يرويها مستشارها الخاص.. مذكرات ”الشيخة موزة ” عن خيانة قطر للعرب والنوم في حضن الصهاينة والأتراك
كشف الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع والمفكر السياسي المعروف أسرار لم تنشر من قبل عن صفقات الشيطان التركي رجب طيب أردوغان وخادمه تميم بن حمد أمير قطر .
وروي سعد الدين مذكرات الشيخة موزة والدة أمير قطر والحاكمة الفعلية للإمارة الذي شغل منصب مستشارها الخاص عن خيانة قطر للعرب والارتماء في حضن الصهاينة والأتراك .
سعد الدين كشف لجريدة " الاندبندنت " كواليس السياسة القطرية والتركية في الشرق الأوسط وسر حمايتهما للإخوان.
روي "إبراهيم" الذي عمل مستشارًا لوالدة أمير قطر الحالي الشيخة "موزة": "شرحت لي الشيخة موزة كيف تغلغل الإخوان المسلمون في قطر من خلال الشيخ يوسف القرضاوي في المساجد والمعاهد والإعلام القطري، وفي المؤسسات الاقتصادية القطرية من خلال شركات الصرافة، فوقعت كل الأعصاب الحية للدولة القطرية، بما فيها الجزيرة، في قبضة الإخوان المسلمين، سواء الإخوان المسلمون المصريون أو القطريون الذين تم تجنيدهم في الـ30 سنة الأخيرة في قطر منذ استقلالها".
وأضاف سعد الدين إبراهيم: "زوجة حاكم قطر السابق كان همها الأول وصول ابنها إلى الحكم، وهو كان المرشح الأول لذلك. وقد علم الإخوان [برغبتها] فساعدوها في ذلك؛ وبالتالي حيدوها".
وينتقل الدكتور سعد الدين للحديث عن المنظمات الحقوقية العالمية لافتًا إلى أنه تم اختراقها من الأنظمة الحكومية عبر تبرعات رجال الأعمال، مدعيًا أن قطر أحد الممولين لمنظمة "هيومان رايتس ووتش"، وأنه أبدى أكثر من مرة انزعاجه من التعامل الحقوقي مع الكثير من الملفات، ومن سوء أداء المنظمة أثناء توليه منصب عضو مجلس أمناء المنظمة العالمية، مشيرًا إلى أنه أسهم بتعديل ظروف العمال عمومًا في قطر بعد الانتهاكات الصارخة ضدهم في الإمارة الخليجية.
الازدواجية القطرية
ويروي المفكر الشهير عن إحدى جلساته مع الشيخة موزة بحضور أحد أعضاء الأسرة الحاكمة؛ إذ عبّر الدكتور عن انزعاجه مما وصفه بالازدواجية القطرية؛ فالجزيرة تهاجم أمريكا طوال الوقت، وفي الوقت نفسه لدى الدوحة أكبر قاعدة أمريكية، وهو ما فسره له عضو الأسرة الحاكمة بقوله: "نحن في قطر أعدادنا نحن القطريين لا يتجاوز ربع مليون، ولكننا نسبح على بحر أو على بحيرة من الغاز والنفط، ونتمتع بأعلى دخل فردي في العالم (في ذلك الوقت)، ونحن بهذه الثروة وبهذه الميزة وبعددنا المحدود وبالأطماع التي حولنا من 3 حيتان، وهم إيران وعراق صدام والسعودية.. فأوقفته وسألته: السعودية أيضًا؟ قال: نعم، وبين هؤلاء الثلاثة كان يجب أن يحمينا أحد".
ويتابع "إبراهيم": "كانت لي مقالة عنوانها البلطجي الأعظم والبلطجي الأصغر، واعتبرت فيها أن أمريكا هي البلطجي الأعظم، وصدام حسين الأصغر، وقال لي (أحد أفراد الأسرة الحاكمة) أنت استخدمت كلمة البلطجي، ونحن قلنا لأنفسنا فلنذهب إلى البلطجي الأكبر، ونرى ماذا يريد و(نؤجره)، ونستفيد من خدماته. وقال: بدأت الاتصالات مع الولايات المتحدة، وقلت لهم نحن نريد حماية ما هي شروطكم وطلباتكم، وكانت شروطهم ثلاثة:1- وجود قاعدة تحل محل القواعد التي كانت في السعودية، التي طلبت الرياض إنهاء تأجيرها للأمريكيين. 2- أن تنفق قطر على أية قوات نأتي بها لأن الكونجرس ربما يعترض على زيادة الاعتمادات ويثير أسئلة تدخلنا في متاهات. 3- أن تكون قطر حليفة لأمريكا في أي تحرك ضد إيران مستقبلاً".
ويتابع سعد الدين إبراهيم ناقلاً كلام أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر: "فقال لي أنا وافقت على الشروط؛ بالتالي هذا ما يفسر وجود قاعدة أمريكية هنا. أما هجوم الجزيرة على أمريكا فكان هجومًا كلاميًّا لفظيًّا، ولكن العلاقات التحالفية من خلال القواعد والبعثات الطلابية الدبلوماسية والعلاقات الاقتصادية الأخرى قائمة".
وتطرق عالم الاجتماع السياسي للحديث عن شبكة الجزيرة القطرية والإخوان المسلمون قائلاً: "خلال السنوات الست أو السبع الأخيرة وقعت القناة في براثن الإخوان المسلمين المصريين الذين غادروا مصر أيام عبد الناصر، أو الإخوان الذين استطاعت الجماعة أن تجنّدهم في قطر".
مضيفًا بأن الجزيرة هاجمته بسبب حديثه عن أردوغان؛ فالشبكة القطرية وغيرها من الأبواق الإعلامية للجماعة لا تحب ما أكتبه في هذه الموضوعات؛ لأن جزءًا منها معلومات مباشرة، وجزءًا منها من قراءات، وجزءًا منها استنتاجات، وجزءًا من وحي الأحداث والتطورات الجارية. ويبدو أن تأثير ما أكتب يوجع الإخوان. وأنا أعرف الإخوان المسلمين جيدًا كأحد الذين اقتربوا كثيرًا منهم، وأعرف طريقة تفكيرهم من الداخل.
ويقول الدكتور سعد الدين إن هناك وحدة حال بين النظامين الحاكمين في قطر وتركيا، لافتًا إلى أن قطر تشعر حاليًا بالعزلة (في إشارة إلى ما بعد المقاطعة الرباعية منذ 2017) خليجيًّا، وإلى حد ما هي في عزلة عربية منذ سنوات عدة، ووزير الخارجية القطري السابق وحاكم قطر وبعده الشيخ تميم يبحثون عن حلفاء لقطر.
ويضيف: حينما هرب الإخوان المسلمون من مصر بعد ثورة يناير 2011 لجأ عدد كبير منهم إلى تركيا وماليزيا ولندن، ووجدوا في تركيا وفي أردوغان وفي الإخوان المسلمين الأتراك خير حليف وخير أنيس. زاعمًا أنهم يساعدون أردوغان في التغلغل في بلاد عربية أخرى وبلاد إفريقية لديهم فيها فروع، مثل: السودان وإريتريا والصومال وليبيا
وتحدث سعد الدين عن أردوغان حيث شبه الرئيس التركي بالزعيم النازي "هتلر"، مبينًا أن شعبيته تراجعت بشدة. ولفت إلى أن الإخوان أوصلوا "تميم" إلى الحكم في قطر؛ وهو ما حيّد والدته الشيخة "موزة" في التعامل مع التيار الإخواني في قطر. مشيرًا إلى أن قطر تغلغلت في بعض المنظمات الحقوقية العالمية، وتؤثر على تقاريرها.
وتصادف وجود سعد الدين إبراهيم في تركيا نظرًا لعمله أستاذًا زائرًا في جامعة إسطنبول مع الانقلاب "المزعوم" -على حد تعبيره- على "أردوغان". وعن سبب زعمه أن الانقلاب مزعوم يقول: "كانت هناك أمور غير متوافقة، أولها أن الانقلاب [المزعوم] حصل أثناء وجود أردوغان خارج أنقرة وخارج إسطنبول، أي إن من قاموا بالانقلاب لم يكن باستطاعتهم إلقاء القبض عليه. وانتهز الرئيس التركي الفرصة آنذاك لإلقاء خطاب ناري يطلب فيه من أتباعه الانتفاض ضد من قاموا بالانقلاب وإلقاء القبض عليهم".
ويضيف حول ذكرياته لتلك الليلة: "رأيت بنفسي ما حصل خلال الساعات الثماني التالية في شوارع إسطنبول. بعض قيادات الجيش والجنرالات المتقاعدين بلباس النوم في الشوارع، وحولهم أنصار أردوغان، لا شرطة، ولا قوات جيش، بل أنصاره من الحزب (العدالة والتنمية)".
ويحلل عالم الاجتماع السياسي بخبرته العريضة الخط السياسي الذي ينتهجه الرئيس التركي، ويصف "أردوغان" بـ"البلطجي" والانتهازي، وأنه دبّر ذلك الانقلاب للتخلص من أصدقائه وأعوانه ومَن أوصلوه للزعامة مثل عبدالله جول وغيره، وإحكام قبضته على السلطة بدون مناوئة، وهو ما يذكّره بما فعله الزعيم النازي "هتلر" في حقبة العشرينيات والثلاثينيات في ألمانيا عندما تخلص من خصومه داخل الحزب النازي بدعوى الانقلاب عليه.
ويرى الدكتور سعد الدين أن أردوغان تخلص من المناوئين له في ثلاث مؤسسات مهمة جدًّا في تركيا الكمالية (نسبة إلى الزعيم التركي كمال أتاتورك)، هي الجامعة والقضاء والجيش، وهي المؤسسات التي تشربت الأيديولوجية الكمالية، بينما هو – أي أردوغان – من خلفية تعتبر امتدادًا لتنظيم الإخوان المسلمين وما فعله حسن البنا في مصر؛ وكل ما أراده ويريده هو الانقلاب على الكمالية، وتفكيك المؤسسات التي أنشأها مصطفى كمال أتاتورك في تركيا.
ويلفت كذلك إلى أن العد التنازلي لقيادة أو زعامة "أردوغان" قد بدأ، وتراجعت شعبيته بشدة، وأنه كلما شعر بانخفاض شعبيته لجأ إلى تفسير ذلك بنظرية المؤامرة، قائلاً: "فقد كان لدى أردوغان دائمًا شك في ولاء أهل إسطنبول والمدن الكبرى؛ بالتالي عند إخفاق أنصاره في انتخابات المدن الكبرى اعتقد أن الأمر جزء من مؤامرة. فنظرية المؤأمرة حاضرة دائمًا بالنسبة إليه لتفسير ما يبدو أنه ضده أو ما يبدو أنه منطقي".
وقرر "إبراهيم" مغادرة تركيا بعدما شاهده في ليلة الانقلاب "المزعوم"، وتخوفه من زملائه من أتباع "أردوغان" والمجندين كشرطة سرية في الجامعة، الذين كانوا يرفضون الحديث العلني عن الانقلاب ورأيهم فيه، ويلتزمون الصمت.