فاينانشال تايمز: أردوغان يقامر باقتصاد بلاده

الموجز

سلّطت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، في تقرير نُشر حول أداء الاقتصاد التركي في الفترة الأخيرة، تحت عنوان: "أردوغان يقضي على ما تبقى من احتياطات النقد الأجنبي من خلال المقامرة على عودة الحياة لطبيعتها بسرعة في ظل أزمة كورونا"، سلّطت الضوء على صعوبة أوضاع القطاع السياحي، بالإضافة إلى هروب المستثمرين.

وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أنّ نظام أردوغان يضخّ المليارات من العملات الأجنبية في السوق من أجل منع حدوث أزمة جديدة في العملات الصعبة داخل السوق.

وقد وصف التقرير الاقتصاد التركي بأنه "عالي المخاطر"، مشيراً إلى أنّ الخطوات المتخذة بشأن عودة الحياة إلى طبيعتها بسرعة تعتبر "مقامرة".

وقال: "إنّ أزمة وباء فيروس كورونا تسببت في حالة انهيار في القطاع السياحي، كما تسببت في عجز في التمويل داخل الدولة. فقد باع المستثمرون سندات وأسهماً بالعملة المحلية خلال فترة 12 شهراً الأخيرة بقيمة بلغت 13 مليار دولار أمريكي".

وباع البنك المركزي نحو 60 مليار دولار من احتياطياته هذا العام، بالإضافة إلى 32 مليار دولار في 2019، وفق وكالة (رويترز).

وقد كشف أحدث إحصاءات هيئة الرقابة والتنسيق البنكية في تركيا تضاعف الفارق بين أصول البنوك الحكومية من العملات الأجنبية والتزاماتها خلال عام 2020 ليسجل 9.74 مليار دولار اعتباراً من العاشر من تموز (يوليو) الجاري.

وأواخر الشهر الماضي قالت هيئة الإحصاء الحكومية في تركيا: إنها لن تنشر إحصاءات القطاع السياحي للربع الثاني من العام الجاري، بعد تأثر السياحة بسبب أزمة وباء كورونا المستجد (كوفيد-19).

وبحسب التقارير المعلنة، فقد تراجعت أعداد السائحين القادمين إلى تركيا بنحو 99% خلال أبريل، و99% خلال شهر مايو، و96% خلال شهر يونيو، عند مقارنتها بالفترة نفسها في العام الماضي.

وحتى الآن، تركيا ليست ضمن قائمة الدول التي صنفها الاتحاد "آمنة"، وسمح لمواطنيها بدخول أراضيه، بعد إغلاق استمرّ شهوراً إثر تفشي وباء كورونا.

مسئولون أوروبيون أوضحوا أنّ القائمة تمّ إعدادها على حسب معدل أمان الدول الأخرى من حيث أعداد الإصابات، مشيرين إلى أنّ القائمة تضمّ الدول ذات الإصابات الأقل من 100 ألف، ومدى قدرة السلطات لديها على احتواء الفيروس والتعامل مع المصابين وتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل.

وكانت تركيا تأمل بإعادة فتح حدودها مع دول الاتحاد الأوروبي، وخاصة ألمانيا، لاستقبال السياح، ورغم أنّ الإصابات اليومية في تركيا سجلت خلال آخر شهر أقل من 1000 حالة، إلا أنّ الاتحاد الأوروبي يعتبرها حى الآن ضمن مناطق الخطر.

وينظر المسؤولون الأتراك إلى توصية الاتحاد الأوروبي بعدم السفر إلى تركيا باعتبارها مؤامرة، دون الأخذ في الاعتبار حالات الإصابة اليومية المرتفعة.

وفي سياق متصل بجائحة كورونا، أظهر إحصاء رسمي أنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في تركيا تجاوزت ألف حالة أمس، وذلك للمرّة الأولى منذ 3 أسابيع، مخترقة ما قالت الحكومة إنه حدّ فاصل نحو إمكانية إعادة النظر في قواعد العزل العام.

وقال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة على تويتر: إنّ الإصابات الجديدة بكوفيد-19 وعددها 1083 تمثل زيادة "حادّة" في الأيام الماضية وتثير المخاوف، في الوقت الذي اختتمت فيه تركيا عطلة مدتها 4 أيام.

وقد أودى الفيروس بحياة 5765 شخصاً وأصاب 234934 في المجمل، في الدولة التي رفعت في الأول من يونيو أغلب إجراءات العزل العام الجزئي الذي كانت تطبقه.

تم نسخ الرابط