثم فيلم "ظهور الإسلام"، و"أموال اليتامى" و"أنا وحبيبي" و"الستات ميعرفوش يكدبوا" و"السعد وعد" و"بورسعيد" و"ابن حميدو"و"الطريق المسدود" و"سلطان" و"خالد بن الوليد"و و"ساحر النساء"و"قاطع الطريق" و"سر طاقية الإخفاء" و"نهاية الطريق" و"في بيتنا رجل" و"الحسناء والطلبة" و"الناصر صلاح الدين" و"فتاة شاذة" و"أدهم الشرقاوي"و"أمير الدهاء" و"شادية الجبل" و"من أجل حنفي" و"طريد الفردوس" و"العقل والمال" و"خان الخليلي" و"آخر العنقود" و"مراتي مدير عام" و"السيد البلطي" و"ابن الحتة" و"7 أيام في الجنة" و"شنبو في المصيدة"و "نهاية الشياطين" و"حرامي الورقة"، وفي عام 1988 قبل وفاته قدم فيلم "المجنون"، الذي يعتبر آخر أعماله الفنية وآخر ظهور على الشاشة.

وادواره الشريرة حرمته من المشاركة في فيلم "الرسالة" للمخرج السوري مصطفي العقاد، ففي عام 1977 رُشح لكي يشارك في العمل، ولكن تم استبعاده مما أثار غضبه الشديد، وبعد عرض الفيلم كان حاضراً لسهرة شارك فيها مخرج الفيلم، فذهب له وسأله عن سبب استبعاده فقال له العقاد إن الفيلم ديني وأن كل أدواره التي قدمها تنحصر في السكير والبلطجي واللعوب واللص، فأجابه توفيق الدقن إنه كان من الممكن أن يرشحه لشخصية أحد الكفّار إذا كان خائفاً على سمعة الإسلام منه.

تقديم توفيق الدقن لشخصيات شريرة وأحياناً إجرامية، جعل البعض يشيع بأن والدته توفيت بعد أن وصفه أحد الأشخاص وهو بجوارها في السيارة بأنه سكير، فتوفيت قهراً بعد أن وجدت أن ابنها يتم وصفه بهذه الصفات، خصوصاً أنه ابنها الوحيد، إلا ان إبنه نفى أن تكون جدته توفيت غاضبة على إبنها، وبأنها كانت تتمنى لإبنها أن يصبح ممثلاً مثل محمود المليجي.
وهذا الموقف ليس الوحيد، فتوفيق الدقن حينما سكن في العباسية ذهب ليشتري لحماً من جزارة تحت منزله، لكن الجزار طرده بالساطور، وقال إنه لا يسمح للصوص بدخول محله، وظل ينظر إليه شهراً عند دخوله وخروجه من منزله.

تزوج توفيق الدقن من السيدة نوال الرخاوي، وأنجب منها "ماضي" و"هالة"و"فخر"، وبعد اصابته بالفشل الكلوي، توفي توفيق الدقن في مستشفى الصفا في المهندسين، عن عمر يناهز الـ65 عاماً، وذلك في 26 نوفمبر عام 1988.

تم نسخ الرابط