مات بخطأ طبي وعرافة تنبأت بما سيحدث له..أسرار من حياة الضاحك الباكي نجيب الريحاني

الموجز

يعتبر نجيب الريحاني واحد من أهم نجوم الكوميديا، وهو صاحب مدرسة خاصة، لم يصل له أحد، فقد خرج من عبائته نجوم كبار، أكدوا تأثرهم به، وأنه مدرسة يتعلم منها الجميع حتى بعد رحيله بعشرات السنين.


لقب بـ"الضاحك الباكي"، وكان له حكاية مع عرافة تنبأت له بأشياء حدثت بالفعل، وكشفت له عن أسرار في ماضيه، جعلته يصدق ما قالته ويؤمن به، حتى إنه رفض اقتناء سيارة خاصة طوال حياته، خوفًا من نبوءة حدثته عنها.

قال الريحاني عن العرافة في مذكراته :"هذه السيدة أخبرتني بأشياء حدثت لي في الماضي، كما لو كانت معي، وأنها قصت علي ظروفًا خاصة اجتزتها بنفس النمط الذي ذكرته، حقا لقد سلبت عقلي بما ألقت إلى من تاريخ حياتي الماضي، وتركتني ذاهلًا أفكر كيف يمكن لامرئ، مهما بلغ علمه أن يقف على مثل هذه التفاصيل الدقيقة المدهشة".

التقى الريحاني بالعرافة في عام 1913، وأقسم الريحاني إنه طوال حياته ظل يجتاز من أدوار حياته مراحل تنبأت له بها العرافة، وقالت له إن حاله ستتبدل وسينتقل من فقر إلى غنى، ومن غنى إلى فقر ثم يعود للغنى مرة أخرى، كما أخبرته أمورًا وقعت بحذافيرها بعد سنوات.

وكان من بين كلام العرافة ما جعل الريحاني يخشى اقتناء السيارات حتى وفاته : "العرافة المدهشة تنبأت بأن هناك تصادمًا سيحدث لسيارة أكون فيها، ومع أنها ذكرت لي أن ربنا إن شاء الله حايجيب العواقب سليمة، إلا أنني خشيت من ذلك اليوم، فامتنعت عن اقتناء سيارة لنفسي، كما أنني إذا دعيت لركوب إحدى سيارات الغير أو حتى سيارة تاكسي، أتوسل إلى السائق بكل عزيز لديه أن يرحم شباب العبد لله، وأن يسير على أقل من مهله، لأني مش مستعجل أبدًا".

يضيف "مش مستعجل هذه.. أقولها دائمًا كلما ركبت سيارة، حتى ولو كان باقي على القطار الذي سأسافر فيه دقيقة واحدة.. وكلمة في أذنك أيها القارئ الحبيب لم أقلها لغيرك والله إلى اليوم تلك هي أنني أفضل دائمًا ركوب عربات الخيل، لا رفقًا بالعربجية بل حرصًا على حياتي الغالية".

ويعد نجيب الريحاني أحد أشهر نجوم المسرح والسينما في مصر والعالم العربي، رحل عن عالمنا في شهر يونيو من عام 1949، بسبب مرض التيفويد، الذى دمر قلبه ورئتيه، وذلك أثناء تصويره لآخر مشاهد فيلم "غزل البنات" الذى عرض بعد شهر من وفاته وعندما كان نجيب على فراش الموت رثا نفسه قائلا "مات نجيب. مات الرَّجُل الذى اشتكى منهُ طوب الأرض وطوب السَّماء إذا كان للسماء طوب.. مات نجيب الذى لا يُعجبه العجب ولا الصيام فى رجب... مات الرَّجُل الذى لا يعرفُ إلَّا الصراحه فى زمن النفاق.. ولم يعرف إلَّا البحبوحة فى زمن البُخل والشُّح.. مات الريحانى في 60 ألف سلامة".

شكلت وفاته صدمة للكثيرين وخاصة عندما علم أنه بسبب خطأ طبي واشترك الآلاف في تشييع جنازته، ورثاه الملك فاروق الأول وعميد الأدب العربي الدكتور طٰه حسين.

تم نسخ الرابط