”يا رايحين للنبي الغالي ”.. علاقة إسرائيل بأشهر أغنية للحج وسبب منع ليلي مراد من الذهاب للكعبة
تعتبر أغنية "يا رايحين للنبي الغالي" من أشهر الأغنيات التي نستمع إليها وتطلقها كل القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية مع إقتراب موسم الحج والذهاب للكعبة المشرفة، والتي أدتها الفنانة الراحلة ليلي مراد في فيلم "ليلي بنت الأكابر".
ولكن ما لا يعلمه الكثير أن لهذه الأغنية قصة حقيقة، وأن الأداء الذي قدمت به ليلي مراد الأغنية ليس تمثيل بل حقيقي وأن شوقها للنبي كان كبير وأنه تم منعها من الذهاب لأداء مناسك الحج.
بدأت القصة أثناء تصوير الفنانة ليلي مراد فيلم "بنت الأكابر" في عام 1953، مع النجوم أنور وجدي وزكي رستم وإسماعيل ياسين، فطلبت ليلى أن تذهب لتؤدي فريضة الحج، لكن عارضتها إدارة استوديو مصر، لرغبتهم في الانتهاء من تصوير الفيلم خلال أسبوعين بالقاهرة، وحتى لا يتسبب ذلك في خسائر مادية قد تؤدي إلى إلغاء تصوير الفيلم، وطلبت بعدها من الكاتب الشاعر أبو السعود الأبياري أن يكتب لها كلمات تعبر عن شوقها إلى الحج، ولتودع بها المسافرين، ولحنها رياض السنباطي.
وبعد أن انتهت من تسجيلها، قامت بإهداء الإذاعة المصرية نسخة من الأغنية لتقوم بإذاعتها، لتصبح أحد أشهر الأغاني الخاصة بالحج.
لكن هناك من فسر الأمر وقتها بأن المطربة التي تخلت عن اليهودية واعتنقت الإسلام طلبت أداء هذه الأغنية للرد على الشائعة التي انتشرت حول دعمها لإسرائيل وقتها، حتى تنفي عن نفسها هذه التهمة.
وتقول كلماتها: "الله .. الله .. الله . الله يا رايحين للنبى الغالى.. هنيالكم وعقبالى يا رايحين للنبى الغالي.. هنيالكم وعقبالى الله.. الله.. الله.. الله يا ريتني كنت وياكم.. وأروح للهدى وأزوره وأبوس من شوقى شباكه.. وقلبى يتملي بنوره وأحج وأطوف سبع مرات.. وألبي وأشوف منى وعرفات وأقول ربي كتبهالي.. يا رايحين للنبي الغالي.
الله .. الله .. الله . الله أمانة الفاتحة يا مسافر لـ مكة.. تأدي فرض الله حترجع والإله غافر ذنوبك.. لما نلت رضاه يا ريتني معاك في بيت الله.. وأزور وياك حبيب الله.. هنيالك وعقبالي.. يا رايحين للنبي الغالي".
ولدت ليليان زكي مراد موردخاي في 17 فبراير 1918 في الأسكندرية لأسرة يهودية الأصل وكان والدها هو المغني والملحن إبراهيم زكي موردخاي "زكي مراد" الذي قام بأداء أوبريت العشرة الطيبة الذي لحنه الموسيقار سيد درويش، وأمها جميلة إبراهيم روشو يهودية مصرية وهي ابنة متعهد الحفلات إبراهيم روشو، سافر والدها ليبحث عن عمل بالخارج وانقطعت أخباره لسنوات، اضطرت فيها للدراسة بالقسم المجاني برهبانية (نوتردام ديزابوتر - الزيتون)، وتعرضت أسرتها للطرد من المنزل بعد نفاذ أموالهم وتخرجت بعد ذلك من هذه المدرسة .
بدأت مشوارها مع الغناء في سن الرابعة عشر حيث تعلمت على يد والدها زكي مراد والملحن المعروف داود حسني، وبدأت بالغناء في الحفلات الخاصة ثم الحفلات العامة، ثم تقدمت للإذاعة كمطربة عام 1934 ونجحت، بعدها سجلت اسطوانات بصوتها، عام 1937 وقفت أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم في فيلم (يحيا الحب)، وكانت غيرت اسمها إلى ليلى مراد، ورغم آدائها التمثيلي الضعيف إلا أنها جذبت أنظار عميد المسرح العربي يوسف وهبي لتقدم معه فيلمها الثاني (ليلة ممطرة) نهاية عام 1939.
قدمت للسينما 27 فيلمًا كان أولها فيلم (يحيا الحب) مع الموسيقار (محمد عبد الوهاب) عام 1937، ارتبط اسمها بإسم (أنور وجدي) بعد أول فيلم لها معه وكان من إخراجه وهو فيلم (ليلى بنت الفقراء)، وتزوجا عام 1945، وكان آخر أفلامها في السينما (الحبيب المجهول) عام 1955 مع حسين صدقي واعتزلت بعدها العمل الفني.
توفيت ليلى مراد فى القاهره فى 21 نوفمبر 1995 وتم تكريمها فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى سنة 1998.