حكاية أحمد توفيق..مخرج ”لن أعيش في جلباب أبي” الذي رفض وضع اسمه على ”بئر السبع” وانتقد شدة الرقابة على الأعمال الدينية
رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الأول من أغسطس عام 2005 المخرج أحمد توفيق، وهو أحد رجال الفن الذين أخرجوا للسينما والتليفزيون أعمال فنية متميزة، وأكثر ما يميز مشواره الفني الطويل التنوع بين طبيعة الأعمال التي قدمها.
اسمه الحقيقي أحمد محمود توفيق، درس خلال مشواره الأكاديمي في كليتي الآداب والحقوق وأيضاً معهد الفنون المسرحية، وبدأ حياته كممثل ثم انتقل للإخراج، اكتشفه المخرج صلاح أبو سيف وقدمه للمرة الأولى من خلال دور صغير في فيلم "لا وقت للحب"، ثم فيلم "القاهرة 30" في عام 1966، لتتوالى بعدها أعماله ما بين السينما والتليفزيون، والتي من أبرزها "ميرامار، حافية على جسر الذهب، شيء من الخوف، ثرثرة فوق النيل، القبطان"، وبجانب التمثيل عمل في إخراج المسلسلات التليفزيونية، ومن المسلسلات التي أخرجها: "الشاهد الوحيد، لن أعيش في جلباب أبي، الحسن البصري، عمر بن عبد العزيز".
رغم صغر مساحة أدواره في الأعمال التي شارك فيها، إلا أنها كانت بمثابة إضاءات مثيرة للناظرين في المشاهد التي قدمها، وهو ذو تركيبة جسمانية مميزة من الصعب أن تتكرر ساهمت في نجاح أدواره، وذلك وفق ما نشر في تقرير عن الراحل في مجلة "المحيط الثقافي".
ومن المواقف التي لاتنسى للفنان الراحل، كان أثناء تصوير مسلسل السقوط في" بئر السبع" توفى المخرج نور الدمرداش مخرج العمل، فقام بإكمال إخراج المسلسل، ورفض توفيق أن يكتب اسمه على التترات، ليظل اسم نور الدمرداش وحده كمخرج للمسلسل على التترات.
واستطاع توفيق أن يخرج مجموعة من الأعمال الدرامية ذات الطابع الديني، فأخرج 4 أجزاء من مسلسل "محمد رسول الله"، وأخرج مسلسل "عمر بن عبد العزيز" عام 1994، و"هارون الرشيد" عام 1997، و"الحسن البصري" عام 2000، وسبقهم مسلسلات "الإسلام والانسان" و"نور الإسلام" و"رسول الإنسانية، كما أخرج النسخة التلفزيونية من فيلم "رد قلبي" عام 1998 من بطولة محمد رياض ونرمين الفقي.
وكان يدافع عن إنتاج أعمال دينية، وينتقد الرقابة الشديدة عليها، فذكر الكاتب رابح بدير ما قاله توفيق عن تشدد الأزهر في إنتاج مثل هذه الأعمال، في كتابه "إبداع على حد السيف": «هل ما قدمناه من دراما دينية على مدار 32 عاماً أفاد الدين؟ لقد قدمنا أمثلة رائعة للمواقف الإسلامية والشخصيات الجليلة، التي يجب تقديمها للنشيء والأجيال القادمة ليقتدوا بها».