قصة رجل اسمه ”جمالات كفته” بفرمان السينما

الموجز

هو رجل ولا يحمل من الأنوثة اية ملامح لكن المخرجين حبسوه فى أدوار المرأة لسنوات طويلة ليصبح جمالات كفتة بفرمان من السينما فقد يضطر الفنان إلى تجسيد أدوار النساء في عمل أو عملين، ولكن أن يندمج هذا الفنان في الأدوار النسائية طوال مشواره الفني ولا يظهر كرجل إلا لمرة واحدة تقريبًا فهذا هو ما فعله الفنان حسين إبراهيم أو “جمالات كفته” كما اشتهر قديما في الوسط الفني، تلك الشخصية الهزلية التي أضحكت الجميع بشدة في أغنيتها الكوميدية «وجع قلبي» من الحان الموسيقار محمد فوزي.

حين دخلت امرأة لا تتمتع بأي درجة من درجات الأنوثة، ترتدي معطفًا من الفرو على فستان من قماش الستان اللامع، طلبها مطرب شهير “محمد فوزي” للعمل معه بعد اختلاط الأمر عليه واعتقاده بأنها “صباح” (ضمن أحداث فيلم الانسة ماما)، وبعد دعوتها لحفلة في منزله يكتشف أنها ليست الفتاة التي يبحث عنها، ليسألها باستغراب “حضرتك الآنسة جمالات كفتة”، لترد هي ساخرة: “وطرب يا فندم”، ويتدخل صديقه “سُمعة”، متهكمًا “دي م اللي بيجيبوهم يغنوا عند الحاتي!”.

حسين ظهر مرة واحدة كرجل في فيلم «سعاد الغجرية» عام 1928، ومنذ ذلك التاريخ استهوته الأدوار النسائية ذات المظهر الساذج المضحك، وكانت أول مرة عام 1933 بفيلم «مخزن العشاق» من بطولة آسيا وماري كويني وعبد السلام النابلسي اخراج بوبا تحديدا كانت اول تجربة لظهور السينما الناطقة، فقد ابتكر “محسن سابو” جهازا للسينما الناطقة، حيث كان سابو أحد الذين يمتلكون إذاعة أهلية قبل تأسيس الاذاعة الملكية المصرية .. فتم تصوير الفيلم صامتاً مع تحريك شفاه الممثلين بالحوار الخاص بكل مشهد ثم يجتمع الممثلون في غرفة معزولة يشاهدون ما مثلوه من مشاهد وكلما تحركت شفاه احدهم في الفيلم نطق الممثل في الغرفة بالحوار المناسب مع تحريك شفاه فيسجله الميكرفون الموجود فوق رؤوسهم في غرفة التسجيل، ثم يطبع شريط الصوت مع شريط الفيلم، ورغم هذا تم انتقاد الفيلم بشدة وقيل فيه نصا: “كنا نتوقع ان تختم سينما فؤاد أخر اسبوع من اسابيعها ببروجرام لم يترك لها خير ذكرى في نفس من عمل على تشجيعها من الاسكتشات الناطقة بالعربية لم تنطق إلى عن هزار فارغ لا يمت للفن السينمائي بصلة، ان بسبب خلط في مناظرها مثلا في علاقة مناظر تمثيل القرصان في عهد قديم بأغنية حديثة عن المسافرين”.. وهكذا فشلت التجربة السينمائية الأولى لحسين ابراهيم “في دوره كسيدة”.

وبعد أربعة أعوام قضاها في كازينوهات ومسارح عماد الدين أسند له مجددًا دور الزوجة في «مراتي نمرة 2» مع ماري منيب إلا أنه يكشف عن شخصيته الحقيقية كرجل في نهاية الفيلم، وبعد أربعة أعوام أخرى يعود من جديد بفيلم «عريس من اسطنبول» مع راقية إبراهيم ويوسف بك وهبي، ولكنه لم يلفت الانطار او يحقق نجاحًا في كل تلك الأعمال كما حققها بعد ذلك في دور الآنسة جمالات كفته في «الآنسة ماما» مع محمد فوزي عام 1950.

ولكن شخصية جمالات كفتة لم تستمر طويلًا بعد ذلك; فكان آخر أعمالها فيلم «خضرة والسندباد القبلي» مع درية أحمد عام 1951. حسين إبراهيم يبدو أنه لم يحترف التمثيل كموهبة بقدر ما اتخذها مهنة تُدر عليه الربح المادي، فلم يُعرف عنه أية معلومات شخصية كغيره من فناني الأدوار الثانوية، كما أن احتكاره لأدوار المرأة أكبر دليل على موهبة ضعيفة وقدرات محدودة.

تم نسخ الرابط