سجن ثلاث مرات لأسباب سياسية وتعاطي المخدرات والزعيم هو صديق عمره..حكايات من حياة الراحل سعيد صالح

الموجز

هو صانع السعادة والبهجة وملك الضحك، ويعد واحدًا من أهم النجوم في مصر والعالم العربي سواء على المسرح أو التلفزيون أو السينما، حيث برع سعيد صالح في تقديم كافة الأدوار والألوان الدرامية بحرفية شديدة، جعلت اسمه محفور بحروف من النور في قلوب الجمهور.

ولد سعيد صالح إبراهيم يوم 31 يوليو عام 1938 في قرية مجيريا مركز أشمون بمحافظة المنوفية، لكنه تربى في حي السيدة زينب في القاهرة، وكان والده رجلاً ازهرياً يعمل في شركة الغاز ووالدته ربة منزل، وكان لسعيد صالح أخ وثلاث شقيقات إناث، وعلى الرغم من الشدة التي كان يتمتع بها والده لكن سعيد صالح اعترف بأنه كان طفلاً مدللاً خاصة وأنه كان أول حفيد في عائلته، فحظي باهتمام كبير من أسرته، وبعد مرض والدته وافقت على أن يتزوج الأب من امرأة آخرى عاشت معهم وكانوا على علاقة طيبة، فكان يقول عنها إنها كانت أماً ثانية له.

أكمل سعيد صالح دراسته الجامعية، وحصل على ليسانس الآداب في عام 1960، ولم يدرس التمثيل بشكل أكاديمي لكنه مارسه كهواية على مسرح الجامعة مع مجموعة من الفنانين، الذين كانوا معه في ذلك الوقت منهم الممثلين المصريين ​صلاح السعدني​ و​عادل ، واكتشف موهبته الممثل حسن يوسف وقدمه للمسرح، وكان أول عمل مسرحي له بعدها "هاللو شلبي" وبعدها قدم مسرحية "مدرسة المشاغبين"، والتي ظلت تعرض لـ 6 سنوات بنجاح منقطع النظير، وبعدها قدم مسرحية "العيال كبرت​"، والتي حققت نجاح مماثل أيضاً.

في أواخر الستينيات شارك سعيد صالح في السينما والدراما والمسرح أيضاً، فقدم شخصية إسماعيل لطيف في فيلم "قصر الشوق"، ومن أفلامه أيضاً "الدخيل"، و"الرصاصة لا تزال في جيبي"، و"حتى آخر العمر"، وقدم أعمال من بطولته لم تحقق النجاح المتوقع، منها "المحظوظ" و"مسعود سعيد ليه" و"المتشردان" و"اضراب المجانين" و"المشاغبون في الجيش"، كما شارك جيل الشباب في أفلام منها "بالألوان الطبيعية" و"متعب" و"شادية" و"بحر النجوم" و"جواز بقرار جمهوري" و"فل الفل".

ومن مسرحياته "ذات البيجاما الحمراء" و"القاهرة في ألف عام"، وفي الدراما قدم بطولة مسلسل "السقوط في بئر سبع" وهو العمل الذي تخلى من خلاله عن الكوميديا وقدم شخصية الجاسوس، ومن مسلسلاته أيضاً "رجل بلا ماضي" و"يا مولاي كما خلقتني" و"أحلام مؤجلة" و"السيف الوردي" و"صبيان وبنات" و"دموع في حضن الجبل"، وآخر مسلسل ظهر به كان "المرافعة" وقدم أيضاً "​فرح العمدة​".

جمعت علاقة صداقة قوية بين سعيد صالح والزعيم عادل إمام، وقد شكلا ثنائياً سينمائياً رائعاً في العديد من الأعمال، أهمها مسرحية "مدرسة المشاغبين"، وأيضاً فيلم "سلام يا صاحبي" و"المشبوه" و"رجب فوق صفيح ساخن" و"أنا اللي قتلت الحنش" و"بخيت وعديلة" و"الواد محروس بتاع الوزير"، كما ظهر في آخر افلام عادل إمام منها "أمير الظلام" و"زهايمر"، حتى أن سعيد صالح ليلة وفاة والدته ظل مع عادل إمام حتى الصباح، ووقف على خشبة المسرح بعد أن إنتهى من دفنها.

دخل سعيد صالح السجن ثلاث مرات، فأثناء عرض مسرحيته "لعبة اسمها الفلوس" وفي جملة خارجة عن النص حيث قال "امي اتجوزت 3 مرات الأول أكلنا المش والتاني علمنا الغش والتالت لا بيهش ولا بينش"، في إسقاط سياسي على رؤساء مصر​، واتُهم بالسخرية من رؤساء مصر وحُكم عليه بالسجن 6 أشهر وغرامة خمسين جنيه وذلك عام 1981، وكان أول حكم على فنان حيث أثارت القضية جدلاً كبيراً، فقضى سعيد صالح 7 ايام في الحبس الاحتياطي واستقال القاضي وقتها، ثم أصدر القاضي الذي تولى القضية قراراً بالإفراج عن سعيد صالح بضمان مالي قدره 100 جنيه، وقد انهار باكياً بعد الحكم بالإفراج عنه، وفي حوار أجراه سعيد صالح لاحقاً قال إن السبب الحقيقي هو سخريته من أحد حضور المسرحية والذي تبين في ما بعد أنه قاضٍ.

وفي عام 1991 تعرض سعيد صالح للسجن مرة أخرى بتهمة تعاطي مخدر الحشيش، ورغم الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة ظل هذا الخبر الأشهر، ولكن في عام 1996 عاد مرة أخرى للسجن بالتهمة نفسها .


في عام 2005 تعرض سعيد صالح لآلام حادة في القلب، بسبب ضيق في ثلاثة شرايين قام بتغييرهم بعد أن أجرى عملية جراحية، كما كان يعاني من السكري والإلتهاب الرئوي وبعض المشاكل في القلب.
وتوفي سعيد صالح في صباح الأول من شهر أغسطس عام 2014 بعد أن أتم الـ76 عاماً بيوم واحد، وذلك بعد صراع طويل مع المرض، نتيجة أزمة قلبية حادة ودفن في مسقط رأسه بقرية مجيريا بالمنوفية، وقد صرح وقتها عادل إمام إنه فقد صديق عمره الوحيد.

تم نسخ الرابط